مشكلة الأفروسنتريك وطرق الحل
طيب خلينا متفقين إن الطروحات كلها اللي طرحها أصحاب “المركزية الإفريقية” مردود عليها من علماء المصريات من سنين طويلة سواء تاريخيًا أو أنثروبولوجيًا أو أثريًا أو جينيًا.
أكاذيبهم كلها مردود عليها في أوراق علمية موجودة، لكن في أروقة الجامعات، مبتخرجش للعامة إلا فيما ندر لو حد قادر يفهم اللي موجود في الأوراق العلمية دي.
ادعائاتهم الكاذبة كلها مردود عليها، منها مثلًا كلمة كيميت إنها الأرض السوداء ودا نسبة إلى طمي النيل اللي سبب في حياة المصريين، وكذلك زوجة أمنحتب الثالث الأجنبية اللي ادعوا إفريقيتها، مفيش دليل علمي يؤكد دا.
كمان البعد الجغرافي والعازل الطبيعي المتمثل في الصحراء الكبرى، أنت بتتكلم في آلاف الكيلومترات من الصحراء الجرداء بلا أكل أو شرب.
كمان الأدهى إنهم ليه يقطعوا المسافة دي كلها عشان يبنولنا حضارتنا؟ مبنوهاش ليه عندهم؟
نظرية الإحلال العظيم
المهم عشان تبقى فاهم اللعبة ومتخلطش الأوراق ببعضها، الناس دي مش أفارقة أصلًا وملهومش علاقة بالضيوف هنا سواء سودانيين أو غيره، مش هم الإفريقي الغلبان الهارب من بلده والحروب الأهلية، دول من الآخر أحفاد المجلوبين الأوائل للقارة الأمريكية، بمعنى إن دول أمريكان، أمريكان صرف، المؤامرة في قلبها أمريكية وبدعم أمريكي وفلوس أمريكية.
الناس دي مش هتيجي في يوم وليلة تحتلك بجيش أو سلاح، مستحيل دا يحصل، بس عشان تستوعب اللعبة كويس لازم تفهم حاجة اسمها نظرية الإحلال، الإحلال باختصار إنه يجيب ناس مسالمين عندك يعملوا تجمعات صغيرة، ويدخلوا عشان ينصهروا في النسيج المجتمعي، ولما يكتر عددهم مع الوقت يتحولوا إلى الهجوم.
الهجوم هنا مش قوة، إنما سياسة، هجوم من باب سياسة فرض الأمر الواقع، من باب إحنا لينا هنا أكتر ما ليكو، وعشان سياسة الإحلال دي تنجح لازم الأعداد تكون كبيرة، ولازم تكون مبنية على فكرة قوية داخلة في وجدان الناس دي، ومفيش أحسن من التاريخ والدين عشان يجيلك منها.
الأفروسنتريك هي الصهيونية الجديدة
هل اللي بتكلم فيه دا حصل قبل كدا؟ آه حصل مئات المرات، في إيران جنبنا عربستان حصل فيها كدا وبقت خوزستان، في أمريكا مش هقولك الهنود الحمر هقولك هاواي اللي كانت مملكة مستقلة لحد من قريب بقت ولاية أمريكية، هقولك جبل طارق المقاطعة الإنجليزية، إسبانيا كلها اللي جنوبها كان عربي، هقولك أذربيجان ومشكلة قرة باخ الأرمينية، كرواتيا، صربيا، وخد من دا كتير، الهكسوس نفسهم احتلوا مصر بالطريقة دي، مش بالجيش إنما بالهجرة.
دا حتى في التاريخ المصري القديم حصل، قبائل الهكسوس دخلت إنها قبائل مهاجرة في البداية، ولما زاد عددهم حسوا بالقوة، وانفصلوا بالشمال ٢٥٠ سنة كاملين، لحد ما جه سقنن رع وبعديه ابنه كاموس وأخيرًا أحمس ونجح في تحرير الأراضي وضم الشمال للمملكة المصرية من تاني.
اقرأ أيضاً: أباطيل الصهاينة
قصة الأفروسنتريك والحقوق التاريخية المزيفة
الفكرة في الترانسفير، الكتلة العددية المتساقة على إيد علماء بيتكلموا وصوتهم عالي، الفكرة في مظلومية واحدة، تنقل أعداد منهم مقتنعين كلهم إنك حرامي سارق الأرض، تجمع عدد كبير على مدار سنين، تنصهر جوة، وفجأة تبدأ مطالبات انفصالية.
علاج القصة دي حل واحد مفيش غيره..
إن ملف السياحة اللي هو مصدر دخل قومي سيادي وواحد من أهم الملفات اللي تخص كل واحد فينا نقتنع إنه بقى عقيم وقديم ومحتاج تغيير شامل، مش بس نشرات سياحية واستقطاب شوية دولارات وخلاص، الموضوع تخطى الربح المادي ودخل في تعريفات زي القومية والعرقية والهوية.
يعني المفروض نحط خطة تسويقية أكبر من المتحف المصري الكبير على سبيل المثال ولا الأهرامات، مش حفلة وننقلها وخلاص لأ، إحنا لازم نتغير تمامًا ونستغل تاريخنا الخصب دا في تعريف إننا أصحاب الأرض بالطرق كلها.
مسلسل زي صراع العروش قدر إنه يغير خريطة السياحة في أيرلندا للترويج فقط للوكيشن التصوير، وهنروح بعيد ليه؟ السعودية أهه استغلت فيلم مصري للدعاية ونجحت في دا، إحنا بقى فين؟!
إحنا عندنا تاريخ مصري الأكبر والأخصب في العالم، بالإضافة إلى يوناني وإيطالي وفارسي وعربي ومغولي ومغربي وصليبي وتركي وكردي وجورجي وصقلبي وخوارزمي وفرنسي وإنجليزي وغيرهم كتير أوي، إزاي منستغلش دا في حملة توعية عالمية تقف في وش المخططات دي؟!
الرد على ادعاءات الأفروسنتريك
معلش طور شوية من الدعاية والمنشورات، اهتم بالرد على الادعائات دي عن طريق أفلام تسجيلية أو ردود رسمية، عن طريق مهرجانات عالمية، عن طريق برامج سياحية فيها مسرحيات تمثيلية بملابس تاريخية، استغل إن كل شبر في أرضك فيه موقعة حصلت واعمل إعادة تمثيل ليها، اشتغل علىى التطوير العقاري بما يتناسب مع هويتك مش مع دبي ولا المدن الجديدة، عين ناس بتفهم في المواقع الأثرية.
السائح اللي جي عندك دا جاي عشان يشوف حاجة جديدة ويختبر الثقافة المصرية والصحراء والتاريخ والشواطئ مش جاي عشان يشوف مباني، فين المطاعم المصرية والأكل المصري؟ فين الأزياء التقليدية المصرية؟ اللي هيدفع ١٠٠ دولار عايز ينبهر، يشوف هوية مصرية قديمة وعايز يشوفها على نضافة.
نيوزيلندا عندها رقصة قديمة اسمها الهاكا بيستخدموها في الأحداث كلها، أنت هنا عندك التحطيب، عندك رقصة البمبوطية، عندك السمسمية، عندك الناي، عندك الهارب المصري، عندك الربابة، عندك السيرة الهلالية، عندك خيال الظل اللي هو اختراع مصري، عندك كتير أوي لو فتشت شوية هتلاقي ألف رقصة.
اقرأ عن: قوة الثقافة العربية
رفض الاستسلام للأكاذيب
منطقة العلمين كانت واحدة من أهم معارك الحرب العالمية التانية استغلها، منطقة دمياط واحدة من أهم المواقع الصليبية استغلها، تخيل إعادة تمثيل موقعة الريدانية مثلًا، أو حطين، أو إعادة تمثيل لبناء الأهرامات، الممر الذهبي بتاع تحتمس، يا سيدي اعمل إعادة لتدمير خط بارليف، يا سيدي وعي الناس نفسها اللي بتستغل السياح عشان تكسب من وراها.
فيلم كدا عن حفر قناة السويس، فيلم عن مصطفى كامل، عن ثورة ١٩١٩ اللي كانت ضد الإنجليز، اعمل إعادة تمثيل للثورة دي بالطرابيش قدام السياح، وهكذا.
دا كله في النهاية هيبعد الطماعين مزوِّري التاريخ عن بلادنا، بالإضافة إنه هيكون مصدر دخل أضعاف الأضعاف وهيخلينا مش محتاجين لقرض واتنين، حط بس ناس بتفهم على الملفات دي واستنى النتيجة.
مقالات ذات صلة:
تزوير التاريخ لا يكون فقط في كتب التاريخ
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
_________________________________
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا