مقالات

لماذا لم تصل لطريق السعادة حتى الآن؟ ألا تعرف الطريق؟

طريق الإنسان الحر نحو السعادة

لماذا يغرد العصفور ويجود بعض الزرع بطيب الثمر؟! لماذا يفترس الأسد ضحاياه وتشق بعض النباتات الأرض لتنتج السموم؟!

لماذا يقدم الإنسان على مساعدة محتاج، ونفس الإنسان يعتدي على غيره ببذئ اللفظ أو بطش الفعل؟!

الدارس لعلوم الطبيعة أو المتأمل فيها يعلم أنها نظام متوازن؛ فالعصفور لا يغرد ليطرب السامعين ولا الزرع يثمر لأنه متخلق بالكرم ولا الأسد مفترس لأن الشر من طبعه، ولا السموم دليل على خبث النباتات، ولا يمكن أن يبدل منتج السموم دوره فينتج العسل، إنما كل أفعال الطبيعة -سواء كان ظاهرها خيرا أم شرا- تصب لصالح اتزان برئ من الشرور، اتزان لا مجال فيه لحرية مكوناتها فى اختيار دورها ولا كمِ إتقانها فى تأديته.

أما الإنسان لأنه حر فى اختيار ما يفعل فإن أفعاله تصب لصالح الخير أو الشر، الحق أو الباطل، التعمير أو الإفساد، وأثر أفعاله على نفسه ومن حوله فإما سعادة أو شقاء.

السعادة التى تملك الإنسان عندما يساعد محتاجا أحب إلى فطرته من الشقاء الذى يصيبه عندما يؤذي غيره؛ لذلك يبحث عن طريق يضمن له السعادة.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

فما هو طريق السعادة المناسب للإنسان ؟!

تأملت السفينة والطائرة وسألت نفسي سؤالا قد يبدو ساذجا!

ماذا لو وضعنا الطائرة فى البحر وانتظرنا منها أن تمخر المياه؟! ماذا لو علقنا السفينة فى الجو وانتظرنا منها أن تطير؟!

لن تحقق الطائرة أو السفينة ما ننتظره منها وتتعطل أدوارهما الأساسية وقد تهلك الطائرة والسفينة بسبب وضعها فى طريق لا يناسب خصائصها.

وكذلك الإنسان إن أُسئ فهم طبيعته وتم وضعه فى الطريق غير المناسب له.

إذن من الأولى معرفة الإنسان حتى نصل للطريق الذى يحقق فيه إنسانيته الكاملة.

فما هو الإنسان؟!

حيوان تميز بالعقل، مغروس بحيوانيته فى الأرض متطلع بعقله إلى السماء، لا يقنع بسعادة اللحظة وإنما يطمع فى سعادة أبدية، لا يقنع بأمان نفسه وإنما يطمع فى إيجاد طريق يضمن أمان الأرض ومن عليها.

وواجب أن ننوه أننا لسنا بصدد تفكيك الإنسان إلى جسد ونفس وقلب وعقل وروح؛ فخبراء السعادة الذين فككوا الإنسان لمكوناته ينصحون من يريد أن يكون سعيدا فى الغد بأن يشبع مكوناته.

يشبع حاجاته الجسدية فيأكل ويشرب ويمارس الجنس، وحاجاته النفسية بأن يحقق ذاته وينجح في عمله ويغلب منافسيه، وحاجات قلبه بأن يجد من يحبه بجانبه، وحاجات عقله بقراءة شئ ما أو حل فوازير أو ممارسة الألعاب العقلية، أما حاجات روحه بأن يستمع إلى بعض الموسيقى أو يمارس بعض الشعائر الدينية!

فلو أن شخصا عاش يوما وأشبع فيه حاجة جسده ونفسه وقلبه فقد تمكن منه ثلاثة أخماس سعادته!

التفكيك يفسد الكل معناه ويضعه فى طريق لا يناسبه. فلا يكفي الاعتراف بحقيقة الإنسان المكونة من مادة ومعنى، بل يجب الأخذ فى الاعتبار تركيبية هذه الطبيعة.

يجب الأخذ فى الاعتبار أن سفينة كيان الإنسان لا يمكن أن يقودها الجسد حينا والقلب حينا والعقل حينا آخر، وإلا ستغرق فى الحيرة ولن تهتدي لطريق ومصيرها حتما سيكون الهلاك.

أما الطريق الذى نرجوه، يبدأ من حيث يتميز الإنسان، يبدأ من عقل يطوع الجسد والطبيعة في سبيل غاية عظمى هي أمان الأرض ومن عليها وما عليها.

يطوع كل فعل -للإنسان فيه اختيار- فى سبيل الحق .

معالم طريق السعادة

طريق بمثابة رؤية للحياة، أولى عقائدها: الإيمان بالإنسانية والاعتراف بطبيعة الإنسان المركبة، الإنسان المنتمي للطبيعة والطامح لما وراءها.

طريق يمنح الاطمئنان طالما واصلت السير، ويؤنبك ضميرك إن تكاسلت.

طريق الأصل فيه السلام والخير يلزم سالكيه بالعدل مع أنفسهم وغيرهم ليس بينهم وبين غيرهم ما يجلب أمراض النفوس؛ فوسيلتهم لهزيمة العدو هي الهزيمة الشريفة، إما بالقول الحق أو رد الاعتداء باعتداء مثله وقت الحرب أو بعفو عند المقدرة.

طريق لا يليق بسالكه أن يشتعل غضبا لما يرى من مآسي وشرور فى العالم حوله؛ فهو يعلم أن أصل الشر هو سوء استغلال للحرية وغياب العقل وتراجع الإنسان عن فهم نفسه فهما عادلا، وما رؤيته للمآسى والشرور والظلم إلا دافعا لاستكمال السير فى طريق يلتمس فيه الوسيلة لتحقيق أمله كإنسان فى أرض كل من عليها وما عليها آمن؛ لأني حر محب للسعادة فاهم لمعنى إنسانيتى فطريق كهذا هو الأنسب لى!

 

اقرأ أيضا:

الأشباح توجد بيننا !

الأسطورة

ماذا يعني أن أكون حراً ؟

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط

ندعوكم لزيارة قناة الأكاديمية على اليوتيوب