محاكم التفتيش الفرنسية
القانون الجديد الذي تحضر له فرنسا سوف يجعل تحفيظ أولاد المسلمين القرآن جريمة! الدراسة الدينية في المنزل بعيدا عن أعين الحكومة الفرنسية جريمة! هذا مثال بسيط لعدم تقبل الآخر في التطرف العلماني!
حين نسمع نقد العنصريين اليمينيين في أوروبا للمسلمين _وهو نفس الكلام الذي يردده ماكرون وحكومة فرنسا والحكومات اليمينية المعادية للإسلام_ يكون الحجة أمرين:
-
الأحداث الإرهابية:
وهي _كما يعرف الجميع_ أحداث إجرامية محدودة لا تمثل ملايين ومليارات المسلمين، يقوم بها عدد قليل جدا عددهم أقل من المتطرفين اليمينيين وجرائمهم، لكن يتم تسليط الضوء عليها والتجارة بها.
-
الأمر الثاني هو حجة الاندماج وعدم الانعزال، الإسلاموية!
أن المسلمين في أوروبا يجب عليهم الاندماج في المجتمع، ومعنى الاندماج incorporation والبعد عن الانعزال عن المجتمع، هذه الكلمة لها معنى نفهمه في الشرق، ومعنى آخر يقصده الغرب. الاندماج في الغرب يعني أن تتحول إلى صورة منهم.
يعني لو أنك مسلم تصلي ولا تزني ولا تشرب الخمر فأنت غير مندمج بما يكفي في مبادئ ومثل وقيم أوروبا! يعني لا بد أن تتحول إلى نسخة من أفكار أوروبا، تصفق لكل ما يقولون ويفعلون من عادات وتقاليد وتقلدها كي تفوز بلقب مندمج في المجتمع الأوروبي.
بينما المنطق ومفهومنا للاندماج هو التعاون، هو أنك تتعاون مع جارك وزميلك واحترام متبادل، لكن لا تحتاج إلى التنازل عن هويتك أو دينك أو تغير عاداتك كي أرضى عنك، والعكس صحيح، تقبل الآخر، تكامل. وهذا هو تفسير أن الأقليات غير المسلمة تعايشت واندمجت في الحضارة الإسلامية طوال عصور ازدهارها.
بينما تصر أوروبا دائما على اضطهاد الأقليات والمختلفين، سواء بدعوى العنصرية أو الدين، أو أنهم غير مندمجين بما يكفي. تماما كما اضطهدت محاكم التفتيش في الأندلس المسلمين واليهود.
أسباب التوجه العنصري لماكرون وحكومته
ادعاء عدم الاندماج الكافي هو الشعار الجديد لمحاكم التفتيش الأوروبية في العصر الحديث، وفرنسا تحول محاكم التفتيش في العصر الحديث إلى قانون! يجب ملاحظة لماذا هذا التوجه العنصري للرئيس الفرنسي الفاشل ماكرون وحكومته، كما تقول التحليلات هناك ستة أسباب على الأقل:
- بداية المشاكل بسبب ضريبة المناخ وما تبعها من احتجاجات السترات الصفراء.
- تراجع ماكرون عن كل وعوده الانتخابية وفقدانه قاعدته من الشباب والمتحمسين للبيئة.
- محاولة رفع سن التقاعد التي فشلت.
- تدهور الاقتصاد بشدة.
- فيروس كورونا ومشاكله.
- خروج إنجلترا من الاتحاد الأوروبي وسوف تكون منافسا للعدو القديم فرنسا بعد تخلصها من عقبات وروتين الاتحاد الأوروبي.
- محاولات ماكرون في أن يتقمص دورا أكبر من حجمه، دور نابليون أو ديجول رغم نقص قدراته الشديد، وأن الظروف ليست في صالحه داخل وخارج فرنسا.
وطبعا القانون العنصري الذي يسعى وراءه ماكرون وحكومته ضد المسلمين سيفرح العنصريين، لكن لن يجعلهم يقتنعون بهذا المهرج.
محاكم التفتيش الفرنسية ضد الإسلام والمسلمين هي مجرد محاولات هروب من فشل محقق سوف يقابله ماكرون وحكومته في انتخابات العام القادم ٢٠٢١.