مقالاتمنطق ومعرفة - مقالات

صواب أم خطأ ؟ هل كل شئ حولنا يبدو منطقياً ؟

لماذا الكثير من الناس لا يجد قدرة على إثبات ما يؤمن أنه فعلاً هو الصواب؟! يقتبس بعض المقولات والمصطلحات لأناس يعلو صيتهم وكأنه يرجع إلى المراجع التى يتم الارتكاز عليها، مع أنه قد غاب عنه أنه لم يفرض تساؤلات لهذه المقولات ليثبت له بالدليل القاطع أنها علي صواب فعلاً، أو أنهم يقولون لك بصورة تجريحية أنك لا تفهم فى هذا شيئا، ومن ثم يتواصل التجريح لأعلى مستويات يتم تخيلها، أو أنك عدو له لأنك بكل بساطة تخالفه الرأى.

الاختلاف

جميعنا يجد أن فى الأسرة الواحدة يتم وجود آراء وأفكار مختلفة قد تتوافق فى بعضها وتختلف فى أكثرها ونعتقد أن هذا قد كان نتيجة فروق الأجيال، هذا الجيل القديم الرجعى وهذا الجيل الحديث الطائش والثورى… كلا منهما لديه رأيه فى النهاية، إذا جلست مثلاً الأسرة أمام التلفاز وجدنا أن لكل منهم رأيا مختلفاً تماماً عن هذا البرنامج ومن يقدمه، أحدهم يجد أنه مهم جدا ويجب أن نستمع له لنعرف من أهل الاختصاص، والآخر يرى أنه تافه ولا بد أن نجد شيئا ممتعاً بدل هذا الملل الذى نشاهده، فى كل أجزاء المجتمع سنجد مثل هذه الحالة، لم أتطرق لأمثلة أخرى لأنها مهما تعددت أصلها واحد، هذا يستمع لشىء يوافق ما يعرفه وهذا يستمع لمن يجد فى حديثه صدقاً مستحسّاً… وجميع هؤلاء لم يطرح أسئلة فى أسباب اتباعه لمثل هذا الفكر!

 معيار المنطق .. صواب أم خطأ 

تسير فى أحد الشوارع فترى أحدهم وهو يقود دراجة يصطدم مع آخر يقود سيارة عند تقاطع شارعين،
يقوم كلاهما بالشجار وتخطئة الآخر…
الأول: أنت السبب، لماذا لم تصدر تحذيراً صوتياً أو ضوئياً!
الثانى: أنت الذى كان يجب أن تنتظر لمرور السيارات ومن ثم تعبر الطريق!
الكل يعتقد أنه على صواب ويعتمد على عوامل تظهر لمن يوافق  فكرة أنها منطقية وكأن الناس تعيد وضع منطق آخر تفرضه عاطفتهم وميولهم.
المجتمع بشكل عام لا يريد أن يتجرد وأن يعترف بغياب قواعد المنطق عنه، كل ما يحدث يقاس بقياسات لا تنسب أبداً للمنطق، يغيب الوعى عن الجميع أنهم فقدوا المعيار الحقيقى وأنهم فى عرضة دائماً لأن تمحى مهيتهم كلياً بدون وجود هذا المعيار.

فى كل جانب تجد الأول صاحب الحق والثانى أيضاً صاحب الحق ولكن الحق هنا له وجهان؛ فكل منهما يفرض تعريفاً بهواه وقد يغيب كلاهما عن المعنى الحقيقى، غياب المنهج المنطقى العقلى عن أمه هو غياب عقلها وأنها أصبحت مقلدة كلياً، فحتى فى الجانب الإبداعى لها ستجد نفسها قد أبدعت بمنطلق شىء لم يكن ذا أهمية وأنها تركت الأولويات وتشبثت بأشياء أخرى تافهة انتظرت منها أن تصل لشىء أو تحصد نجاحاً ما فلم تجده!
المشكلة هى غياب المنطق يا سادة! وفى الخاتمة أترك لكم سؤالاً؛ فإن الأسئلة قد نجد فى إجابتها كل ما نريد
فهل غاب عنا المعنى سهواً؟!

اضغط على الاعلان لو أعجبك

اقرأ أيضاً:

هل يعتبر الزواج انتحار ؟

أنا لا أتذكر فلسطين

الوجود نعمة أم نقمة ؟

اضغط على الاعلان لو أعجبك

محمد سيد

عضو بفريق بالعقل نبدأ أسيوط

مقالات ذات صلة