كوفيد 19، الأخلاق تحارب الفيروس!
بعض المصابين بالفيروس يبصقون في الشوارع ومناطق التجمعات لنشر العدوى!
شخص تظهر عليه الأعراض لكن يصر على الاختلاط بالناس غير مبالٍ!
بعض التجار يستغلون الأزمة لرفع أسعار الكحول والمطهرات لزيادة أرباحهم!
ترامب يحاول احتكار اللقاح للأمريكيين فقط!
أمريكا تفرض عقوبات اقتصادية طاحنة على إيران أثناء مواجهتها الفيروس مما يهدد البشرية بأكملها بسبب وجود بؤرة للفيروس!
بعض الدول تخاف على الأرباح المادية فتقلل إجراءات مكافحة الفيروس و العدوى!
هذه نماذج لبعض السلوكيات التي شاهدناها في الفترة السابقة والتي تدل على تراجع الأخلاق والإنسانية، وتهدد الأفراد والمجتمعات بل والبشرية جمعاء بزيادة حدة الوباء وأعداد الوفيات.
فما الحل؟
تحدثنا سابقا عن احتياطات طبية ومنطقية ضرورية للتعامل مع الفيروس، لكن توجد أيضًا قواعد واحتياطات أخلاقية ضرورية لتخطي الأزمة العالمية الحالية.
قوة الإرادة:
الالتزام بالتعليمات الطبية والحكومية وتغيير السلوكيات والعادات الخاطئة يحتاج إلى قوة إرادة، فلنحاول التحلي بها.
الصبر:
تحمل الابتلاء الحالي، والذي –لا قدر الله– قد يؤثر على الحالة الصحية أو الاقتصادية أو الاجتماعية لك أو لأحبائك يحتاج للتحلي بالصبر وعدم الجزع، وتذكر ثمار الصبر الطيبة في الدنيا والآخرة.
أيضًا الصبر على الإجراءات الوقائية الصعبة ضرورة لتخطي الأزمة.
عدم الأنانية:
من ينشر العدوى غير مهتم بصحة الآخرين أو يخزن المنتجات مؤذيا باقي الأفراد أو يستغل الموقف لرفع الأسعار؛ سيضر المجتمع والبشرية، وفي النهاية سيضر نفسه، لأن انتشار الفيروس بشكل واسع سيهدده هو شخصيًا، وانتشار الآثار الاقتصادية السيئة سيؤذيه هو نفسه.
الشجاعة:
الهلع سيؤدي لانهيار الأفراد والمجتمعات، بينما الشجاعة في المواجهة والتفكير بمنطقية في المخاطر ضروريان للنجاة.
العفة:
تخليك عن بعض المنافع وبعض الأمور الاجتماعية ضرورة لتخطي الأزمة، وبدون هذه العفة سنعرض حيواتنا واقتصادنا لأسوأ العواقب.
الحكمة:
نحتاج للتفكير في كل خطوة، هل خروجي من المنزل الآن ضروري؟ وإن خرجت كيف ألتزم بالاحتياطات الطبية؟ وما أثر ذلك على صحتي وعلى المجتمع؟ هل إنفاقي لهذا المال الآن ضروري مع احتمال حدوث مصاعب اقتصادية؟
العدالة:
على الجميع مراعاة حقوق الآخرين والقيام بواجباتهم اتجاه الآخرين لتخطي الأزمة، فعلى المواطن العادي الالتزام بالتعليمات الطبية والحكومية، وعلى الأطباء تشخيص ومداواة المرضى، وعلى الشرطة تطبيق قوانين منع التجمعات، وعلى الحكومات إدارة الموقف.
يجب إعطاء كل ذي حق حقه وقيام كل فرد بمسؤولياته، وإلا سيقع ظلم فادح على الجميع.
التواضع:
غرور الإنسان وأوهامه بالسيطرة على الطبيعة وعلى الأزمات وعلى كل شيء يجب أن يتوقفا الآن، يجب أن يتحلى الإنسان بالتواضع ويعترف بجهله وحاجته لطلب العلم، وبضعفه وحاجته للاستعانة بالقوة الإلهية لمواجهة الأزمة.
وغرورك الشخصي وأوهامك بأنك ستعيش للأبد أو أن صحتك دائمة يجب أن يتوقفا الآن، وتبدأ باتخاذ إجراءات حفظ صحتك وحياتك، والاستعداد لأسوأ الاحتمالات.
استمرار الغرور والأوهام سيدفعان للتكاسل في مواجهة الأزمة.
ترك المظاهر الكاذبة:
كثير من الأمور الاجتماعية التي كنا نقوم بها كانت مظاهر كاذبة لنيل رضا الآخرين، يجب التخلي عن هذه الأوهام الآن لحماية أرواح الجميع، بل يجب الاكتفاء بالتعاملات الضرورية فقط.
عدم المادية:
البحث عن الربح المادي وتقليل الخسائر الاقتصادية كانا سببا في انتشار الفيروس بشكل شرس في بعض الدول، وتعرضها الآن لخطر الانهيار والمزيد من الخسائر!
رغبة بعض التجار في استغلال الموقف أو قيام بعض الأفراد بالمبالغة في تخزين البضائع يضر الجميع ويهدد الجميع صحيا واقتصاديا!
التكاتف الأسري والمجتمعي:
لعله من البديهي أن مواجهة الخطر الحالي لن تتم بمجهود فرد واحد، ومن البديهي أننا نحتاج لحماية أرواح ذوينا ومساعدة أسرنا لتخطي الخطر.
الولاية لأهل العلم:
بسبب حماقة وغرور الكثيرين منا كنا نرفض أن نطيع أهل العلم في تخصصاتهم المختلفة، ونفعل ما يتراءى لنا ويتماشى مع أهوائنا، الآن أصبح الجميع يحتاجون للجلوس صاغرين في انتظار رأي العلماء كل في تخصصه، كعلماء الطب ومكافحة العدوى وإدارة الأزمات وعلماء الدين و …
الأمانة:
عدم الأمانة في نقل المعلومات والأخبار بين الأفراد أو عدم أمانة الحكومات مع شعوبها في نقل مستجدات الفيروس سيضر بالبشرية جمعاء!
الأخلاق تحارب الفيروس:
من الواضح أن نجاة البشرية الآن تحتاج للعودة لهذه الأخلاق الضرورية، بعدما تَنَكّر الإنسان كثيرًا للأخلاق وأهميتها.
بل إن نجاة البشرية من أية أزمة وتطورها على أي مستوى من المستويات لا يتحقق بشكل سليم دون قدر كافٍ من الأخلاق.
اقرأ أيضا:
فيروس كورونا الجديد، الخطر بين الحقيقة والوهم – الجزء الأول
فيروس كورونا الجديد، الخطر بين الحقيقة والوهم – الجزء الثاني