مقالاتفن وأدب - مقالات

شمس جديدة في يوم مليء بالسعادة، ولكن لماذا تأخر ضيفي؟

يوم جديد مليء بالسعادة

كونٌ تعطرت نسماته بالحمد والتسبيح والثناء على نعمة النشور بعد العُروجِ بمشيئة رب السماء وشمس تَأذنُ ببزوغ نهار جديد ينفضُ معه بقايا سبات الأعين وخمول وكسل الأبدان وصحة العقل ويَخُطُ ميلادا جديدا في صفحات سجل حياة كستها دواليك الأيام…

ليُنسج في مخيلتي عَرضا ببعض صفحات أمس حزين يبثُ الهمدان لنفسي ويعوق حركة طرفي فيأْبى نور الشمس إلا أن يُهدِيَني جرعة أمل متجددة تُعيد إليَّ النشاط والتأهب لأمتطي سِرجَ جواد يومي وأكون على أتم الاستعداد لاستقبال زواري الجدد بكل ما يحملوه لي من أحداث الحاضر أملاً أن يكون من بينهم ما يُطيِّبُ الخاطر بأنامل حانية رقيقة  تدق باب حياتي…

بكورٌ يملؤه التفاؤل الذي ما يلبث أن يتضاءل نبراسه شيئاً فشيئاً مع هجرة ساعات النهار حتى يقبل أصيل الغروب بستائره وقد عُبِئ بأحداث أثقلت كياني تعبا وإرهاقا؛ لأتمنى لو يفز هذا الجسد بغفوة تريحه عبء هذا اليوم الطويل ويفترش بساط السكينة والهدوء ويغط في نومٍ عميق…

تأخر الضيف المنتظر

لترفض أفكاري أن تحقق لي أُمنِيَنِي، وتحتال صراعاً لأسئلة حَيارى حول علة تأخر هذا الضيف المنتظر وعن موعد المجئ… لتحتكم في نهاية هذا السجال إلى حَكمٍ عدلٍ معروف بالنزاهة، والكيل  بميزان الحكمة  المجردة عن الهوى..

اضغط على الاعلان لو أعجبك

احتكمت إلى قاضي العقل الرشيد الذي أخذ يُلقي بأسئلةٍ ليتبين جُل المسألة ويتخذ قرارهُ في هذه القضية… فيسألني عن مهية هذا الزائر المنتظر بفارغ الصبر ليحل ضيفاً كريماً على حياتي فأُجيبَه بذبذبات صوت متقطعة اعترتها مشاعر حزن وأسى هامسا  بصداها…«السعادة» فقد كنت أنتظر مجئ سعادتي.

تمنيتُ أن أحظى بفرصة عمل تُدر عليَّ الرزق الوفير وتهبني منزلة ومكانة ولقبا يتصدر اسمي وتيسر لي اختيار شريكٍ أُقاسمه حِمل الحياة ونتشارك في بناء أسرة أضمن لها متع العيش ورفاهيته فتحتل السعادة بيتنا… تلك كانت أمانيَّ التي طالما راودت خيالي في ظل حال يفتقد لبواعث أمل تحقيقها أو حتى الدنو منها.

لم يستغرق الصمت بعد تلك العبارات سوى برهة ليعلو صوت العقل بالرد والتبيان بالحجة والبيان.. بُني بالسعي والمثابرة يكون تحقيق الآمال والأحلام فتصل إلى ما تصبو إليه من ماديات الحياة  فتُلبي حاجاتك منها دون تقطير أو ترف والتي تسمو وتتكامل مع  الرضا وصقل العقل علما والخلق أدبا.

طريق السعادة

كما عليك أن تُدرك بأن السعادة ليست ذلك القنديل المضئ الذي ينتظرك في نهاية نفق السعي وإنما هي رفيق يُصاحب خطاك في شق سبيل افتُرش بالعثرات وبالنُقر فتسلك درب تمهيده باكتساب العلوم والمعارف والخبرات التي تَهِبُك غاية سامية وفكرا  سليما وإرادة قوية. السعادة تُستشعر في ابتسامة محب يقدر سعيك واجتهادك وكلمات ودٍ تأزرك لحظات التعثر وفي سلوى أهل وأصحاب تواسيك ألم الهموم وفي ذكريات طواها الماضي وما برحت تضئ نفسك بالبهجة والسرور…

ببسمة تعلو ثغري استيقظتُ من سباتي بعد ما أعلن القاضي انتهاء جلسة الحكم في منامي… ليُحسم الجدل بين نفس تهوى تللك الزيارة التي ستهديني آمالي على أطباق من الفضة دون كلل أو تعب وعقل يرفض هذا الوهم ويؤمن بمنطق السعي والاجتهاد لتحقيق المراد في صالح كياسة العقل الرشيد…

اضغط على الاعلان لو أعجبك

اقرأ أيضا:

التعميم الأعمى يلاحقنا .. لماذا هو أعمى ؟ وكيف لنا أن نتخلص منه ؟

القوى الكامنة في الإنسان .. لماذا نحن مميزون بالعقل (1)

 توهم المعرفة.. هل كل خريج جامعة يعتبر متعلما ؟

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.

ندى علاء منصور

عضوة بفريق مشروعنا بالعقل نبدأ بالمنصورة

مقالات ذات صلة