لا تناقش السفيه والأحمق
في الأيام الأخيرة ظلمت نفسي ووقعت ضحية حوار مع أحد السفهاء أو إحدى السفيهات، ما يفرقش!
كنت أعتقد أن مصيري يمكن أن يختلف عن مصير الآخرين من قبلي!
أسوأ أنواع المناقشة أو الحوار أن تحكي له عن أرقام وحقائق فيرد عليك بقصص وحواديت!
مثلًا تقول له إن احتمال الإصابة لأي إنسان يسقط من الدور العاشر 99%، فيرد عليك ويقول إنه يعرف أو سمع قصة أحدهم سقط من الدور العاشر ولم يصبه شيء، وعاش زي الفل!
أنواع كثيرة من النقاش والجدل نقع فيها بين الحين والآخر، ثم نندم على الدخول فيها!
مثل أن تناقش شخصية هيستيرية أو غير متزنة حمقاء، فتدخل في نقاش مكرر لا يستمع فيها أي طرف للطرف الآخر، فقط يردد كل طرف ما في عقله، فيتحول الكلام إلى تكرار من نوع المثل الشعبي المصري: “تقول لهم إنه ثور يقولوا لك: احلبوه!”.
لمن لا يفهم المثل: المعنى أنك تقول لهم إنه ثور ذكر، لكنهم يكررون نفس الطلب؛ حلب اللبن الذي لا يمكن إلا في البقرة الأنثى!
النوع الثالث: الجدل مع جاهل لا يعلم أنه جاهل، أو أحمق لا يعلم أنه أحمق، أو مجنون لا يعلم أنه مجنون، يعتقد أنه حكيم زمانه أو عالم رغم أنه لم يقرأ كتابًا في حياته، وكل معلوماته عن الحياة معلومات سطحية من الإعلام والإنترنت.
أكبر مثال نراه حاليًا في بلادنا على ذلك بعض الناس اليوم الذين يقولون لك إنهم لا يقتنعون بكتاب الحديث: صحيح البخاري، ويقولون لك بكل بجاحة أنهم يتشككون في علم البخاري! وأنهم لهم عقول مثله ومن ثم فمن حقهم النقد والتشكيك!
من أنت يا جاهل كي تقول ذلك؟
هل مثلًا تجرؤ أن تقول أنك تتشكك في نظريات أينشتاين في الفيزياء لأنك لم تحضر التجارب الفيزيائية؟ أو أنك غير مقتنع بالكمبيوتر لأنك غير مقتنع بنظرية الكم في الفيزياء؟
فكيف لشخص لم يقرأ كتابًا واحدًا في حياته عن علم الحديث أن يشكك في علم بأكمله؟
مشكلة الحوار مع السفهاء أنها تقلل منا وتنحدر بمستوانا إلى مستواهم، تمامًا كما لو دخلت في صراع مع الخنزير، ستتسخ ملابسك، ويستمتع هو بالقذارة والوحل!
لا تناقش السفيه والأحمق كي لا يهينك أو ينزل بك إلى مستواه.
مقالات ذات صلة:
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
_________________________________
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا