لصالح من يتم طمس تفكير هذا الطفل!؟

ما الذي حدث لهذا الطفل الصغير؟

تأتي الأم إلى المدرسة لإجراء مقابلة مع جميع المعلمين متحدثة في حماس وقلق يبدو على ملامح وجهها ونبرات صوتها! لقد تدهور حال طفلي؛ هو لا يكتب دروسه ولا يدرس بشكل جيد كما كان سابقا في مدرسته الأولى، لقد كان من المتفوقين يحصل على المركز الأول وأحيانا الثاني، ولن أقبل أن يقل مستواه للمركز الثالث في تلك المدرسة، مواصلة بشغف عن استعدادها لمنعه من جميع الرفاهيات وأوقات الفراغ والطعام أحيانا كعقاب له إذا لم يتحسن، تخبرنا عن الطفل وكأنه دمية بدون عقل هي تريد أن تتحكم به كإنسان آلي فتجعله ينتج وفقا لإحصائيتها بغض النظر عن قدراته.

سلوك الطفل في الصف:

الطفل لا يكتب ولا يستمع إلى معلميه، يريد أن يتكلم عن ما يفعله وعن تجاربه وحياته وما يقوم به مع والده ومعيشته والكثير من الأحاديث، يريد أن يخرج ما حدث له من كبت داخل المنزل، في البداية نفد الصبرعند التعامل معه؛ فكثيراً ما يشتت المعلم وزملاءه، والمعلم يطلب منه أن لا يتطرق لأحاديث خارج الموضوع، ولكن بعد المقابلة تم إدراك الوضع بشكل كلي، فالأم في البيت تضغط وتعاقب ليقبل على المذاكرة، و الطفل في الصف يريد أن يخرج إلى عالمه الذي حرمته أمه منه داخل المنزل.

عبرة

ذكر الموقف ما هو إلا إعادة لمشهد يتكرر لمواقف عدة مختلفة لكثير من الطلاب ضاقت أنفسهم من ذلك التعامل العسكري الموجه لهم بقوانين صارمة، الدراسة ليست بذلك الشكل ولا هذا الأسلوب المهين لطبيعة الطفل الحركية، دائما نكرر “أطفالنا ليسوا ملكية خاصة من الواجب علينا أن ننشئهم تنشئة سليمة ولكن ليس بالعنف والإجبار والتحكم غير الآدمي”! من الجميل أن يكون الطفل ذكيّاً ونابغاً ولكن ليس على جانب قدراته المهارية والوجدانية، العلم ليس تحصيل الدرجات والمراكز، العلم هو نهر يتدفق يأخذ منه الفرد على قدر قدراته، الجانب المعرفي لا ينحصر فقط داخل قالب المركز الأول والدرجات النهائية، كفى ظلماً لأطفالنا؛ سلطتنا عليهم ينبغي ألا تدفعنا لقولبتهم.

دور المعلم

“إن معلمينا هم الذين يعطوننا الطريقة لنحيا حياة صالحة“ فيلوكسين ألستيري
فلا يقتصر دور المعلم في الصف على تقديم المادة العلمية فقط وإلا لما كان لتلك المهنة شأن عظيم، يجب عليه أن يلاحظ مختلف السلوكيات المتواجدة معه من الطالب ذي النمط الهادىء إلى المشاغب، وأن يتزود بالوسائل المعرفية الصحيحة للتعامل مع تلك الأمانة التي حملت إليه، فربما سلوك سيء لدى الطفل فشل الوالدين في إصلاحه ربح المعلم في تقويمه.