كل شيء صار من الممكن تلميعه وتنجيمه
أسوأ ما في الزمن الحالي أنه لم يعد من السهل فهم أي شيء فهما عميقا ومريحا؛ حيث أن كل شيء حولنا صار الهجوم عليه وتقطيعه إربا إربا أمرا ممكنا، وفي نفس الوقت يمكن الدفاع عنه وتبريره حتى يشعر بالأسف والندم من كان يهاجمه بالأمس عن يقين وقناعة…
وبعد ذلك يتم نسيانه كأنه لم يكن في يوم ما مثار جدال وخصام وتنازع، وأقرب مثال لذلك مهرجان الجونة بحريقه وفساتينه العارية وفيلمه الغريب “ريش”!
قبائل هاجمت وقبائل دافعت، كل ذلك قبل أن يشاهدوه، ثم تم عرضه ومشاهدته، وعادت قبائل تهاجم وقبائل تدافع على استحياء، ثم انتهى الأمر أو سينتهي ولن يتذكر أحد الفيلم ولا كل ما أثير حوله من جدل!
وقضايا أخرى كثيرة يطول الحديث عنها ولكنها الزوبعة في الفنجان التي كنا نقولها في التشبيهات الأدبية ولا نتخيلها جيدا! كل شيء حاليا صار زوبعة في فنجان لا تلبث أن تتلاشى ويظهر غيرها دون أن نخرج منها بفهم حقيقي لأنفسنا أو للعالم من حولنا.
حدث شيء شبيه لمطرب راب غريب اسمه ويجز فوجئت بحفله المزدحم الكبير! ويحاول البعض إقناعنا أنه لا يختلف عن حليم في بداياته أو عمرو دياب، ومن ثم المسألة اختلاف أجيال وأذواق لا أكثر… والمسألة أكبر من هذا،
لأنه منذ عدة سنوات أقام مطرب راب اسمه زاب ثروت حفلا في معرض الكتاب وحظي بزحام رهيب ثم تلاشى كأنه لم يكن! على عكس نجوم المراحل الماضية الذين استمروا واستطاعوا أن يكتسبوا شرائح أكبر من الأجيال المتقدمة عليهم…
هناك شيء مائع في هذا الزمن لا يمكن فهمه، حيث لم تعد هناك أية فوارق تذكر بين الأشياء الجيدة والرديئة، كل شيء صار من الممكن تلميعه وتنجيمه كأنه فلتة من فلتات الزمن ثم يتلاشى إلى لا شيء.
اقرأ أيضاً:
القديم أم الجديد .. إعادة تشكيل المبادئ الإنسانية
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
*****************
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا