مقالات

عامل الصبر والوقت لصالحه

بالنسبة إلى الحرب في فلسطين الجميع يتفق على حقائق واضحة..

أولًا

إن الغرب وإسرائيل ينظرون إلى سكان منطقة الشرق الأوسط كلهم أنهم كائنات وأرقام، وليسوا بشرًا، كلهم دون استثناء، سواء عرب أو غير عرب، مسلمون أو غير مسلمين.

ثانيًا

إذا انتصرت إسرائيل وانكسرت مقاومة الشعب الفلسطيني، ستكون كارثة بالمقاييس كلها على الفلسطينيين والعرب والمسلمين، كارثة سيدفع ثمنها البلاد العربية كلها، سواء في صورة تقلبات وفوضى، أو صورة مزيد من الهزيمة والإحباط والاستسلام.

إذا انتصرت المقاومة الفلسطينية، سيحقق الفلسطينيون مكاسب كثيرة جدًا في حياتهم اليومية، ويحصلون على تنازلات كثيرة، فضلًا عن أنها قد تكون نقطة فارقة في حياة شعوب المنطقة.

اقرأ أيضاً: حقائق هامة لا تعرفها

اضغط على الاعلان لو أعجبك

ثالثًا

الشعوب تنهزم حين تنكسر إرادة الشعب ويشعر باليأس أو الضعف، لكن الحكومات والجيوش تنهزم حين يعاني الاقتصاد فلا يستطيع الإنفاق على تكاليف الحرب الباهظة.

البلاد لا تنهزم بعدد القتلى ولا حتى الخسائر العسكرية. في الحرب بين روسيا وألمانيا، خسرت روسيا عددًا أكبر من البشر والسلاح، أكثر بكثير من ألمانيا، لكن روسيا والاقتصاد الروسي والشعب الروسي استطاعوا الصمود، وبذلك انتصرت روسيا.

هذا ينطبق على الحروب كلها، أمريكا خرجت في فيتنام مهزومة، لأن تكاليف الحرب أصبحت أعلى من طاقة الخزينة الأمريكية، إلخ.

وفي حرب فلسطين هي حرب بين شعب وجيش!

رابعًا

إرادة الشعوب تنكسر بالعقل والفكر والإعلام، بنشر الأفكار، سواء أفكار اليأس والهزيمة عند العدو، أو أفكار الأمل واليقين بالنصر عندنا، وهذه فائدة الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي والمفكرين والفنانين والمثقفين ورجال الدين والصحفيين والمؤثرين.

لذلك استعمال وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الثقة في النصر مهم جدًا.

بالنسبة إلى من يتواصل مع الغرب، عليه أن ينشر الأفكار التي تنشر اليأس من فوز إسرائيل، وهي كثيرة وحقيقية، وليست كذبًا، مثل استحالة القضاء على المقاومة الفلسطينية ما دام يوجد احتلال وظلم وعنصرية ضد الشعب الفلسطيني.

مثل أن الاقتصاد الإسرائيلي لن يتحمل حربًا طويلة أكثر من ثلاثة أشهر.

مثل أن البروباجندا الإسرائيلية للترويج للمذابح والظلم والعنصرية والإذلال للفلسطينيين، بحجة أنهم ضحايا العنف والنازية، كلها أخبار كاذبة ومبالغات وتلفيق وبروباجندا إعلامية.

اقرأ عن: صناعة الكذب في الإعلام

خامسًا

إرادة الجيوش والحكومات تنكسر بالخزائن والاقتصاد.

إسرائيل فعلًا ليس لديها أي فرصة للفوز لو صبرت المقاومة الفلسطينية لأكثر من ٣ أو ٤ أشهر، ومعها الشعب الفلسطيني، استمرت في الضرب ضربات بسيطة مستمرة، وتتشدد في صفقات تبادل الأسرى لإذلال حكومة إسرائيل وجيشها وإظهار ها ضعيفة مهزومة مهزوزة.

تقول التقارير أن الحرب بالشكل الحالي لا تستطيع إسرائيل أن تستمر فيها أكثر من ثلاثة أشهر للأسباب التالية:

  1. تكلفة الأسلحة أكثر من ربع مليار دولار في اليوم الواحد!
  2. استدعاء الاحتياط الإسرائيلي أوقف نحو ٣٥% من شركات ومصانع ومؤسسات إسرائيل.
  3. توقف عجلة الاقتصاد الإسرائيلي والاستثمارات تمامًا.
  4. الغرب يساعد وخزائن الغرب تساعد، لكن حين يطول الأمر، وينكشف مزيد من جرائم الاحتلال الإسرائيلي، فضلًا عن مشاكل الغرب المتزايدة، سواء داخليًا أو مع روسيا والصين، فإن توجيه هذه المساعدات قد بدأ يتباطأ ويتراجع فعلًا، وبعد شهرين لن يكون العالم الغربي مستعدًا لتضييع مزيد من الأموال في حروب إسرائيل العبثية، في حين يعاني الغرب نفسه من أزمات اقتصادية خانقة.

سادسًا

لم يعد للفلسطيني أي شيء يخسره، بعد سبعين سنة من الإذلال والعنصرية والاحتلال والقتل والتهجير، في حين لدى الغرب وإسرائيل كثير ليخافوا عليه ويخسروه!

يعني في هذه الحرب، المنطقي أن يصبر الفلسطيني، لعله يخرج بمكاسب، وسيخرج بمكاسب، المهم من يصبر ويحافظ على الإصرار والثبات والتشدد، ولا يسارع بتقديم التنازلات.

من هذه المعطيات نجد أن فرصة الشعب الفلسطيني في الفوز كبيرة، المهم الثبات ثلاثة أو أربعة أشهر، واستغلال عامل الصبر والوقت لصالحه.

اقرأ أيضاً: بين الشرق والغرب ما يجب أن يكون

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

_________________________________

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

أ. د. خالد عماره

الاستاذ الدكتور خالد عماره طبيب جراحة العظام واستاذ جراحة العظام بكلية الطب جامعة عين شمس