قصة المصافي الثلاث
توجد قصة مشهورة عن الحكيم سقراط اسمها قصة المصافي الثلاث، مصافي جمع مصفاة: غربال، الذي يصفي الماء من الشوائب!
تقول القصة أن أحد الأشخاص جاء إلى سقراط وقال له: “إلحق! عندي لك خبر خطير! لقد فعل صديقك فعلًا شنيعًا، فعلًا بشعًا، إنها كارثة!”.
هنا توقف سقراط وقال له: “قبل أن تحكي لي الخبر الخطير، عليك أن تمرر الخبر من المصافي الثلاث لإزالة الشوائب!”.
تعجب الرجل وسأله: “ما المصافي الثلاث؟”.
المصافي الثلاثة لسقراط
قال له: “المصفاة الأولى: هل الخبر أنت متأكد منه 100%؟ أم هناك احتمال أن يكون خطأ؟”.
الإجابة: “احتمال أن يكون خطأ، فقد سمعته من شخص، وهذا الشخص ربما يكذب مثل الإعلاميين والمثقفين الحكوميين وأتباع رجال الأعمال من ناشري الشائعات، والنسوان التي تتكلم كثيرًا في المجتمع وتبالغ وتنشر الشائعات!”.
“طيب المصفاة الثانية: ما الهدف من نقل الخبر أو القصة؟ ما الرسالة؟ ما الغرض من نقل الخبر وحكايته؟ ماذا تريد أن تزرع في عقلي؟ هل خبر جيد جميل سوف يجعلني أكثر سعادة وطمأنينة ورضا؟ أم خبر يزرع الشر وينشر الفحشاء ويحمل النكد والخوف والغضب والهم؟!”.
الإجابة: “لا هو خبر سيئ يحمل النكد وسوف يجعلك تكره صديقك وتخاصمه!”.
“طيب المصفاة الثالثة: هل الخبر مفيد لي وسوف يجعلني إنسانًا أفضل أو يجعل حياتي أفضل؟ هل سوف أستفيد منه في حياتي؟ أم خبر غير مفيد لي، محض قصص وحواديت؟”.
الإجابة: “لا الحقيقة هو قصة عن شيء غير مفيد لك بالمرة، محض كلام!”.
“بما أن الخبر أو القصة التي تريد أن تحكيها لي يا هذا لم تمر من المصافي الثلاث، فلا أريد أن أسمعها!”.
انتهت القصة..
قبل أن تصدق خبرًا
حين تسمع خبرًا أو كلامًا أو قصة، سواء على مواقع التواصل الاجتماعي، أو الإعلام، أو من زميلك في الشغل، أو العصفورة والجاسوس وذي النميمة، أو من السيدة الرغاية اللتاتة في القرية أو العائلة أو الشغل أو على الإنترنت، أو الرجل النمام الهماز الذي يحب نشر الشائعات ويجتذب الأنظار بنشر القصص والأخبار والحواديت، قبل أن تستمع، اختبر المصافي الثلاث، كي تحافظ على نقاء عقلك وقلبك وتحمي نفسك من التلوث.
- هل هو خبر متأكد 100% من أنه حقيقي؟
- ما الهدف من حكاية الخبر؟ ما الرسالة والدرس وراء القصة، وماذا تريد أن تزرع في عقلي؟
- هل الخبر مفيد لي في حياتي في الدنيا والآخرة؟
استعمل المصافي الثلاث، تعيش مرتاح البال.
اقرأ أيضاً:
سقروطة … والسُحب … والحقائق المقلوبة!
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
_________________________________
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا
