فن وأدب - مقالاتمقالات

الْكَوْكَبُ الدُّرِّيُّ فِي مَدْحِ النَّبِيِّ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

نَهْجُ الْبُرْدَةِ

وقلت في مدح النبي معارضًا البردة من البسيط:

الرِّيْمُ يَعْطُوْ وَسَهْمٌ مِنْهُ فِي ضَرَمِ             وَالْقَلْبُ يَنْزِفُ بِالْأَنَّاتِ فِي سَقَمِ

سَلَّتْ سُيُوْفَ الْهَوَى مِنْ سِحْرِهَا مُقَلًا        تَبْغِي أُسُوْدَ الشَّرَى بِالْوَحْيِ فِي الْأُجُمِ

حَوْرَاءُ مَا لِي بِهَا عِدْلٌ وَلَا مَثَلٌ               فَاقَتْ ظِبَاءَ الْوَرَى بِالدَّلِّ وَالشِّيَمِ

تَاهَتْ تَنَاهَتْ بِلَا قَوْلٍ يُكَافِئُهَا                فَالنَّظْمُ فِي حُسْنِهَا يَبْأَى بِلَا كَلِمِ

اضغط على الاعلان لو أعجبك

لَكِنَّ أَحْمَدَ فِي الْعَلْيَاءِ مَنْزِلُهُ                دَعْ كُلَّ حُوْرٍ وَكُلَّ الْعِيْنِ فِي الْخِيَمِ

فِي حُبِّ أَحْمَدَ يَنْسَى الصَّبُّ قَاتِلَهُ          وَيَرْتَوِي الْعِشْقَ فَيَّاضًا بِلَا سَأَمِ

فَكُلُّ حُسْنٍ سِوَاهُ زَيْفُ صَيْرَفَةٍ             فَالْحُسْنُ فِي وَصْفِهِ يَرْبُو عَلَى الْقِمَمِ

فَرْعٌ تَبَدَّى لِأَصْلٍ فِي الْفَخَارِ نُمِي         فَأَثْمَرَ الْغُصْنُ فِي الْبَيْدَاءِ مِنْ عِظَمِ

قَدْ جَاءَ يَحْبُوْ وَنُوْرُ اللهِ يَتْبَعُهُ              فَلَا تَسَلْ عَنْ ظَلَامٍ كَيْفَ لَمْ يَدُمِ

فَالْكَوْنُ فِي فَرَحٍ وَالزَّهْرُ فِي مَرَحٍ         وَالْوَرْدُ فِي هَزَجٍ وَالسُّحْبُ فِي دِيَمِ

وَالنَّجْمُ يَزْهُوْ وَنَوْرُ الْفُلِّ فِي وَهَجٍ          وَالْوُرْقُ تُنْشِدُ فِي الْآَصَالِ فِي شَمَمِ

وَاللَّيْلُ غَابَ وَوَجْهُ الْحَقِّ مُبْتَسِمٌ             وَالْأُفْقُ يَضْحَكُ فِي الْإِصْبَاحِ وَالْغَسَمِ

وَالرِّيْحُ تَأْتِي بِكُلِّ الْخَيْرِ تَحْسَبُهَا         رُسْلًا تُهِيِّئُ لِلْأَقْوَامِ بِالرُّسُمِ

فَالسَّعْدُ طَافَ الدُّنَى فِي يَوْمِ مَوْلِدِهِ          وَالْمِسْكُ ضَاعَ بِكُلِّ الْفَوْحِ فِي السِّيَمِ

مِنْ كُوَّةِ الْيَأْسِ وَالْأَفْلَاكُ فِي كَلَلٍ          جَاءَ الْبَشِيْرُ بِوَحْيٍ مِنْهُ مُؤْتَشِمِ

وَظَلَّ يَهْدِي وَرُوْحُ الْقُدُسِ تَحْرُسُهُ           وَظَلَّ يَتْلُوْ زَبُوْرَ الْحُبِّ لَمْ يَنَمِ

أَصْلُ الْخَلِيْقَةِ خَيْرُ الْخَلْقِ كُلِّهِمِ            عَمَّتْ مَبَاذِلُهُ لِلْعُرْبِ وَالْعَجَمِ

مَاذَا أَقُوْلُ وَبَعْضُ الْقَوْلِ مَنْقَصَةٌ؟!          لِهَامَةِ الْعِلْمِ وَالْأَخْلَاقِ وَالْكَرَمِ

كُلُّ الْخَلَائِقِ مِنْ أَبْهَائِهِ الْتَمَسَتْ          فَهُوَ الْمِثَالُ بِوَصْفٍ غَيْرِ مُنْفَصِمِ

فَتَحْتَ بِالْحُبِّ أَرْضًا لَمْ تَكُنْ لِتَرَى        نُوْرَ الْهِدَايَةِ بِالْآَلَاءِ وَالشِّيَمِ

وَرُحْتَ تَنْشُرُ دِيْنَ اللهِ مُبْتَهِلًا              وَتَبْذُرُ الشَّرْعَ فَيَّاضًا لِذِي نَسَمِ

حُزْتَ الْفَضَائِلَ لَا شَيْءٌ يُكَدِّرُهَا            فَأَنْتَ فِي رَأْسِهَا تَسْعَى بِلَا قَدَمِ

رَضَعْتَ حُبّ الْبَرَايَا دُوْنَمَا ثُلَمٍ              فَأَزْهَرَ الْكَوْنُ بِالتَّحْنَانِ وَالْحُلُمِ

طَيْفٌ مِنَ الصَّمْتِ يُخْفِي خَلْفَهُ عِظَةً        فَاقَتْ أُلُوْفًا مِنَ الْأَلْفَاظِ وَالْكَلِمِ

مَهَابَةٌ وُضِعَتْ مِنْ عِنْدِ خَالِقِهَا              أَكْرِمْ بِهَا خُلَّةً صِيْغَتْ مِنَ الْحِكَمِ

فِي سَمْتِهِ الْوَحْيُ نَطَّاقٌ بِلَا لُجَجٍ             قَدْ عَلَّمَ اللهُ بِالْإِيْحَاءِ وَالرُّسُمِ

بِالصِّدْقِ يُعْرَفُ وَالْإِخْلَاصُ شِيْمَتُهُ          يَهْوَى الْعَلَاءَ بِنَصْبِ الْكَدِّ وَالذِّمَمِ

فِي كُلِّ سَاحٍ تَرَى مِنْ آَيِهِ صُوَرًا           لَا يَجْهَلُ الْبَحَرَ غَيْرُ السُّخْفِ وَالْبُهُمِ

قَدْ عَلَّمَ الْخَلْقَ مَا يَهْدِيْهُمُ سُبُلًا                وَالنَّاسُ تَعْثُرُ فِي الْإِيْحَاشِ وَالظُّلَمِ

يَا رَبِّ بِالْمُصْطَفَى بَلِّغْ بِنَا أَرَبًا              وَاحْبُ الْبَرِيَّةَ فَضْلَ الطُّهْرِ وَالْعِظَمِ

اقرأ أيضاً:

إلا رسول الله

محمد بن عبد الله

النبي ، الإنسان الكامل والرئيس الأول

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

*********

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

أ. د. محمد دياب غزاوي

أستاذ ورئيس قسم اللغة العربية- جامعة الفيوم وكيل الكلية ( سابقا)- عضو اتحاد الكتاب