مقالاتفن وأدب - مقالات

لا تستسلم

يا صاحبي، إياك أن ترضى بالدون أو تستسلم للظروف، أو تقنع بما أنت فيه وأنت قادر على تغييره مستطيع على تبديله، اعمل، كد، اجتهد، واعلم أن التاريخ لا يصنعه العاديون، ولا يسطره المتشابهون، وإنما هو حكر على المتميزين، ومقصور على الفائقين، وحصر على الناجحين، وتأكد أن الله يحب معالي الأمور، ويكره سفاسفها.

فتش دائما في شخصك، ستجد حتما شيئا مختلفا، جديدا، مائزا، وسترى النور يبزغ من طيات روحك الهائمة، وستلاحظ الجمال ينسرب من ثنايا نفسك الحالمة.

أضئ الظلام بقناديل الأمل، ومشاعل الألم، وعرق المثابرة، ونضح الجبين، ودموع التقصير والأنين، ابحث في أعماقك عن كل ما هو نافع وجليل، وطريف وأصيل، حاول أن تجد أصدافك المختبئة، وأحجارك الممتنعة، ولؤلؤتك المستحيلة، واهتبل الفرصة، واقتنص اللحظة، وتشبث بها، وامسك بتلابيبها، واعلم أنها إذا أفلتت منك فلن تعود ثانية.

انفض الغبار عن قلبك الذي ران عليه الحسد، وغيبه الحقد، وأخفته الأثرة، وأضاعته الأنانية، فذهبت رؤيته، وتلاشت وقدته، وغبش نوره، وضاع حبوره، فعاش في الظلمات، وتقهقر في وديان الآهات.

عود نفسك أن تعمل بلا تشجيع من الآخرين، وأن تنجز بلا تصفيق من المحيطين، وأن تجتهد بلا تحفيز من القائمين، ولتكن ذاتك رفيقك، وروحك صديقك، وثقتك معينك، وعزتك رايتك، وأنفتك شارتك، وخلوتك منجمك، وشريعتك ملجمك، وربك غايتك.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

سر في الطريق ولا تركن

سر في الطريق مهما كانت الصعوبات، وازدادت العقبات، وتبعثرت الملمات، وتهيأت المدلهمات، ضمد جراح نفسك، وانكأ دمامل أخطائك، وتوكأ على عصاك، وحدق في مراياك، وتأمل في بواطن رؤياك.

ولا تركن إلى الظروف، ولا تمل إلى المألوف، وكن طبيب روحك، واستمع إلى صدى بوحك، وكن على يقين لا يتزعزع، وثبات لا ينزع، وإيمان لا يدفع بأن غدا ستشرق الشمس مهما طال الليل، وسيحلو الأصيل مهما استمر السيل.

أنصت لصوت عقلك، وهمهمات بصيرتك، ولا تركن إلى المتخاذلين، ولا تمل إلى الخانعين، وتمثل دائما بالمجتهدين، وتيقن أن من داوم طرق الأبواب كاد يفتح له، فحاول ولا تيأس ولا تقنط، وتعرف حكايا الناجحين، وتجارب السابقين.

وكن على يقين أنك ستصل يوما ما طالما بدأت الطريق وأخذت بالأسباب، فالسير في درب الوصول وصول.

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

اقرأ أيضاً:

اعرف نفسك

درجات الثقة بالنفس

اليأس خدعة والأمل حياة جديدة نعيشها

أ. د. محمد دياب غزاوي

أستاذ ورئيس قسم اللغة العربية- جامعة الفيوم وكيل الكلية ( سابقا)- عضو اتحاد الكتاب