مقالات

قررت القيام بمغامرة رهيبة

أمس قررت القيام بمغامرة رهيبة، قررت الخروج من المنزل دون أخذ التليفون المحمول معي! أعرف.. مغامرة مخيفة! لكنني قررت فعل ذلك كتجربة.

طبعا عند باب المنزل توقفت.. ترددت.. فكرت في التراجع عدة مرات، فكرت في العواقب الخطيرة التي قد تحدث نتيجة هذه المغامرة، ماذا لو اتصل بي أحدهم؟ ماذا لو اتصل بي فلان أو فلانة؟ ماذا لو اتصلت بي زوجتي؟ ماذا عن بريدي الإلكتروني؟ كيف سأتابعه أولا بأول وأرد عليه بسرعة؟! ماذا سيحدث لرسائل الواتس آب والماسنجر؟

هل هذا يعني أنني سوف أتأخر في متابعة بريدي والرد على رسائلي المهمة؟ وماذا عن متابعة المواقع الإلكترونية التي أحب متابعتها؟ ماذا سيحدث لي حين أجلس في الاستراحة بين العمليات الجراحية أو بعد العيادة؟ أو في الطريق؟ ماذا سأمسك في يدي وأنظر فيه وأشغل عقلي به؟ ماذا عن الكتب المسموعة والمقروءة التي أحملها على الموبايل واستمتع بقراءتها أو الاستماع لها؟ ماذا لو؟ ماذا لو؟ ماذا لو؟

ثم استجمعت شجاعتي وذكرت نفسي أنني عشت سنين طويلة بدون محمول وإنترنت ورغم ذلك لا زلت على قيد الحياة! كذلك مليارات البشر. وفعلا خرجت من البيت بدون محمول! والعجيب.. أنني نجحت في هذه المغامرة.. في البداية كنت أشعر بعدم الارتياح.. وبالتدريج وجدت أشياء كثيرة أخرى أنشغل بها غير شاشة التليفون.. حتى في وقت راحتي.

وحين رجعت آخر اليوم إلى المنزل وجدته ينتظرني.. وجدت تليفوني المحمول ينتظر! لم يفتني الكثير.. لم ينهر العالم.. لم تتعطل مصالحي، ولذلك قررت أن أقوم بهذه المغامرة الجريئة كل بضعة أيام، أعلم أنها مغامرة متهورة في عالم اليوم، لكن ربنا بيستر!!

اضغط على الاعلان لو أعجبك

فلا تقلق من القيام بمثل هذه الأفعال المتهورة بين الحين والآخر.. لن تخسر الكثير.. وربما تكسب الكثير، تكسب الكثير من تحرير عقلك من العبودية للمحمول والارتباط به والاعتماد عليه. حماية عقلك من الإدمان.

الدرس:

احترس من إدمان أي شيء في هذه الدنيا.. مهما كان.

اقرأ أيضاً:

الحركة والتكنولوجيا الحديثة

الريموت كنترول

سجن افتراضي

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

أ. د. خالد عماره

الاستاذ الدكتور خالد عماره طبيب جراحة العظام واستاذ جراحة العظام بكلية الطب جامعة عين شمس