ماما أمريكا – الحلم الأمريكي الذي يسعى له الكثير من دول العالم
أمريكا بنظر البعض هى البلد المثالية التى لا غبار عليها ولا جدال؛ فهى بلد الحريات كما تظهر الصورة هى البلد التى ربما يتوقف فيها المرور عند مرور قطة أو قد تعلن حالة الطوارئ ما إذا كان حيوان ما فى خطر فهى البلد التى تدافع عن المظلومين وترسل المعونات الأمريكية من الغذاء والدواء إلى الفقراء فى شتى بقاع العالم فهى كما يتم وصفها هى “الحلم الأمريكي” الذى يسعى له الكثير من دول العالم، ولكن هل هذه الحقيقة؟! هل هى بالفعل يمكن القول بأنها هى بلد “الحلم الأمريكي” ؟!
الحلم الأمريكي
قد يختلط على البعض الأمر فى مفهوم ذلك الحلم الأمريكي بسبب النظرة إلى أمريكا من ناحية قيمها السياسية القائمة على الحرية والفردية؛ حيث تمنح المواطن فيها القدرة على تحقيق أي شيء يريده سواء كان ذلك صحيح أم خطأ وكذلك الثروة والنجاح في حياته وإلى تحقيق السعادة له ولذويه ولكن فى الحقيقة الأمر يختلف تماما عن ذلك فنظرة الفرد والقادة فى أمريكا إلى الحلم الأمريكى إلى أنه الحلم فى السيطرة والغزو والاحتكار على السوق العالمية؛ ليست نظرة حريات أو نظرة إلى الفرد الأمريكى ذاته.
الإعلام وحيوان الراكون
قامت القناة الأمريكية (يورو نيور) الشهيرة بعرض فيديو لحيوان الراكون وهو أحد أنواع الثدييات وقد تم احتجازه فى أحد ماكينات بيع المشروبات الغازية، وتدخلت قوات الشرطة والحماية المدنية وأخرجت الماكينة بالكامل للخارج وتم تحرير حيوان الراكون.
تلك الصورة العاطفية، وذلك الشعور هو ليس بالأمر السئ فى ذاته ولكن استخدام تلك الحادثه فى تجميل الصورة الكلية هو الأمر السئ؛ فتلك الدولة هى التى قتلت فى العراق 654 ألف عراقي، ويوصف مقتل 600 ألف منهم بأنها ناجمة عن أعمال عنف وفق دراسة قامت بها جامعة “جونز هوبكنز” الأمريكية.
وكل أولٰئك القتلى لهدف استعمارى ورأسمالى وهو السيطرة على حقول النفط وغيره من فرض السيطرة الاستعمارية، فالصورة التى تقدم فى الإعلام ما هى إلا صورة وهمية كاذبة تم اقتصاصها لتحقيق المنفعة وهى فى الأساس تعتمد وبشكل كبير على إشعال الإحساس العاطفى لدى المتلقى فلا يجب الانخداع بكل ما يتم مشاهده بل والبحث فى أصل الأمور وحقائقها للوصول إلى الحقيقة .
ماما أمريكا والمعونة
من المتضح والظاهر لدى الجميع أن أمريكا هى صاحبة المعونة الغذائية؛ فهى التى تدعم الدول الفقيرة بالغذاء فنرى المشاهد التى ربما قد تدمع لها العيون وبعض الجنود الأمريكان يقومون بمساعدة ذلك الطفل فى الصومال على شرب الماء حيث حصلت الصومال منفردة على معونة بمقدار بـ274.7 مليونًا، 174 مليونًا بينها مخصصة للمعونات الإغاثية والغذائية، و43 مليونًا لعمليات أمنية
ولكن عند النظر إلى السياسة الأمريكية فى تلك المعونات فإن أمريكا تميل إلى مضاعفة تلك المبالغ عند السداد وبالطبع؛ فإن الدولة التى لا تسطيع الدفع تلجأ أمريكا إلى واحدة من الألعاب الدنيئة التى تستخدمها السياسة الأمريكية ألا وهى الخصخصة لصالح الشركات الأجنبية؛
فتصبح الدول يتم التحكم بها اقتصاديًا، وفى هذه الحالة هم ليسوا بحاجة إلى الغزو العسكرى وتظهر تلك السياسة بشكل واضح فى زراعة القمح حيث بعدما كانت بعض الدول فى العالم هى المصدر الأول للقمح أصبحت من أكبر مستوردى القمح فى العالم وذلك بعد بداية استيراد القمح الأمريكى بأسعار رخيصة مما أدى إلى إهمال الفلاحين لزراعة القمح والاتجاه إلى زراعة تكون أكثر دخلًا وبذلك تم هدم زراعة القمح فى تلك الدول.
احذر من الشيطان
نعم؛ قد تصدم فى ذلك التشبيه ولكن بالفعل أمريكا هى الشيطان فهى التى تبُث السموم داخل المجتمع العربى بطريقه خفية لا تشعر بها وهى صاحبة انتشار الفكر المادى إلى المجتمع العربى وهو ما سوف نتناوله لاحقًا .
اقرأ أيضا: