المعادلة تسير على النحو التالي
لديّ نظرية بسيطة، مفادها أن الإنسان أعظم مخلوقات الله، وأنه لم يختر كل أو معظم ما هو فيه، لكن الإنسان يمكنه أن يتعالى على هذه الإكراهات التي وجد نفسه فيها، بل دعني أقل لك إن كثيرًا من الإكراهات والمصاعب تكون سبب نبوغ أصحابها وتفوقهم!
قلت لك سابقًا إنني قد أحببت العقاد كما لم أحبّ كاتبًا من قبل، وأحببت في مرحلة تالية السيد العميد حتى طغى حبه على سواه من الأساتذة، وكنت أسأل نفسي: ماذا يجمع بين الرجلين؟
إنها الروح الوثابة والرغبة في بناء الذات على نحو قويّ معجب، فالرجلان من سلالة مصرية عظيمة، منحت الكون المعنى الذي يشده بأمراس الحكمة وترابطات الفلسفة، بل وطوعت الحجر الصلب وأقامت منه المعابد العظيمة والمسلات التي تصاعد بك نحو السماء.
معادلة الحياة
المعادلة تسير على النحو التالي: تدفعك الحياة إلى التفكر، ويدفعك التفكر إلى القراءة، وتهديك القراءة إلى النقد، ويهديك النقد إلى الاختلاف، ثم يهديك الاختلاف إلى خلاصة فضائل القراءة والنقد جميعًا: التسامح!
لكم أحب هذه الكلمة! ولكم أحب هؤلاء الذين استقرت في نفوسهم بعض ظلالها! ولكم تأملت فيها حتى بدت لي معنًى كليًا يضم في مظلته الضافية ما لا يحصى من معاني الحضارة والحياة، ويمكنك أن تتأمل هذه الكلمة بنفسك، لتدرك أن شقاء الإنسان في هذه الحياة يمكن أن يحل بهذه الكلمة فقط!
التسامح!
لكني أودّ أن ألفت انتباهك إلى معنى دقيق –أو لعله يبدو لي كذلك– أن التسامح أعظم الهدايا التي تمنّ بها على نفسك، فحين تسامح أحدهم فهذا يعني أنك قد طهرت صدرك من “كراكيبه” وأشعت المحبة فيه، والمحبة بطبيعتها نور، والنور لا يملكه إنسان، النور هو الله!
و”الله نور السماوات والأرض”.
مقالات ذات صلة:
التعصب والتسامح في مرآة الممارسات التطبيقية
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
_________________________________
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا