ماذا لو؟ – ماذا لو تحقق كل ما نتمناه؟
” ماذا لو ؟ “سؤال افتراضي دائما ما يدور في ذهني وأظن أنه يشاركني فيه الكثير، فأردت أن أطرحه على كل من يهمه الأمر سواءً كان شابًا أو كهلًا، رجلا كان أو امرأة ، بنتًا صغيرة أو أمًّا ، متعلمًا أو جاهلًا، مؤمنًا أو مشركًا، والغرابة في أن كل هؤلاء مما يبدوا اختلافهم سواء في الأعمار أو الاهتمامات أن يكون هناك ما يجمعهم، بل أزيد على ذلك بأن أقول إلى كل الناس، وهذا التعميم ليس افتراضيًا كما سؤالي لسبب بسيط جدا ومنطقي أيضا ألا وهو أن الجميع يبحث عن السعادة..
السعادة بشتى أشكالها وأنواعها سواء حقق جزءًا منها أم لم يحقق.
وأعود بحضراتكم لسؤالي الافتراضي مرة أخرى: ماذا لو ؟؟؟
وهنا أشعر بمن يقرأ مقالي هذا عن الذي أقصده، وأود الإجابة عليه وقد يخطر ببال حضراتكم تساؤلات كثيرة عن الذي أبغي الاستفسار عنه، وأنا في الحقيقة أقصد بسؤالي هذا كل هذه التساؤلات مجتمعة، تعالوا معي نحاول الإجابة والتي يجب أن تكون واقعية وليست افتراضية بخلاف السؤال نفسه.
ماذا لو ؟
أبدأ استفساري بـ ماذا لو كان المقدم لشبابنا من قدوة أن تكون “قدوة حسنة” وأقصد هنا دون مواربة ولا مجاملة وما يبث في مجتمعنا من قيم خاصةً للشباب والتي ترسم له كيف يكون وكيف يتعامل وكيف يحب وكيف يكره وما هي أدبيات التعامل مع الآخرين؟… فلو افترضنا أن ما يبث في المجتمع يحث على الأخلاق والشهامة التسامح بدلاً من الانتقام غير المبرر لمجرد إبراز الأقوى الذي يستطيع أن ينتقم من غيره وأنه بذلك قد فهم الدنيا “صح” أو من يمارس “ألاعيب” ويُقدم على أنه الأشطر “مقطع السمكة وديلها”.
ماذا لو قُدِّم الشخص الغني على أنه الشخص العفيف الذي جمع ثروته من الجهد والتعب والمشقة وليس تاجر المخدرات ولا تاجر الأعراض، وكان الغني هو ذلك الشخص الذي أتاه الله من المال حتى يساعد الناس ويعينهم لا ذلك الشخص الذي يستعبدهم ويهتك أعراضهم ويستغل في كل لحظة معاناتهم وفقرهم؟!
ماذا لو كانت البنت التي تكون حلم كل شاب هي البنت العاقلة المدبرة ذات الأخلاق التي تشكر في السراء وترضى في الضراء وليست البنت “الكيوت” وحتى أنا لا أفهم مصداق هذه الكلمة حقيقة والتي يكون كل مقوماتها أنها التي تلبس الغريب والمنفر تحت مسمى “الموضة” والتي تكون متحررة ولكن ليس عقلاً بل متحررة في عمل ما ترجوه من علاقات سواء مشروعة أو غير ذلك والتي في نظر الكثير من الشباب مش معقدة!
ماذا لو، ماذا لو، ماذا لو… كثيرة هي هذه التساؤلات الافتراضية التي تبدأ بماذا لو؟
وهذا لم ينتج من فراغ بل هو نتاج رفض الفطرة الإنسانية لكل منا والتي ترجوا الجمال والخير والحق والتي مهما حققت بعيدة عن هذه القيم الحقة لم ولن تشعر بأي سعادة ولا رضا.
إذن فما الحل؟
وكما أشرنا في البداية بأنه إذا كان سؤالنا افتراضيًا فيجب علينا احتراما للقارئ أن تكون الكتابة واقعية حقيقية وليست افتراضية ذلك لكي يمكن تحقيقها إن أردنا؛ انطلاقا من رغبة الإنسان وسعيه للسعادة لا بد أولا أن يعرف كيف يسعد؟ ولكي يجيب على هذا التساؤل يجب أن يعرف حقيقته هو نفسه وأن له احتياجات مادية مثل الأكل والشرب وغيرها، وأخرى معنوية متعلقة بقيم العدل الذي يسعد إن وجد في مجتمعه والاحترام الذي يسعده إن كان سائدًا بين معاملات أفراد المجتمع ومساعدة الضعيف واحترام الكبير..وو…
ولكي يتحقق ذلك لا بد أن يمتلك آلية لتحقيق ذلك ولأن الواقع يؤكد أن الكثير ممن لا يعجبهم هذا السفه الأخلاقي والقيمي لا يملكون آلية تغيره، وهنا تكمن المعضلة، ولو فكرنا سويا لوجدنا أننا نمتلك فعلا آلية هي من القوة الكفيلة بإلغاء هذه الأمور كلها على مدار الوقت ألا وهي آلية “الرفض” رفض تلك القيم وعدم تبنيها وبيان خللها وعدم تحققها لأي سعادة تذكر، بل بالعكس هي السبب الرئيسي في تلك التعاسة والانحلال والتأخر، رفضها على المستوى الشخصي والعمل بعكس رفضنا هذا في الواقع؛ بأن نخرجها من بيوتنا سواء في صورة مسلسل أو فيلم أو برنامج، رفضها في تعاملاتنا مع بعضنا البعض، رفضها على كل المستويات وبذلك يصدق المقولة التي يهمنا مضمونها “اذا أرادت أن تقتل البعوض فجفف المستنقعات”
اقرأ أيضاً:
البحث عن السبب الجذري
هو في امل ؟
هل يجب على الإنسان أن يؤمن بنفسه ؟
لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.
ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.