أسرة وطفل - مقالاتمقالات

لماذا غضب أولياء الأمور على هذه المعلمة تحديدًا؟

الجميع يعلم أن الغش حرام، ولكن الناس يغشون في كل شيء، ويحرصون على الغش كما لو كانوا مأمورين به في محكم التنزيل! يمكنك أن تلعن الناس، ولكني أحب أن نفكر بشكل آخر ونسأل: لماذا يفعلون ذلك؟ لماذا يصر أولياء الأمور على معاقبة المعلمة التي لم تقبل الغش؟ هل الناس جهلة إلى هذا الحد؟

في تصوري أن ما حدث مجرد صورة من صور الفساد العام الذي تقابله في كل مكان، حتى بات الفساد أسلوب حياتنا: “هات الشاي علشان الأمور تمشي!”.

لماذا غضب أولياء الأمور على هذه المعلمة تحديدًا؟

أنت بالتأكيد تعلم أن الطلاب يغشون في لجان الامتحانات، وتعلم أيضًا أن أولياء الأمور ينفقون أموالا باهظة على التعليم الموازي (أي الدروس الخصوصية)، وهم ينفقون هذه الأموال حبًا في التعليم وإيمانًا به بأكثر مما تؤمن به الحكومة الملهمة!

وإذن، لماذا غضب أولياء الأمور على هذه المعلمة تحديدًا وفي اللجنة غيرها من المعلمين الذين خرجوا بسلام آمنين؟

أتوقع أن هذه المعلمة المكرمة لم تتساهل مع الطلاب، في حين تساهل غيرها، وكثيرًا ما يتساهل المعلمون مع الطلاب، ليس حبًا في الغش، وليس جهلا منهم بعواقبه، وإنما رأفة بأولياء الأمور، وهو منطق مرفوض بالتأكيد ولكنه الواقع!

اضغط على الاعلان لو أعجبك

مرة سألت أحد أساتذة الجامعة: لماذا تتساهل مع طلبة الدكتوراة؟ رد قائلا: هيعمل بيها إيه؟ غالبا هيتقدم لعروسة حلوة بالعافية، وجاهة اجتماعية يعني!”.

المشكلة ليست في المعلمة

ما أريد قوله أن المشكلة ليست في المعلمة، وليست في أولياء الأمور الذين يمنحون فلذات أكبادهم ما يزيد عن نصف دخولهم في التعليم الموازي، المشكلة هي في غياب العدالة الاجتماعية، غياب العدالة داخل لجنة الامتحانات الواحدة!

المشكلة هي: لماذا نتعلم ونحن لا نضمن أي شيء من هذا التعليم؟ لماذا نجتهد ولا يوجد وعد بأي شيء؟ فالوظائف اللي عليها العين محسومة مسبقًا لمن لديهم الظهر الحامي، وكما يقول المصريون من قديم: “اللي ليه ظهر ما ينضربش على بطنه”.

الخلاصة:

حكاية أولياء الأمور مع المعلمة عرض لمرض مستفحل، وأنت أدرى به مني!

اقرأ أيضاً:

المعلم البداية

وداعًا مجانية التعليم

التربية العربية والمنظومة القيمية الغائبة

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

*****************

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا