معلومات ومهارات واسلوب
تحدثنا من قبل عن التعليم، والتعليم الصحيح يتكون من 3 أشياء: معلومات ومهارات وأسلوب knowledge Skills Attitude، يعني مثلا تعلم طب العظام هي معلومات يقرؤها ويسمعها المتعلم من الكتب والأبحاث الحديثة + مهارات جراحية يكتسبها + أسلوب تعامل مع المرضى وفريق العمل وطريقة تفكير وتحليل. وهذا ينطبق على كل شيء تعلم الكيمياء، تعلم النجارة أو الحدادة، تعلم التاريخ.. إلخ.
وفي الماضي كان التدريب العملي جزءا هاما من تعلم أي حرفة، ينتسب الصبي إلى حرفة أو صنعة الطب الهندسة الخزف إلخ، فيعيش في مجتمعها وجوِّها ويترقى بالتدريج إلى أن يصبح ماهرا فيها.
طبعا هنا سيظهر أحدهم ويقول ما هو معروف وواضح أن تطوير التعليم في مصر فاشل وسيفشل، لأن التطوير لا يعني استيراد بعض الكتب ليحفظها الطلاب، التطوير يعني ممارسة وتطبيقا عمليا: معامل، ورش، رحلات استكشافية وتعليمية.
كيف تحقق الدول المتقدمة التطوير في التعليم؟
هذا يجعلنا نسأل كيف تحقق ذلك الدول المتقدمة؟ تحقق التعليم في هذه الدول عن طريق تناغم بين المدارس والمتاحف والإعلام، تجد الثلاثة متواصلين في التأثير على عقول الصغار، نجد متحف التاريخ، متحف التاريخ الطبيعي، متحف العلوم، متحف الفن، إلخ من المتاحف التي يذهب لها الأطفال والشباب بانتظام، ومعها الرحلات الميدانية في البيئة وما حول المدرسة، ومعها معامل ومختبرات في المدرسة للممارسة العملية، ومعها مكتبات عامة توفر الكتب للاطلاع. كل ذلك خارج أسوار المدرسة ويخدم قطاعات كبيرة جدا من البشر.
قديما كانت الشعوب مستقلة عن سيطرة الحكومات، كانت الحكومة المركزية وظيفتها الشؤون الخارجية وتنظيم القوانين والطرق والمعاملات، لكن التعليم والصحة والخدمات كلها من وظيفة المجتمع المدني، هيئات وأوقاف وجمعيات ونقابات المهن والحرف المختلفة إلخ، كان الإنسان يعيش ويموت في بلدته أو قريته لا يسمع ولا يشعر بالحاكم والحكومة في العاصمة البعيدة.
العصر الحديث وتدخل الحكومات
لكن العصر الحديث وثورة الاتصالات حملت معها سيطرة شديدة للحكومات على البشر وعقولهم، تسيطر على توصيل الماء والكهرباء، تسيطر على مناهج التعليم، تسيطر وتراقب كل شخص لتضمن السيطرة عليه واستعباده، مقابل كميات كبيرة من الضرائب لم يشهدها التاريخ من قبل.
والحكومات لا تريد أن تترك هذه السيطرة، لكن المستقبل يحمل العودة إلى الحرية، استقلال البشر بالطاقة المتجددة والعمل عن بعد، والحصول على العلم والمعرفة عبر طرق لا تسيطر عليها الحكومات.
لذلك أنصحك أن لا تنتظر أن تصلح الحكومات أو المدارس منظومة التعليم. ابدأ بنفسك وأهلك، ابحث عن كتب وقراءة واطلاع في كل المجالات، استكشف علوما ومهارات جديدة كل عام، رحلات استكشاف ومعرفة كل عام، تعلم أن يكون عقلك نشطا مستكشفا شغوفا بالعلم والمعرفة، نريد لعالم الغد أن يتخلص من سيطرة الحكومات وإعلامها ومناهجها المدرسية على عقولنا وحياتنا اليومية، هذا ليس فقط لسكان منطقة الشرق الأوسط بل لكل العالم.