قرارك بإيدك
الإنسان يعيش فى مجتمع يتميز بالتكامل والتضامن فيما بينه؛ فهو كائن اجتماعى بطبيعة الحال يميل إلى المشاركة والتشاور واستطلاع الرأى قبل أخذ أى قرار سواء كان ذلك القرار بالسلب أو بالإيجاب؛ فهو يميل إلى استشارة المقربين له وأصحاب الثقة لديه وكذلك فى الشركات الكبرى؛
فنجد أن أصحاب تلك الشركات يميلون دومًا إلى وجود فريق كامل متكامل للاستشارات الخاصة بالشركة، وذلك من أجل الوصول إلى أمثل القرارات ولكن يوجد لدى الإنسان مستشار خاص به وهو إجبارى على الفرد أن يتخذ رأيه وينصت جيدا لما يقول وهو العقل البشرى صاحب المصدر الحقيقيى لصنع أى قرار
ولكن كيف تتكون لدينا الأفكار والمعلومات لاتخاذ القرار ؟! وكيف نقوم باتخاذ أمثل قرار يكون فيه الصالح للفرد والمجتمع ؟!
كيف نستقبل الأفكار ؟!
الإنسان يستقبل ما حوله من أفكار ومعلومات عن الإدراك؛ وهى عملية يقوم بها الفرد من أجل الوصول إلى معانى الأشياء وما يدور حوله من مثيرات مختلفة ويشمل الإدراك نوعين وهما (الإدراك الحسى ) وهو عبارة عن استجابة الجسم والعقل نتيجة تغيير يطرأ على الحواس.
فعلى سبيل المثال عند وضع اليد على شئ ساخن؛ فإن الحرارة تنتقل من اليد عن طريق الخلايا الحسية الموجودة بها ليقوم الجسم بردة فعل سريع لتجنب ذلك الخطر أو مجابهة الخطر.
فعند رؤية حيوان مفترس يقترب منك؛ فإنك تدرك أن ذلك الحيوان خطر عليك وتسعى لتجنبه عن طريق الإدراك بالعين وهى حاسة من الحواس. وعلى الجانب الآخر يوجد (الإدراك العقلى) وهو إدراك المفاهيم والحقائق ولا تحتاج إلى الحواس حتى يتم إدراك الأمور العقلية مثل أن الجزء أكبر من الكل؛ فلا نحتاج إلى حواس مادية لإثبات ذلك.
وإنما بالفطرة السليمة للفرد والعقل وكذلك تيقن الفرد بقانون السببية. فلا يوجد شئ فى الكون إلل وله سبب وذلك الأمر لا يختلط على الطفل؛ فتلك بديهيات عقلية وغيرها من الأمور إذ أن الإنسان يستطيع أن يتلقى المعلومات عن طريق ذلك أو ذاك. إما الإدراك العقلى أو الإدراك الحسى ولكن يبقى السؤال كيف يتم اتخاذ القرار المناسب ؟!
اتخذ قرارك :-
الإنسان لديه ثلاث مصادر للقوى؛ أولها وهى القوى الغضبية وهى التى تجعل الإنسان يثور ويغضب وهى قوة غير عاقلة؛ فقد يغضب الإنسان من موقف ما فيقوم بفعل يندم عليه طيلة حياته وقد يغضب الإنسان من شخص فيقتله نتيجة الغضب المفرط الزائد لذلك اتخاذ أى قرار وقت الغضب أو وقت سيطرة القوى الغضبية على الفرد؛ فإن العواقب لن تكون بالمعنى المطلوب.
كذلك يمتلك الإنسان القوى الشهوانية والعاطفية وهى قوة الشهوة مثل أن نجد الكثير من الناس يعانون من السمنة وقد تكون السبب في خطر حقيقى على حياتهم ومع ذلك نجد أنهم يفرطون فى الطعام وذلك بسبب تغلب القوى الشهوية لديهم وسيطرتها عليهم؛ وعليه فإن اتخاذ أى قرار اعتمادا على القوى الشهوية سوف يؤدى إلى العديد من القرارات الخاطئة،
ولذلك فإن اتخاذ القرار لا يكون الإ عن طريق القوى العقلية الخالصة وهى قوى لا تعتمد إلا على التحليل المنطقى لأسباب القرار وما سوف يترتب عليه من نتائج هى قوى تحلل الموقف تحليلا سليما من أجل اتخاذ القرار المناسب.
اقرأ أيضا:
“الانطباع الأول وحدوث الخطأ في التفكير”