مقالاترياضة - مقالات

كيف حصد الشياطين الكأس

فنيات الأهلي وطلائع الجيش في نهائي كأس مصر

بدأ الأهلي بخطته المعتادة والتي لعب بها المارد الأحمر منذ فترة وهي 4-2-3-1، وقابله طلائع الجيش بخطة 4-3-3، بحثا عن الضغط العالي، وكل منهما يسعى لإثبات جدارته بحمل كأس البطولة الأقدم في القطر المصري، الأهلي وطلائع الجيش في ملعب استاد برج العرب.

الضغط العالي

سعى طارق العشري المدير الفني للفريق العسكري، منذ البداية لإجهاض أي بناء لهجمة منظمة قادر على تنفيذها لاعبي الأهلي، خاصة في وجود “بدر بانون” أحد أسلحة الأهلي الجديدة في بناء الهجمات.

اعتمد العشري على ضراوة عمرو جمال وحماس عمرو مرعي والقدرات البدنية للاعب الكونغولي أندونجا في وسط الملعب، لتكثيف الضغط بشكل قوي على الخط الخلفي للأهلي.

نجح الضغط من لاعبي الجيش على مدافعي الأهلي ومن كرة سريعة عرضية من ناحية اليسار للأهلي نجح خالد سطوحي في تسجيل أول الأهداف ولكن صافرة الحنفي أنهت احتفال الفريق العسكري سريعا بداعي احتساب التسلل على اللاعب.

طارق العشري _مدرب طلائع الجيش_ تعامل مع المباراة بذكاء واستطاع استخدام كل إمكانياته المتاحة له بشكل جيد، للوصول إلى ذات الأذنين.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

سيطرة الأحمر

كانت كرة سطوحي إنذارا واضحا وشديد اللهجة، كالصفعة على أوجه لاعبي الأهلي، الذي سرعان ما أعادوا ترتيب الأوراق والضغط بشكل جيد، ونجح طاهر محمد طاهر الوافد الجديد للقلعة الحمراء في تشكيل جبهة قوية مع التونسي معلول، وظهروا بشكل قوي أحدث هزة في قواعد الفريق العسكري.

ظهر مهاجم الأهلي مروان محسن بشكل منضبط وتحركاته أسفل المدافعين أسفرت عن خلق مساحة بين قلبي الدفاع استطاع أن يمرر من خلالها كرة بينية لـ “أفشة” الذي سدد في منتصف المرمى وتألق في إبعادها باسم حارس مرمى الجيش.

مرتدات الجيش

فضل طارق العشري الاعتماد على المرتدات مع تكثيف منطقة وسط الملعب لإحكام السيطرة ومنع المنافس من بناء الهجمة بشكل منظم، وإرسال الكرات الطويلة في خلف بدر بانون وأيمن أشرف معتمدا على القدرات الهجومية لـ عمرو مرعي وعمرو جمال.

واستغلال لاعبو طلائع الجيش للكرات الثابتة هو الأفضل في الشوط الأول، في الدقيقة 27 من عمر الشوط الأول وجه مرعي رأسية قوية من ناحية اليسار لفريق الجيش مرت على يسار الشناوي دون رقابة من الدفاع الأهلاوي.

عصفور القفص

لجأ لاعبو الأهلي للتسليم والتسلم بشكل سريع ومن لمسة واحدة، وعلى شكل عصفور داخل القفص ظهر لاعبو طلائع الجيش، الاستحواذ الذي يرهق المنافس.

ظهر محمد بسام حارس الطلائع بشكل مميز بل أكثر تميزا بالتصدي لكرة مروان محسن، بعد عرضية أيضا من الجهة اليسرى الأكثر خطورة على قواعد الفريق العسكري.

تحت الكرة

عادة الفرق التي تواجه أحد قطبي الكرة المصرية تفضل اللعب بمبدأ “تحت الكورة” أي أن مهاجم الفريق يكون أمام حاملة الكرة للضغط، هكذا لعب فريق طلائع الجيش معظم فترات الشوط الثاني.

تحركات مروان محسن مهاجم الأهلي بدأت تكون أكثر خطورة في الشوط الثاني، بعد استلامه للكرة على حدود منطقة الجزاء للمنافس والتسديد بشكل متكرر.

أول النقاط المضيئة جاءت من صناعة مروان محسن الذي هيأ الكرة مستغلا دوره كمحطة فضائية للتحضير أمام القادمين من الخلف، ليحل البديل محمود عبد المنعم كهربا شفرة المرمى العسكري ويسجل أولى أهداف المباراة.

قفاز الإجادة

بسام حارس مرمى طلائع الجيش يستحق قفاز الإجادة في المباراة بعدما ذاد عن مرمى فريقه في أكثر من ثلاث مناسبات، ومنها انفراد مروان محسن في الدقيقة 75 ليحافظ على حظوظ فريقه في العودة للمباراة.

موسيماني لم يحسن استغلال طرد أحمد علاء، مدافع طلائع الجيش، لأن الطريقة تحولت من 4-2-3-1 إلى 4-3-1-2 بوجود كهربا كمهاجم ثان وقتها وليس كجناح أيسر.

الكرة الثابتة تنقذ الجيش

من كرة ثابتة وعرضية نجح ناصر منسي من التسجيل في شباك الأهلي وسط تمركز خاطئ من أيمن أشرف ومحمد هاني ليظهر المنسي من بينهم بقذيفة فضائية تسكن شباك الأهلي ويذهب الفريقان إلى الأشواط الإضافية والتي نجح من خلالها طلائع الجيش في التمركز وزيادة العدد أمام منطقة الجزاء ليجد المارد الأحمر صعوبة في اختراق الدفاعات العسكرية، رغم النقص العددي الذي أصيب به الفريق.

المعاناة والإثارة

في ركلات الجزاء تحبس الأنفاس وتعلو أصوات الفرحة، وأيضا في هذه الركلات علت صوت القائم والعارضة، بعدما أهدر ثلاثي الجيش وثنائي الأهلي، ليتوج المارد الأحمر ببطولة كأس مصر للمرة 37 في تاريخه.

رسالة المباراة

التكاتف بين لاعبي الأهلي سواء المتواجدين داخل الملعب أو خارجه، فوجدنا “كهربا” يتحدث إلى وليد سليمان عبر “مكالمات الفيديو”، وهو نفس الوضع مع اللاعب مؤمن زكريا، لم ينس لاعبو الأهلي أصدقاءهم خارج الملعب، في المقابل لم ينس محمد بسام حارس مرمى طلائع الجيش والدته التي توفاها الله، معبرا عن امتنانه لها بطباعة قميص خاص يحمل الدعاء لوالدته.

الممر الشرفي الذي أقامه لاعبو الأهلي لكل الحضور سواء الحكام أو للفريق المنافس بعد الخسارة، دليل واضح على تتطور العقلية الرياضية وتقدير المنافس أيا كان اسمه وشأنه في الكرة المصرية، إخاء ما بين اللاعبين واحترام متبادل وصداقة قوية تجمع هؤلاء حتى ولو اختلفت ألوان القمصان.

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

اقرأ أيضاً:

السياسة والرياضة – هل نستطيع خلط الرياضة بالسياسة ؟

شيكابالا الذي لم تحبه الرأسمالية

الرياضة والقوة الناعمة

محمد الجزار

ناقد رياضي