قضايا شبابية - مقالاتمقالات
مظاهرات الطلاب لن تستمر لكنها تزرع بذرة
مظاهرات الطلاب في الجامعات لن تستمر ولم تستمر طوال التاريخ، لكنها تزرع بذرة قوية عميقة في المجتمع، هذه البذرة تخرج منها شجرة من الصعب اقتلاعها أو القضاء عليها.
تمامًا مثل مظاهرات الطلاب في الجامعات الأمريكية ضد حرب فيتنام في السبعينيات، أو ضد التفرقة العنصرية في جنوب إفريقيا في التسعينيات، أو مظاهرات الطلاب في الربيع العربي.
لو نظرنا إلى تشريح هذه المظاهرات، نجد ست طبقات أو مجموعات أو أنواع، تتكون من:
- مجموعة جريئة متهورة تظهر في الأمام في أثناء المواجهات والخطر، وهذه المجموعة عادة عمرها قصير، إما لأنها تتعرض للإصابات والسجن، أو لأن الحماس الشديد عادة يكون عمره قصيرًا.
- مجموعة مؤمنة بالأفكار وتحرك الطلاب من الداخل وتنظم وترتب وتنسق، دون أن تظهر بوضوح، وهذه المجموعة عادة تبحث عنها الأجهزة الأمنية وتطاردها.
- مجموعة مؤمنة بالأفكار، لكنها حريصة، تشارك في المظاهرات لكن لا تدخل في مشكلات، وتبتعد حين تبدأ الاضطرابات، هذه المجموعة تستمر لفترات طويلة، وتنشر الأفكار في المجتمع من حولها، لأنها حضرت وشاركت، وتبحث عن طريقة أكثر هدوءًا، بعد نهاية الإعصار، لنصرة الأفكار التي تؤمن بها.
- مجموعة تؤمن بالفكرة، لكن ليس لديها شجاعة النزول والمشاركة في المظاهرات، هذه المجموعة عادة يخرج منها عدد قليل لكن مؤثر من رجال الأعمال أو رجال السياسة أو الإعلام والفنون والثقافة، وتنشر الأفكار التي تؤمن بها بهدوء، عن طريق المناصب والمال والإعلام، تنشرها على مدى سنوات طويلة وبهدوء.
- مجموعة لا تهتم ولا تشارك ولا تتابع، شعارها: إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا، وما يهلكنا إلا الدهر، تأكل وتتناسل مثل الحيوانات، من دون قضية ولا هدف.
- مجموعة معادية ومضادة لما تدافع عنه المظاهرات من أفكار وشعارات، تحب الحال كما هي عليه، وتخاف من التغيير، سواء بسبب الخوف من التغيير أو الخوف على مصالح شخصية متعارضة!
كما نرى من هذا التشريح، قد تنتهي المظاهرات وتموت، لكن الأفكار لا تموت!
مقالات ذات صلة:
اضغط على الاعلان لو أعجبك
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
_________________________________
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا
