محمد صلاح والبحث عن الذات .. السعي والتركيز على الهدف وتحديد الطريق
قصة الديك و محمد صلاح
وقعت إحدى بيضات النسر من العش وتدحرجت حتى حظيرة الدجاج واندست بين بيض الدجاج وفقس البيض، وفقست بيضة النسر مع بيض الدجاج وتربى النسر مع الدجاج وعاش كما تعيش الدجاج يأكل الحب ويلتقط ما تجود به الأرض عليه، وذات يوم رأى النسر النسور تطير في كبد السماء فتاقت نفسه إلى أن يطير كالنسور فحدث الدجاج بما يجول بنفسه فضحكت منه قائلة إنك دجاجة ولست بنسر كيف لك الطيران؟ إنك دجاجة لا تجيد سوى التقاط الحب من على الأرض فكيف تتوق نفسك إلى الطيران وأن تكون كالنسر محلقا في السماء؟! وصدق النسر كلامهم وعاش ومات وهو دجاجة بهيئة نسر.
محمد صلاح اللاعب المجتهد
تلك القصة الرمزية السابق ذكرها تذكرني بلاعب منتخب مصر الوطني محمد صلاح فهذا اللاعب الفذ لم يرضخ لأصوات الدجاج من حوله ولم يستمع لأقوالهم: بأنه لاعب عادي لا يستحق أن يلعب في أحد أندية القمة بمصر! فما كان منه إلا أن اجتهد ولم يستمع للمثبطين من حوله فتدرب وتحامل على نفسه وأثبت أنه يستطيع أن يحترف بأندية أوروبا وتنقل من نادٍ إلى آخر حتى وصل إلى نادي ليفربول من أندية الدوري الإنجليزي وأحد أكبر أندية أوروبا،
وبالتدريب المستمر وبالأخلاق المتواضعة وعدم التكبر والاعتراف بفضل زملائه بالفريق وأنهم من أحد أسباب تفوقه وبفضل مدربه نال محمد صلاح الجوائز والألقاب وأصبح من أفضل عشرة لاعبين في العالم كله وقد وصل إلى ما وصل إليه آخذا بأسباب القوة والنصر ولم يتكل ولم يرضخ إلى شماعة الظروف التي يتكل الكثير منا عليها ويجعلها سببًا رئيسًا لأسباب الفشل والهزيمة.
الوصول إلى القمة لم يكن سهلاً
ومن البديهيات التي يتغافل عنها الكثير الأخذ بالأسباب؛ فالكثير يرى انتصار الآخرين ووصولهم إلى أرقى المناصب وإلى قمة المجد ولا ينظر كم أنفق من وصل إلى القمة! كم أنفق من عمره؟ كم بذل من مجهود لكي يصل إلى ما وصل إليه؟! وملايين يعيشون على أمل أن يربحوا الملايين من الدولارات بضغطة زر وبإرسال رسالة إلى الحلم الذي هو اسم على مسمى فهو فعلا حلم وليس حقيقة وللأسف يعيش الملايين على أمل أن يكون الحلم هو الطريق إلى المجد وإلى الثراء.
فعلينا إن أردنا بلوغ القمة وإن أردنا بلوغ المجد وتحقيق الذات والبحث عن الهوية علينا بعرض أنفسنا على ميزان النقد الفعال كما فعل محمد صلاح المجتهد ، علينا أن ننقد أنفسنا ونقوم ذواتنا فلا يخلو بشري على وجه الأرض من عيب؛ فكلنا عيوب لكن الفذ من يكتشف عيبه ويعمل على تلافي هذا العيب، وقلب مواطن الضعف إلى مواطن قوة؛ فلن نبلغ قمة جبال المجد وتحقيق الذات إلا بتسلقنا لجبال المصاعب وتخطينا أشواك الانهزام وكسرنا شماعة الظروف فمن يريد أن يحقق ذاته عليه بالبحث عن كيفية تنمية ذاته وتنمية قدراته وعليه بأن يتدرب ليل نهار حتى يصل إلى ما يصبو إليه من بلوغ قمم المجد ومن بلوغ تحقيق الذات والبحث عن معنى للوجود في تلك الدنيا علينا أن لا نرتجف عند اصطدامنا بمشاكل الحياة،
علينا أن نستبدل كلمة مشكلة بكلمة تحدي، وحذف كلمة “لن” أستطيع فأنت وأنا نستطيع أن نصل إلى تحقيق الذات بالمثابرة وبالسير في الطريق الصحيح المؤدي إلى النجاح والقمة ونختم ببيت جميل ذكر نفسك به دائما:
ومن يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر.
اقرأ أيضاً: