بس بلاش تكتب لي كورتيزون يا دكتور
جملة بيرددها عدد كبير من المرضى بالرغم إن نسبة كبيرة منهم ما تعرفش إيه طبيعة الكورتيزون أو دوره وأهميته للجسم.
علشان كده هنجاوب في المنشور ده عن عدد من الأسئلة الشائعة عن الكورتيزون.
ما هو الكورتيزون؟
الكورتيزون هرمون من الهرمونات اللي بيفرزها الجسم بشكل طبيعي من غدة موجودة فوق الكلى اسمها “الغدة الكظرية”.
بيزيد إفراز هرمون الكورتيزون في الصباح بعد الاستيقاظ من النوم، وبيقل تدريجيًا باقي اليوم.
ماذا يفعل الكورتيزون في الجسم؟
الكورتيزون هرمون بيساعد الجسم إنه يتعافى سريعًا، وإنه يعيد تصليح أنسجته التالفة أو الملتهبة في وقت قصير، علشان كده بيسميه العلماء هرمون الأوقات الصعبة.
ده لأنه بيزود من نسبة الجلوكوز في الدم، وده مهم علشان أعضاء الجسم المختلفة، وأهمها المخ، تحصل على الطاقة اللازمة علشان تقوم بوظيفتها بشكل كامل تحت الضغط والتوتر.
كمان الكورتيزون بيحافظ على ضغط دمك ويمنعه من الهبوط وبيتحكم في استجابة جهازك المناعي، وبيزود من المواد اللي بيحتاجها جسمك علشان يصلح الأنسجة في حال تعرضها للأذى أو التلف.
طيب ليه الدكاترة بيكتبوا الكورتيزون؟
في بعض الأمراض جهاز المناعة بيبقى عامل زي الحصان أو الثور الهايج اللي بيخبط في كل اللي حواليه، ومش بيفرق بين عدو وصاحب، فبتكون النتيجة إن كل أنسجة الجسم تتضرر.
في الحالات دي الجسم بيبقى محتاج لحد يسيطر على جهاز المناعة، والكورتيزون هو الشخص أو اللجام اللي بيقدر يكبح جماح الثور الهايج ده علشان ما يسببش أذى للجسم.
علشان كده الأطباء بيكتبوه في كتير من الأمراض، اللي بيكون سببها النشاط الزايد والتصرف الخاطئ لجهاز المناعة، واللي ممكن يسبب أذى والتهابات مزمنة في بعض أنسجة الجسم.
زي أمراض الحساسية المختلفة اللي بتصيب العين أو الأنف أو الجلد أو الشعب الهوائية، وغيرها من أمراض الدم والتهاب القولون والأمعاء.
بالتالي هيقلل من الالتهابات في المناطق دي، ويمنع المضاعفات اللي ممكن تحصل بسبب استمرار الالتهابات المزمنة.
بس أدوية الكورتيزون ليها أعراض جانبية كتير، فليه ناخدها؟
أدوية الكورتيزون زيها زي أي أدوية تانية، استعمالها بجرعات عالية ولفترات طويلة دون استشارة الطبيب بتؤدي إلى مضاعفات ومشاكل.
يعني مثلا لو فضلت تاخد مسكنات لفترات طويلة فوظايف كليتك معرضة للتلف، إنما استعمال أدوية الكورتيزون عند الحاجة بجرعات بسيطة ولفترات قليلة لا يشكل أي ضرر على الجسم.
طيب اشمعنى الكورتيزون اللي الناس بتخاف منه؟
ده راجع لبداية اكتشاف أدوية الكورتيزون سنة 1948، لإن الناس في الفترة دي استعملته بكثرة وعلى نطاق واسع ولفترات طويلة.
ده خلى أعراضه الجانبية تظهر على كتير من اللي استعملوه بشكل غير طبي وغير محسوب، وده اللي سبب الهلع والخوف منه.
أدى في هؤلاء الأشخاص اللي استعملوه بشكل غير طبي في حدوث آثار جانبية، زي اضطرابات المعدة وهشاشة العظام والمياه البيضاء وارتفاع نسبة السكر بالدم.
الأدوية الحديثة ابتدت تتصمم بشكل يقلل من الأعراض دي بشكل كبير، والأشخاص اللي محتاجين مواد تقلل الالتهابات المزمنة عندهم لفترات طويلة اخترعوا لهم أدوية كورتيزون موضعية، زي المراهم والبخاخات، بحيث تؤدي مفعولها بسرعة وقوة وفي نفس الوقت من غير آثار جانبية خطيرة.
لو ما أخدتش دوا الكورتيزون إيه ممكن يحصل؟
للأسف في بعض الحالات ممكن يكون نتائج عدم تناول أدوية الكورتيزون كارثية، فمثلًا:
- كثير من النساء الحوامل المصابات بحساسية الأنف والصدر بيرفضوا تناول الكورتيزون، خوفًا على الجنين من الضرر والتشوهات بسبب بعض المفاهيم الغلط.
بتكون النتيجة معاناة الأم أثناء الحمل والولادة، وأحيانًا ممكن يموت الجنين لسبب نقص الأكسجين، بسبب امتناع الأم عن تناول الدواء خوفًا عليه.
- مرضى تانيين ممكن يدخلوا العناية المركزة نتيجة عدم التزامهم بأخذ بخاخات الكورتيزون مثلًا بشكل منتظم، وممكن لا قدر الله يوصل الأمر للوفاة.
علشان كده بنقول إن الكورتيزون دوا زي أي دوا، يعتبر سلاح ذو حدين، هيدي نتايج سحرية لو اتاخد بتركيزات ومدد يحددها الطبيب، وممكن يؤدي إلى آثار جانبية مع الاستعمال المفرط غير المقيد.
اقرأ أيضاً:
أمراض الصدر والمنظار الشعبي المرن
صناعة الدواء بين الاحتكار والعدل
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
*********
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا
