مقالات

لماذا أنا كثير الفشل؟ ألا يمكن أن أنجح ولو لمرة واحدة؟

كثير من الناس يتساءل: لماذا كلما أردت تحقيق هدف معين تبوء محاولاتي بالفشل؟ من المعروف أن كل شيء يسير في الكون وفقا لقوانين، وهذا أصبح “أكثر” وضوحا مع التقدم العلمي الملحوظ في المجال المادي، إلا أنه يجب أيضا ألا نهمل أن النفس الإنسانية “تسير” وفق قوانين منضبطة،

فهناك مقدمة بسيطة يجب أن نسلم بها وهي أن الإنسان يتميز عن باقي المخلوقات بالعقل، ولكن يجب علينا أن ندرك أهمية العقل؛ فبالعقل نستطيع أن ندرك الخير والشر والحسن والقبيح والظلم والعدل. هذه الأمور التى لا تستطيع باقي المخلوقات إدراكها؛ فالمخلوقات الأخرى تتحرك بالغريزة وليس بالعقل الذي يستطيع إدراك الأمور بشكل مجرد.

لماذا أفشل؟

إذن لماذا نفشل كلما أردنا تحقيق هدف ما؟ بصفة عامة هناك جانب نريد أن ندركه:

هل الفشل في الجانب المادي مثل القدرة على جمع المال أو الوصول إلى المراتب العالية في الجامعات؟ لماذا يعتبر فشل ؟

أم في الجانب المعنوي مثل الأمور الأخلاقية والسلوكية؟

اضغط على الاعلان لو أعجبك

الفشل في الجانب المادي

إذا كان الأمر يتعلق بالأمور المادية يجب أن نعلم أن طبيعة عالم المادة محدودة وقدراتنا على تحصيلها ليست مطلقة وأيضا جانب التزاحم بين طبيعة الحياة ورغباتنا له دور كبير في عدم وصولنا إلى أهدافنا؛ مع الأخذ بجميع الأسباب الممكنة،

مثلا عندما يريد طالب تحقيق درجة عالية في الاختبارات ويببذل أقصى جهده طوال السنة ولكن يشاء القدر أن يصاب بحادث أو مرض معين ومن ثم لم يستطع حضور الاختبار، فلا يحزن لذلك لأنه لم يقصر ولكن نتيجة تزاحم ظروف الحياة مع إرادة الطالب في النجاح وتحصيل أعلى الدرجات حدث ما لم يكن يتمناه.

هذا هو دور الأقدار أننا نريد تحقيق بعض الأهداف المادية أحيانا ولكن تمنعنا الأقدار وهذا ليس تقصير منا بل نتيجة مرض أو فقر أو فقدان أشخاص نحبهم أو أي سبب، في هذه الحالة لا نلوم أنفسنا إذا لم نقصر في أخذنا بالأسباب ولكن ليس علينا الاستسلام، علينا أن نجتهد في أن نتخطى هذه العقبات،

ولكن إذا نظرنا إلى هذه العقبات بشكل سليم سنجد أنها تزيد من كمالنا المعنوي عند تعاملنا معها بشكل سليم، فتعلمنا الإصرار والعزيمة والصبر والرضا وغيرها من الأمور المعنوية وأهمها طلب المعونة من منبع الكمال والقوة بأن نطلب المدد الإلهي.

الجانب الأخلاقي

بينما إذا كان الأمر يتعلق بالجانب الأخلاقي والسلوكي فهذا يمكن تغييره لأي إنسان لكن يجب عليه أن يدرك طبيعة الشيء الذي يسعى إلى تغييره، لذلك علينا أن نرجع إلى آراء الحكماء الذين قسموا قوى النفس إلى قوة عاقلة وقوة غضبية وقوة شهوية.

الأولى “القوي العاقلة” وهي وظيفتها أن تدرك المعقولات كالعدل والعطاء والخير أو أهمية السعي نحو الكمال وأهمية الأخلاق أن تدرك معنى الصدق والأمانة والوفاء ثم يأتي دور الجانب الاختياري في الإنسان لتوجيهه إلى مصاديق الخير والعدل وهو الجانب العملي من العدل وأداء الحقوق بالنسبة للأسرة والأقارب والأب والأم وزملاء العمل حتى أداء الواجبات التى أمرنا بها الإله،

بينما دور القوى الغضبية هي أن تمنع الشر أو المخاطر عن الإنسان سواء من الخارج أو من الداخل، من الخارج كالاعتداء من الآخرين، ومن الداخل كإيقاف العادات السيئة التى تضر الإنسان ويكون ذلك بتوجيه من القوى العاقلة،

بينما دور القوى الشهوية هي توجيه الإنسان إلى ما يحافظ على الجانب المادي في الإنسان كالطعام والشراب وتحصيل المال والزواج ولكن إذا استجاب الإنسان إلى هذه القوى بإفراط سينحدر الإنسان من إنسانيته ويتسافل، وهذه القوى تحتاج إلى تهذيب.

الخلاصة

أن للنفس قوانين ولكن يجب على الإنسان أن يشخص الكمال بشكل سليم عن طريق القوى العاقلة ثم يرتب أولوياته ويستخدم القوى الغضبية بداخله لترويض القوى الشهوية.

ويتعامل مع أي خلل أخلاقي كالمرض الذي يحتاج علاجه إلى تدرُّج حتى يصل الإنسان إلى الشفاء.

وأن ندرك كيف نتعامل مع الأمور المادية، وأن نفهم أن طبيعتها التغير والنقص ولا نعلق سعادتنا بزيادة الجانب المادي فالجانب المادي قابل للزيادة والنقص، والأجمل من ذلك أن نستفيد من الجانب المادي في الارتقاء بالجانب المعنوي كالسعي لتحصيل الرزق الحلال وكفالة من تحت مسؤوليتنا والعطاء وغيرها من الأمور التى تزيد من سعادتنا الروحية.

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.

ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.

مصطفى زكي

صيدلي

عضو فريق بالعقل نبدأ بالإسكندرية