ماذا بعد نهاية الكيان؟
السياسيون في الشرق الأوسط والولايات المتحدة يناقشون ويبحثون عن إجابة سؤال: ماذا بعد حرب غزة؟ ماذا بعد أن تتوقف إسرائيل عن القتل والتدمير والإبادة؟
لكن العلماء والخبراء في التاريخ يناقشون ويبحثون عن إجابة سؤال: ماذا بعد أن تفلس إسرائيل وتنتهي؟ ماذا سوف يحدث لملايين المهاجرين اليهود بعد أن تفلس إسرائيل؟
سوف تحدث سبعة أمور، قد تحدث بالتتابع أو التوازي، لكن حدوثها حتمي، فهذه دروس التاريخ وسنن الله في الكون!
السبعة أمور
- هؤلاء هاجروا من بلاد متعددة بحثًا عن وضع اقتصادي أفضل وحياة أكثر رفاهية وأمان، إسرائيل كيان اقتصادي يعتمد على جذب المهاجرين الذي يحلمون بوضع اقتصادي أفضل.
- الرفاهية والأمان توفرها معونات الولايات المتحدة السخية ومساعدات الغرب الكثيرة جدًا للكيان المحتل.
- هذه المعونات والمساعدة غير قابلة للاستمرار، بسبب تراجع الاقتصاد الغربي والأمريكي، وصعود مراكز أخرى للصناعة والإبداع، وبناء عليه فإن استمرار هذه المعونة إلى الأبد مستحيل، وسيأتي يوم يجد فيه الغرب أنه ليس لديه فائض يقدمه للكيان.
- حين يجد هؤلاء المهاجرين أن المعونة التي توفر لهم حياة مرفهة في المستوطنات أصبحت معدومة، وأن المساعدات التي توفر لهم الأمان والرفاهية قد تراجعت، ومن ناحية أخرى يعيشون في محيط عدائي لا يطيقهم ولا ينسى جرائمهم، سيفكر كل مهاجر في العودة إلى بلده، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
- وماذا عن أولادهم وأحفادهم الذين ولدوا في فلسطين؟
منهم من سوف يسعى للحصول على جنسية أجداده والعودة إلى بلادهم، ويتمسح في جنسية هذه البلاد لعلها تقبله، ويكمل التجارة بالشعور بالضحية، والمبالغة في اصطناع المظلومية.
منهم من سيبقى في فلسطين، ويقبل بأن يعيش وسط العرب والمسلمين، ويتقبل الوعود بالمساواة والتسامح، لكن غالبًا سوف يعاني كثيرًا بسبب ميراث الجرائم والكراهية التي ترتكبها إسرائيل اليوم وطوال السبعين سنة الماضية.
منهم من سوف يفعل التصرف الكلاسيكي، أن يتنازل عن كل ما يربطه باليهودية، ويبدأ كأنه شخص مختلف، بخاصة أن كثيرًا منهم (بخاصة من شرق أوروبا) ليسوا يهودًا، بل مهاجرين فقراء من شرق أوروبا حاولوا الهجرة إلى أوروبا الغربية وأمريكا بعد إفلاس الشيوعية في التسعينيات، لكن فشلوا، فاصطنعوا لهم أصولًا يهودية! وزوّروا أوراقًا للهجرة إلى إسرائيل، للبحث عن وضع اقتصادي أفضل.
منهم من سوف يبقى ويكمل ويعيش في فلسطين يتعرض للاضطهاد، كأنه مواطن من الدرجة الثانية ليدفع ثمن جرائم أبيه وجده!
- وماذا عن العرب؟
سيكون انتهاء هذا الكيان بمقام نصر كبير يحقق لهم ثقة بالنفس وأمل كبير، مما سيتحول إلى نقطة تحول مضيئة بعد 200 سنة من الإذلال والمهانة، مما سيرفع ثقة الشعوب بنفسها، ويبدأ الناس في استعادة تاريخهم، والنظر إلى أنفسهم باحترام أكثر، مما سيرفع فرصة الاستعداد للإبداع والمغامرة والتجربة، وهذا سيأتي معه تزايد في القوة الاقتصادية والعسكرية والسياسية، وربما التوسع والانتشار، والاستكشاف العلمي والجغرافي والحضاري والسياسي.
سيكون سقوط إسرائيل نقطة تحول في الحضارة العربية والإسلامية، تمامًا كما كان سقوط الأندلس نقطة تحول في الحضارة الغربية والأوروبية، بداية ثقة بالنفس وطموح واستعادة احترام الذات.
وكما عاشت الأندلس لسنوات تعتمد على مساندة الدول الإسلامية لها، قبل أن ينشغل المسلمون بمشكلاتهم ويتخلوا عنها ويتركوها تسقط في آخر القرن الخامس عشر، 1492 ميلادية، تمامًا سيكون هذا نفسه سيناريو نهاية الكيان.
لأن الديموغرافيا والتركيبة السكانية متشابهة، عدد قليل من المهاجرين المتقدمين المرتبطين بحضارة مختلفة، وسط بحر كبير من البشر الذين لا يحبونهم ولا يطيقونهم وينتمون إلى حضارة مختلفة.
- الجميع يعرف أن سقوط الأندلس كان نقطة التحول في مسار الحضارة الغربية، من الفشل والتخلف إلى الصعود والحضارة والانتشار، كذلك سيكون سقوط إسرائيل بالنسبة إلى الحضارة العربية الإسلامية.
الموضوع مش مستعجل، لكن النهاية حتمية، مش مهم النهاية إمتى، المهم إنت عملت إيه؟ لأن ربنا سوف يحاسبك على عملك إنت، مش على متى النصر.
متى نصر الله؟ ألا إن نصر الله قريب!
مقالات ذات صلة:
لماذا يدعم الغرب الكيان الصهيوني المحتل؟
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
_________________________________
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا