إصداراتمقالات

لماذا بالعقل نبدأ ؟؟

لماذا بالعقل نبدأ ؟؟

تبدأ الرحلة منذ بداية الخليقة و تمييز الله للإنسان دون غيره عن سائر مخلوقاته في هذه الدنيا حيث سخر الله للإنسان هذا الكون لخدمته و سخر له كل الكائنات لطاعته و تمييز الله للإنسان لم يكن بإمتلاك القوة أو الكثرة و ما غير ذلك .. بل ميز الله الإنسان بميزة لم يضعها إلا فيه و لم يسكنها في سائر خلقه .. تلك الأفضلية التي تميز بها الإنسان منفردا ” العقل ” .

و لا نعني بالعقل هنا المخ بل نعني بالعقل القوة النفسية المدركة للحقائق و بها يميز الإنسان بين الحق و الباطل و بها يستنبط معاني كلية من التفاصيل الجزئية و كثير من الخصائص التي لا تتسع الكتب لسردها و شرحها

ولأن الإنسان عاقل بالفطرة فهو مفكر بالفطرة أيضا بالتبعية فلا يوجد إنسان لا يرغب بإستعمال عقله لفهم الواقع من حوله فالتفكير صفة أساسية في الجنس البشري لا تنفك عن كونها العامل الأهم في حياه الإنسان و الإنسان بطبيعته يميل للتفكير المنطقي الممنهج المبتعد عن لتفكير المنطقي الممنهج و العبثية فلا يستطيع إنسان عاقل تصديق وجود الشيء و عكسه في نفس الوقت أو أن الجزء قد يكون اعظم من الكل .. تلك البديهيات العقلية البسيطة أو المبادئ العقلية الأولية نستطيع أن نبدأ منها و لا يستطيع عاقلان الاختلاف عليها لكن على الرغم من المنطقية الفطرية عند الإنسان إلا أنه اليوم يجد نفسه محاطا بقدر كبير من التشويش على عقله مما يضعف الفطرة المنطقية و يضعف معها التفكير العقلاني المنطقي و و يتراجع دور العقل و يتعالى صوت الهوى أو المصلحة أو القوة داخل النفس الإنسانية نتيجة لضبابية الرؤية عند المجتمع .. فهنا نرى أن العقل أصبح مثل العضلة الضامرة التي تحتاج للتمارين لكي تصبح أقوى و لهذه الأسباب تم استحداث علم المنطق في عهد الفلاسفة اليونانيين و بالتحديد على يد ” أرسطو ” أو كما يطلق عليه المعلم الأول و أتى علم المنطق لتشريح التفكير البشري و وضع قواعد ثابتة يتبعها من يريد فكره مستقيما و أفكاره معتدلة و أرائه صائبة .

اضغط على الاعلان لو أعجبك

ففي خضم هذه الحياه و انغماس الإنسان في تفاصيلها قد ينسى الإنسان الإجابة أن الأسئلة الأهم و نبدأ بها و هي من أنا !؟ .. من خلقني !؟ .. و لماذا !؟ .. هذه الأسئلة ليست فقط مجرد أسئلة عابره قد تخطر على بالك بل هي أصل الحياه نفسها هي السبيل لمعرفة الطريق الصحيح لقضاء هذه الحياه تلك المدة القصيرة التي نقضيها في دار الدنيا قبل ما ننتقل إلى الدار الآخرة

فكيف نمشي الطريق دون مصباح ينيره لنا و ينبهنا لما قد نواجه من عقبات؟! والعقل هو الأساس و البداية، بالعقل يبدأ التفكير ، فمنه كأداه معرفية لهذا الواقع يبحث الإنسان عن إجابات منطقية للأسئلة الرئيسية في حياته ” من أين !؟ .. و إلى أين !؟ ” فيكون بها رؤية شاملة و كلية عن هذا العالم يسميها الحكماء الرؤية الكونية ” أو التفسير لما هو كائن في هذا العالم ” و ينطلق بعدها ليكون أيدلوجية واضحة ” أو التفسير لما ينبغي أن يكون ” و منها ينطلق الإنسان في سلوك حياته اليومية فيكون سلوكه سليما صحيحا موجبا للسعادة بعيدا عن الفوضى السلوكية التي قد تكون واضحة للعيان اليوم .

من أجل ذلك كله نرى أن طريق الإنسان في هذه الدنيا لابد أن يبدأ بالعقل الذي يبحث أن أسباب السعادة الحقيقية لا الزائفة و يبحث عن الحق لا المصلحة فنخلق إنسانا فاضلا يشارك في بناء مجتمعا فاضلا نرغب جميعا في الوصول إليه … بالعقل نبدأ

تم نشر المقال على موقع كايرودار بتاريخ 19 أكتوبر 2013

http://www.cairodar.com/news/details/65429

اضغط على الاعلان لو أعجبك

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.

ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.

أحمد رمضان

طالب بكلية الهندسة – جامعة المنصورة
كاتب حر
باحث ومحاضر بفريق مشروعنا بالعقل نبدأ بالمنصورة

مقالات ذات صلة