إصداراتمقالات

لماذا بالعقل نبدأ؟

لأن من يطرح هذا السؤال وغيره، و”يتساءل” بشكل عام، ومن يستقبل هذا السؤال وغيره، و”يجيب” بشكل عام؛ هو العقل!

لأن من يفكر في هذا السؤال وغيره، ويقوم بمطلق عملية “التفكير”. ومن يفهم هذا السؤال وغيره، ويقوم بمطلق عملية “الفهم”. ومن يحكم بالإجابة الصحيحة، ويقوم بمطلق عملية “الحكم”؛ هو العقل!

لأن الذي يعرف “الصواب والخطأ” في التفكير والمعلومات والأفكار والأفعال؛ هو العقل!

——-

لأن من يقوم بمطلق عملية “الإدراك”، سواء وحده أو باستعمال أدوات أخرى، كالحس والخيال والتجربة والأخبار والنصوص؛ هو العقل!

اضغط على الاعلان لو أعجبك

لأن من يستقبل المعلومات الحسية ويفهمها ويحكم عليها، ومن يقوم بـ “التجربة”، ويضع لها القواعد والمبادئ، ويستنتج منها النتائج والقوانين؛ هو العقل!

لأن من يبحث عن “الأخبار” الصحيحة، و”النصوص” الصحيحة، ويبحث بين “الأديان” المختلفة ليصل للدين الصحيح؛ هو العقل!

——-

لأن الذي يبحث ويصل إلى “الحق” و”الحقيقة” وحده أو بالاستعانة بالأدوات السابقة؛ هو العقل!

ولأن الذي يمكنه معرفة “حدود عمله”، وما الذي يمكنه أن يعرفه وحده، أو يعرفه بالاستعانة بالأدوات السابقة، وما يعجز عن معرفته فيمتنع عن الحكم فيه؛ هو العقل!

ولأن الذي يبحث عن “الأسباب والعلل والغايات”، ويتوقع “النتائج والمآلات”، ومن يصل إلى “القوانين والمبادئ” و”القواعد العامة والكلية”؛ هو العقل!

——-

لأن الذي يتأمّل الواقع المحيط، ويعرف حقيقته، ويكوّن “رؤية” صحيحة له و”لما هو كائن”؛ هو العقل!

ولأن الذي يبحث عما فيه “تكامل الإنسان”، وما فيه الخير له، ويصل لذلك وحده أو بمساعدة الأدوات السابقة أيضا؛ هو العقل!

لأن من يكوّن رؤية لما “ينبغي أن يكون” عليه السلوك الإنساني، ويكوّن “الأيديولوجية” السليمة، ويضع “الخطط والبرامج”، ويتخذ “القرارات”؛ هو العقل!

لأن الذي يتأمل ويبحث في ظروف “الزمان والمكان” حوله، وكيفية التعامل معها على أفضل وجه؛ هو العقل!

——-

لأن الذي يقوم “بتدبير البدن” وإدارته، والتحكم فيه وفي “النفس” وقواها، والتحكم في “السلوك” الإنساني وفق الرؤية التي كوّنها سابقا؛ هو العقل!

لأن الذي ينهى الإنسان عن الأعمال القبيحة، ويدفعه للأعمال الخيّرة، ويمّكنه من التحلي بالصفات الكريمة، و”الأخلاق” الحسنة، عن طريق تحكمه في شهوته وغضبه؛ هو العقل!

لأن الذي يبحث عن معنى “السعادة”، وكيفية الوصول إليها، ويتخذ القرار بذلك، ويقوم بالسلوك المؤدي إليها؛ هو العقل!

——-

لأن ما “يميز الإنسان” عن باقي الكائنات في عالمنا الدنيوي، ويجعل له ولاية طبيعية وتكوينية عليها، بل وتشريعية أيضا؛ هو العقل!

لأن أي “منتجات خاصة بالإنسان”، مثل العلوم المختلفة، والثقافات والحضارات، والإبداعات والابتكارات والاختراعات، من يقوم بإنتاجها وإبداعها؛ هو العقل!

——-

لأن من يطرح “الأسئلة الوجودية” ويبحث عن إجابات لها؛ مثل من أين جاء؟ وماذا يجب أن يفعل؟ وإلى أين المصير؟ هو العقل!

ولأن الذي يبحث عن الإله، ويثبت وجوده، ويثبت كماله المطلق، وعجزه عن الإحاطة به وبكنهه وحقيقته، ويثبت الرسالات والنبوات، ويبحث عن الرسالة الحق، والذي يفهم تشريعاتها وأحكامها، ويطبّقها وينّفذها؛ هو العقل!

——-

لأن الذي يمّكن الإنسان من العيش في مجتمعات سليمة، ويمّكنه من التعاون الحقيقي مع الآخرين، ومن معرفة احتياجه الحقيقي لهذا “التعاون والاجتماع”؛ هو العقل!

ولأن الذي يبحث عن الشكل الأمثل للتعاون والاجتماع الإنساني، وكيفية إدارته لتحقيق “العدل”؛ هو العقل!

لأن “الحل لكل المشكلات التي تواجه البشرية”؛ سواء كانت مشكلات تفكيرية وفكرية، أو اعتقادية وأيديولوجية، أو أخلاقية وسلوكية، أو اجتماعية وسياسية، أو علمية وتجريبية؛ يبدأ بالعقل!

——-

ولذلك فالعقل هو الوحيد الذي يمكنه أن يبدأ! وأن يبحث كيف يبدأ! وأن يأخذ قرار البدء! وأن يتحكم في النفس وقواها، وفي البدن كي يبدأ!

فالبداية بالعقل “حتمية”!

وهو الذي يمكنه التمييز فيما سبق بين الصواب والخطأ، وأن يصل للحق والخير! لكي تكون البداية صحيحة، وتابعة للحق، ومؤدية للخير!

فالبداية بالعقل “ضرورية”!

——-

لذلك كله-وأكثر-: “مشروعنا. بالعقل نبدأ”.

أحمد عزت

د. أحمد عزت

طبيب بشري

كاتب حر

له عدة مقالات في الصحف

باحث في مجال الفلسفة ومباني الفكر بمركز بالعقل نبدأ للدراسات والأبحاث

صدر له كتاب: فك التشابك بين العقل والنص الديني “نظرة في منهج ابن رشد”

حاصل على دورة في الفلسفة من جامعة إدنبرة البريطانية

حاصل على دورة في الفلسفة القديمة جامعة بنسفاليا