في قعدة ستات – كيف نتجنب مشكلة الطلاق من البداية؟ وهل الطلاق “عيب”؟
ماذا يعني العنف الأسري؟ وكيف تتعرض له الزوجة ؟ ولماذا؟ وما هي حقوق الزوجة ؟ وكيف تكون الحياة الزوجية؟ وهل يوجد عنف مقبول ويجوز قبوله؟ وهل الطلاق نهاية الطريق ؟ وهل فعلا كل المطلقات سيئات السمعة ؟! هل من المفترض أن تعيش الزوجة لأجل أولادها وتتحمل وفقط؟ هل هذا هو القرار الصحيح؟ ولماذا ارتفعت نسبة الطلاق الفترة الحالية؟!
حكايات مؤسفة
كنا مجموعة من السيدات ننتظر المحاضر في محاضرة ما، ونتكلم في أمور شتي مختلفة. وأخدنا الكلام للزواج والطلاق ونظرة المجتمع للمطلقة والمتزوجة والتعرض للعنف الأسري وتعريفنا للعنف وكانت ردود الأفعال والتعميم الذي وقعنا به غريبا ويكاد يكون مخيفا.
تحدثت واحدة منا وكان رأيها أن الزوجة تظل في منزلها و(تاخد بالجزمة) علي حد قولها وتتحمل لأجل عيالها، كانت تتحدث بحرقة واستكملت قائلة : (ماهو أهلي مش هايستحملوني، فأروح بعيالي فين!؟ )
وأخري مقتنعة بأن الزوجة تحتمل ما لا يطاق عوضا عن الطلاق لأن نظرة المجتمع ترفض المطلقة وتفترض فيها سوء الخلق وأنها تثور علي معيشتها وليست على تربية حسنة. وثالثة فضلت ألا تنتظر لترى هل سيتغير أم لا وقامت بعمل خلع للزوج وانفصلت ومقتنعة أن كل الرجال سواء. ولا يوجد فارق بين هذا أو ذاك. كلهم يريدون أن يكسروك وفقط. ورابعة بعد زواج استمر أربع سنوات فضلت الانفصال وبدأت حياة جديدة .
أما العنف فمن الواضح أن جميع الجالسات تعرضن للعنف بأكثر من شكل؛ عنف معنوي ولفظي وجسدي وبطرق مختلفة .
هذه الحكايات التي استمعت إليها محزنة والتقبل المؤسف لما تأتي به الظروف كأنهن سفن في مهب الريح -تحركها في البحر- لا إرادة لهن ولا عقل ، لكن يعافرن ضد التيار الظالم ويستعن نحو الوصول للحق وفقهن الله وأعانهن على الوصول.
السبب غياب الأخلاق!
ماذا يعني العنف الأسري؟ وكيف تتعرض له الزوجة؟ ولماذا؟ وماهي حقوق الزوجة؟ وكيف تكون الحياة الزوجية؟ وهل يوجد عنف مقبول ويجوز قبوله؟ وهل الطلاق نهاية الطريق ؟ وهل فعلا كل المطلقات سيئات السمعة ؟! هل من المفترض أن تعيش الزوجة لأجل أولادها وتتحمل وفقط؟ هل هذا هو القرار الصحيح؟ ولماذا ارتفعت نسبة الطلاق الفترة الحالية؟!
أسئلة كثيرة يحتاج المجتمع أن يفكر بها ، خاصة أن معظم هذه المشاكل سببها غياب الأخلاق. وكلما اختفت الأخلاق وأصبحت أمر نسبي يخضع للأهواء كلما زادت المشاكل نتيجة لذلك ، لكن السؤال الأهم إلى متى ستظل المرأة غير قادرة على الاختيار الصحيح؟ تعيش وهي لا تعرف من هي وما هي حقوقها، وما هي أهداف وجودها كإنسان؛ له الحق في البحث عن الكمال والسعي نحو تحقيق هذا الهدف، وتختار الذي يساعدها علي تحقيق هذا الهدف من غير الوقوع في خطأ التعميم (أن كل الرجالة خاينين وإيديهم طويلة)!!
ما الحل أيتها الزوجة ؟
(إوعي النداهة تندهك)؛ نداهة الناس وكلام الناس، تذكري دائما “حكاية جحا وابنه والحمار” في نهاية الأمر؛ قاموا بحمل الحمار ولم ينالوا رضا الناس. فكري في نفسك كإنسانة لها حقوق؛ أقلها إنك تتعاملي كإنسان مكرم! لكن قبل ماتحزني إنك لم تحصلي على حقوقك و تظلي تندبين حظك؛ تذكري كيف تختارين بطريقة صحيحة؟!
لقد أصابتنا الحيرة والتيه في موازين كثيرة مثل: ميزان كلام الناس ونظرة المجتمع و(كلهم بيعملوا كده) و”هل أنا التي ستغير الكون ؟”وغيرها كتير من الموازين المشوهة والمختلة التي لا تخضع لعقل أو منطق! وأغفلنا الميزان الوحيد المؤدي للحق والعدل والكرامة؛ ميزان العقل .
اختيار شريك الحياة علي أساس التوافق الفكري هو الذي سيقرب بينكم؛ فحتي لو تم الاختلاف بينكما؛ ستتوصلان إلى أرض مشتركة لحل النزاع القائم بينكما؛ فهي تخضع للمنطق وبالتالي ستتوصلان لحل واقعي ومناسب ومحترم.
الحياة دائما بها فرصة ثانية وثالثة وطوال مازلنا على قيد الحياة فنحن نتعلم واجباتنا وحقوقنا.
فحددي معاييرك والتي علي أساسها ستختارين بطريقة صحيحة .
وأولادك لن يكسرونك؛ بالعكس سيجعلونك أقوي!
اقرأ أيضًا: بين دعاوي العزوبية وقدسية الزواج ، هل يمكن ان يقول أحدهم (متزوج وأفتخر) ؟
اقرأ أيضًا: لماذا نتزوج؟ حقيقة العواطف وموقع المشاعر.
اقرأ أيضًا: العاطفة والعقل .. حرب لا تنتهي وصراع يصعب على الكثيرين حسمه!
اقرأ أيضًا: التعميم الأعمى يلاحقنا .. لماذا هو أعمى ؟ وكيف لنا أن نتخلص منه ؟
لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط
ندعوكم لزيارة قناة الأكاديمية على اليوتيوب