لماذا تغير النظام العالمي؟!
إن النظام العالمي الحالى هو نظام مضطرب تختلف فيه معايير الصواب والخطأ. تظهر وبشدة فيه معاير التحيز للمصلحة والمنفعة ولا يوجد رادع لذلك. وفى ذلك المقال نسلِّط الضوء على بعض من مسآوى النظام العالمي.
1- دولتك أم العالم ؟!
عند حدوث حدث معين فى دولة ما؛ فإنه بالطبع يؤثر على بقية الدول فى العالم ولكن قد يقع بعض الارتياب فى ذلك الأمر. فعلى سبيل المثال عندما هددت كوريا الشمالية بقيام الحرب بينها وبين أمريكا؛ كانت تلك الحرب ستصبح حربًا نووية؛ وكان من المتوقع إذا انطلقت تلك الحرب أنها سوف تقضى على أكثر من نصف سكان العالم وغير ذلك من الخسائر المادية وحتى على مستوى الحيوانات وليس فقط الإنسان.
وقد يبرر البعض القول من أصحاب المنفعة والمكاسب المادية بأن ذلك القرار لا يخص إلا كلا الدولتين فقط وفى إطار حدودهما فقط لا غير. وكذلك أيضا عند حدوث حرائق للغابات وهى حرائق تحدث فى تجماعات نباتية تكون قابلة للاشتعال مثل الحرائق التى حدثت فى ولاية كالفورنيا التى تقع فى الولايات المتحدة الأمريكية التى امتدت لأكثر من مليوني فدان والتى تسببت في العديد من الخسائر المادية.
فهل من حق الولايات المتحدة الأمريكية أن تزيل تلك الغابات والتى تقع ضمن الحيز الجغرافى لها بشكل نهائى حتى لا تحدث مثل تلك الحرائق بصورة أخرى؟! أم أنه سوف ينتج عن ذلك الفعل أزمات بيئية وموت العديد من الحيوانات القاطنة لتلك الغابات؟!
إن فى مثل تلك الحالات ولأن القرار هو قرار فردى فقط لا غير؛ قد يغلب الهوى لدى الفرد ويتخذ القرار الذى قد يحمل له مصلحة فردية أو قد يحقق له بعض المكاسب السياسية، ولكن فى مثل تلك القرارت يجب أن يكون اتخاذ القرار قائم على دراسة عقلية منطقية لما سوف يترتب على ذلك القرار والنظر من جميع الأبعاد من حيث المنفعة للدولة دون الإضرار بالعالم الآخر .
2- ثقافة القطب الواحد :-
إن النظام العالمي الحالى مقسم إلى أقطاب منفصلة. تلك الأقطاب يكون بيدها القرار لتتحكم فى العديد من الدول وتوجهها كيفما تشاء؛ فعلى سبيل المثال تسطيع الولايات المتحدة الأمريكية أن تعلن قيام الحرب على دولة ما وتتبعها كافة الدول التابعة لها، حتى إذا كانت تلك الحرب لا فائدة منها ولا تحقق لتلك الدول أى منافع سواء سياسية أو اقتصادية إلا أنه قرار صادر من الدولة ذات القوة والسيادة.
وتلك القوى أتت من تملكها لتلك الدول من خلال الاقتصاد الخاص بها وبذلك تكون هى صاحبة السيادة والقرار مثل ذلك النظام الذى يحدد صحة القرار من عدم صحته بناء على القوة بالطبع. و هو نظام يحمل فى طياته الخلل لأن القوة ليست مصدر على الحق وإنما الحق هو الذى يكون مصدر ودلالة على القوة.
3- المصلحة الحاكمة :-
من أهم مساوئ النظام العالمي أن النظام العالمي هو نظام تغلب عليه المصلحة الشخصية والهوى الشخصى للفرد والدولة؛ فلا يتم الأخذ بالمعايير على أنها معايير ثابتة بل هى معايير نسبية فنرى التدخل الأمريكى لنصرة البعض فى بعض البلاد لا يحدث إلا بدافع تحقيق بعض المصالح الشخصية فقط دون الأخذ فى الاعتبار بصحة ذلك القرار.
فأين هى من الاحتلال الاسرائيلى فى فلسطين أو ما يحدث فى مسلمى شرق آسيا؟! هل تم أخذ موقف والعتاب واللوم؟! أم أنه لا يتم النظر ومر الأمر مرور الرياح إذ أن ما تدعو إليه الولايات المتحدة الأمريكية من شعارات ما هى إلا شعارات كاذبة تدعو إلى المثالية الوهمية؟!