مفهوم النجاح بين الحقيقة والتوهم
هل النجاح له أكثر من جانب أم هو جانب واحد فقط؟
هل كل ناجح سعيد؟
النجاح المهني هو أول ما يطرأ في ذهن أي إنسان عندما يطرح مفهوم النجاح، فلنأخذه كمثال في بداية حديثنا،
ما هو النجاح “المهني”؟
هوقائم في البداية على معرفة الإنسان لقدراته وتوظيفها فى مكانها الصحيح وذلك يأتي عن طريق المعرفة والتجارب وفهم الشخص لذاتهوبعد ذلك تبدأ الرحلة المهنية للإنسان التي تزيد من المعرفة وتصقل التجربة، لكن هل الحياة مقصورةفقط على هذا الجانب؟
بالتأكيد لا لأنه يوجد أكثر من جانب في حياة الإنسان مثل الجانب الاجتماعي،الإنسان محاط بدائرة من العلاقات الإنسانية،وإذا كانت هذه العلاقات غير سوية فسد الجانب الاجتماعي للإنسان وانتقل الإنسان من خانة “الفرد المتشارك بإيجابية في المجتمع” إلى خانة “عدو المجتمع والمتصارع معه”وسيتورط في علاقات غير صحية،لذلك يجب العمل على إصلاح دوائر علاقتنا واختيار المقربين منها بعناية هو أمر ضرورى لأنه يعود بالتأثير الإيجابي على النفس وبذلك يحقق النجاح على الجانب الاجتماعي.
أيضا الجانب الأسري يحتاج إلى مقومات ليكون ناجحا، فمن النجاح الأسري مثلا القدرة على الموازنة بين العمل ومتطلبات الأسرة العاطفية والتربوية والمادية، وأيضا القدرة التي تمكننا من تكوين وإنشاء أسرة صالحة سوية في البداية لها القدرة على التأثير بإيجابية في المجتمع.
هناك أيضا النجاح في الجانب المعرفى والأخلاقي، الإنسان بفطرته السوية محب للعلم ويستحسن كل ماهو خير، لذلك تطلع الإنسان وزيادة معرفته ينمي من إدراكه، ويجعله متفتح البصيرة وهنا بالطبع نقصد المعرفة الصحيحة ومحاربة آفاته النفسية والتغلب عليها والتحلي بالأخلاق الحسنة، كل هذه الأشياء تجلب على الإنسان السعادة.
يجب أن نركز على أن النجاح ليس ماديًّا فقط، بل يتضمن الجوانب المعنوية أيضا وإلا حدث ظلم للنفس وتكديرات قد تقود إلى الانتحار مثلا في النهاية.
لذلك علينا بالتفكير المنضبط المتمثل في الإجابة على هذا السؤال”هل احتياجات الإنسان مادية فقط؟”
الإجابة النموذجية هي بالطبع لا؛فالإنسان يتكون من روح وجسد وكل منهما له احتياجاته فإذا حققت التوازن بينهم وأعطيت كل ذي حق حقه فهنيئًا لك بالنجاح المادي والمعنوي وذلك يعود عليك بالسعادة.
اقرأ أيضاً: