المستشفيات الكبيرة تحولت إلى شيء مخيف، إلى مصنع وممرات ضيقة
منظومة الجودة والكوالتي كنترول
خلال المائة عام الأخيرة يتم تحويل البشر إلى عبيد أو عمال أو موظفين، يتم عمل عقود مع البشر، أن تتنازل عن حريتك مقابل مرتب ثابت، أن تتحول إلى عبد مقابل أن يضمن لك صاحب الشركة أو المؤسسة مرتبا ثابتا كل شهر.
وكلما زاد الطلب عليك رفع صاحب الشركة قيمة المرتب مقابل الحصول على ولائك وحريتك، وتحويلك إلى ترس في ماكينته! ولضمان عمل الماكينة بكفاءة يتم وضع قواعد وقوانين، ومنظومات مراقبة، وأجهزة محاسبة وعقاب!
وبعد أن تفرح بالمرتب بضعة أشهر تكتشف أنك تعيش في ثقافة الخوف من العقاب والمراقبة، ثقافة العبيد، والمكائد والتنافس على رضا السيد صاحب المؤسسة والمدير، زعيم العبيد! منظومة من الخوف والنفاق والابتسامات المصطنعة، تحت شعار الجودة والكوالتي كنترول.
بداية منظومة الجودة والكوالتي كنترول
البشع أن هذه المنظومة بدأت في المصانع في أول القرن التاسع عشر، أخذت الفلاح الصغير الحر الذي يزرع أرضه وحولته إلى ترس في ماكينة داخل مبانٍ مغلقة، مقابل ضمان الطعام والسكن ودخل ثابت.
ثم أصبحت هذه المنظومة في الأسواق، تقضي على البقال الصغير والفكهاني الصغير والخضري الصغير، ليتحولوا إلى موظفين في سوبر ماركت عملاق.
ثم دخلت في الطب لتحويل الطبيب إلى موظف مطلوب منه تارجت! وتحقيق أهداف المؤسسة وصاحب المستشفى، والعمل في خدمة الدخل ومكسب المستشفى، وقواعد، يعمل بملل لأنه ليس طبيبا في هذه المستشفى، هو مجرد ترس يعمل تحت مراقبة وخوف من العقاب وتقارير الجودة.
وفقد الكثير من الأطباء مشاعر التعاطف والتفهم والود في هذه المؤسسات الجهنمية المخيفة، التي تعامل المريض أنه زبون والصحة منتج، ورضا الزبون كوالتي، والطبيب عامل في مصنع.
سيطرة ثقافة الموظفين العبيد
المستشفيات الكبيرة تحولت إلى شيء مخيف، إلى مصنع وممرات ضيقة، وثقافة صراعات الموظفين العبيد أصبحت تسيطر على الكثير من التفاصيل داخل هذه المؤسسات، والمريض يدخل من باب ليخرج من باب آخر، يعامله الجميع بلا مشاعر، مجرد ابتسامة مصطنعة ومشاعر باردة.
الطبيب الموظف لن يستطيع تقديم خدمة طبية جيدة مهما حاول أو اصطنع! ستظل خدمة المصنع والمنتجات! سواء موظف في مستشفى خاص أو عام أو تأمين، إلخ، إلخ.
اقرأ أيضاً:
الرأسمالية وتشكيل الأيدولوجيات داخل المجتمع
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
*****************
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا
