قرية سياحية بفكرة غريبة
قرية سياحية تقوم فكرتها بخلوها تماما من كل وسائل التكنولوجيا الحديثة من هواتف محمولة وكاميرات وتلفزيونات وحتى الكهرباء نفسها! ومبانيها تشبه البيوت القديمة في ارتفاعها وألوانها البسيطة، وشوارعها مليئة بأشجار النخل وكل أنواع الفاكهة، وهدف هذه القرية أن تمنح لزائريها شيئا من الهدوء النفسي والاسترخاء الذهني.
هي فكرة لطيفة بلا شك، ورأيتها في إحدي المسلسلات وراقت لي، وأعتقد أن هذه التكنولوجيا بقدر ما أفادتنا بقدر ما جعلتنا مضغوطين متوترين معظم الأوقات.
أعرف عددا من الأصدقاء ليس لهم حساب على الفيس بوك ولا إنستجرام ولا واتس آب، وفي حالة من الراحة النفسية يحسدون عليها، ولا يملكون سوى عدة تليفون قديمة ليس بها أي ميزة سوى الاتصالات والرد عليها فقط، وهم بالتأكيد يمتلكون القدرة المادية على شراء أحدث الأجهزة ولكنه قرار وموقف.
وأعرف أيضا أن الدكتور جلال أمين رفض اقتناء الهاتف المحمول حتى آخر يوم في حياته، وكان على من يريد أن يتواصل معه أن يتصل على الهاتف الأرضي الذي يلزمك بوقت محدد في الاتصال كما أن مديرة منزله تستطيع أن تخبرك بأنه ليس موجودا حين لا يكون مستعدا للرد!
ومأساة هذه الأجهزة الحديثة تزداد مع الأطفال الذين يبدأون في التعود عليها منذ سنواتهم الأولى، وتؤدي إلي نتائج شديدة الخطورة على انتباههم وإدراكهم وصحتهم النفسية والجسدية أيضا؛ فالأطفال الآن أصبحوا متوحدين مع هذه الأجهزة الملعونة ليلا ونهارا، والآباء والأمهات سعداء بأنهم وجدوا شيئا يلهيهم والسلام.
ومن الأشياء اللطيفة في الماضي أن التلفزيون كان له ساعة معينة يتوقف فيها عن البث والإرسال، وكان الكبار قبل الأطفال يجدون أنفسهم مضطرين للنوم والراحة والاستفادة من ساعات الليل التي لا تعوض.
ومن الأشياء المزعجة دخول أجهزة المحمول لدور العبادة، ولا أفهم الشخص الذي لايستطيع أن يفصل هاتفه خمس دقائق حتي ينتهي من صلاته.
وفيما يبدو أن هذه الأجهزة سيطرت علينا تماما واستعبدتنا، ولم نعد قادرين على التحرر منها لساعات قليلة لكي نشعر ببعض الراحة النفسية التي كنا نشعر بها في الأيام الخوالي.
اقرأ أيضاً:
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.