مقالاتعلم نفس وأخلاق - مقالات

إنسان يحب العدل ولا يكره الظلم! – الكلام عليكم أنتوا مش عليا

إنسان في مشاهد  مختلفة

المشهد الأول: إنسان يحب أن يُعامل بالأخلاق الحسنة وأن تسود تلك الأخلاق أفراد المجتمع، ويكون في ضيق إن رأى أي قول أو فعل نابع من خلق سيء، لكن هذا الإنسان هو نفسه خلقه سيء! ولا يتعامل مع غيره بتلك الأخلاق الحسنة التي يُحب أن يعامَل بها! ولا يفعل ما يجب لكي يمحو تلك الأخلاق السيئة عنده ويتكسب الأخلاق الحسنة، أليس الذي يحب أن يتعامل بالأخلاق الحسنة أولى بأن يكتسبها ويتعامل بها؟

المشهد الثاني: إنسان يحب العدل ويكره الظلم، فالظلم قبيح عقلًا، لكن هذا الإنسان لا يكره الظلم لغيره فلا بأس إن وقع الظلم على المجتمع كله ولم يقع عليه؛ لأنه لم يتضرر من ذلك الأمر! فيُحب أن ينجو وغيره يهلك!

المشهد الثالث: إنسان يحب أن يتزود بالمال ويصبح ثريًا ويعمل كثيرًا لكي يصبح كذلك، لكنه يكون في ضيق من أمره إن رأى غيره يتزود من المال مثله خوفا من أن يصبح أكثر ثراءً منه، فلا يحب أن يرى غيره كذلك، وكأن جمع المال هو التنافس الحقيقي، وكأن الإنسان خُلق ليسعى كي يكون ثريًا! فلا أدري ما الذي يضره إن تزود غيره بالمال!

المشهد الرابع: إنسان طموحه أن يرتقي في المناصب فيحب أن يُكافأ وأن ينال منصبًا وراء منصب كأي إنسان طموح في عمله، حتى وإن كان المنصب والمكافأة ليسا من حقه فلا يعنيه ذلك الأمر، لكن هذا الإنسان يكره أن يرى غيره يُكافأ ويرتقي في المناصب عامةً! وكأنه هو الوحيد الأحق بأن يُكافأ ويرتقي في المناصب ولا يستحق ذلك غيره! فيُحب أن ينجح وغيره يفشل.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

تعدد المشاهد

المشهد الخامس: إنسان يكره أن يغتابه أحد، حقًا إنه خُلق ذميم، لكن إن كان في مجلس أو كان يمشي مع بعض الرفقاء وذكروا أحدًا غير موجود بما يكرهه فتراه لا يردهم عن قولهم هذا بل يشاركهم أحيانًا، بل ويبدأ ويفتعل الغيبة! فكيف يكره الغيبة وتراه يغتاب غيره!

المشهد السادس: إنسان يكره السخرية ولا يحب أن يسخر منه أحد، لكن تراه يفتعل السخرية ويبدأ بالكلام عن إنسان موجود حتى بدون ذكر اسمه، وبعد أن ينتهي من كلامه يقول «طبعًا أنتم عارفين مين!» لكي يلمح لهم على الشخص الذي يسخر منه في وجوده! وتتعالى أصوات الضحك حينها، فما أقبح من هذا خُلق!

المشهد السابع: إنسان يبحث عن شعور «الانبساط» والفرحة دائمًا فيبحث عن الأشياء التي تحقق له ذلك، فكل إنسان بالفطرة يبحث عن ذلك الشعور، لكنه يُحب أن يرى غيره تعيسًا حزينًا، بل يتمنى لغيره ألا يجد تلك الأشياء كي يفرح بها وإن كانت عنده فيتمنى زوالها! وكأنه هو الأحق فقط بتلك الأمور والأشياء التي تُحقق للإنسان شعور الفرحة «والانبساط».

والمشاهد كثيرة ونراها جميعًا في حياتنا اليومية، بل أحيانًا ما نقع فيها نحن أيضًا بدون أن ندري، فما العلاج؟

العلاج ينقسم إلى جانبين، جانب معرفي وجانب سلوكي.

فالجانب المعرفي أن يَعرف الإنسان أنه واقع في مشكلة الازدواجية؛ أي أنه يعرف الصواب ويُنادي به ولا يفعله، وتلك المشكلة هي مانع من موانع التفكير السليم، فعليه أن يقضي عليها بتعلم موانع التفكير السليم وكيفية التغلب عليها. والعلاج أيضًا في أن يعرف حقيقة نفسه بأنه غير قادر على تحديد منْ يجب أن يمتلك شيئًا ولا يمتلك آخر، وأن يعرف أن كل هذا عارض عليه من نجاح أو ثراء أو منصب وليس شيئا ثابتا فيه أو مستحقا له. وأن يعرف أيضا أن لو كان غيره في حال أفضل منه فلن يضره هذا الأمر في شيء.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

أما الجانب السلوكي فيُذكّر نفسه مرارًا وتكرارًا قبل كل سلوك بتلك المشاكل وأضرارها التي يعاني منها لكي يتجنب الوقوع فيها وحتى يُعالجها، ويُذكّر نفسه بحقيقة الإنسان دائمًا، وأن يُجاهد نفسه في اكتساب الأخلاق الكريمة الفاضلة والحفاظ عليها، وبأن يفعل ما يقوله حتى لا يحدث فجوة بين أٌقواله أو أفكاره وبين سلوكياته، وبأن يُحب لغيره كما يُحب لنفسه فهذا الخلق بالطبع لن يولد العداوة والبغضاء بل ستكون نفسه سمحة طيبة، ففي تلك الأخلاق تنافس حقيقي، وكل هذا يمكن أن يُنال بالاكتساب.

اقرأ أيضا:

هنا تكمن المشكلة والحل

كابتن سولي والولد الصغير – أزمة المعيار في عالمنا اليوم

أين أجد إجابات للأسئلة المصيرية ؟ وكيف يتم التوافق ؟

اضغط على الاعلان لو أعجبك

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.

ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.

خالد حسام

عضو فريق مشروعنا بالعقل نبدأ المنصورة

مقالات ذات صلة