فيروس كورونا الجديد، الخطر بين الحقيقة والوهم – الجزء الثاني
تناولنا في المقال السابق قصة ظهور فيروس كورونا الجديد، ومدى خطورته، وكيفية الاشتباه بالحالات المصابة به، والأهم من ذلك طرق الوقاية منه، ونستكمل الحديث عن الفيروس من الناحية الطبية في هذا المقال.
العلاج:
في حالة الاشتباه في حالة يجب عزلها فورًا حتى يتم عمل التحليل والتأكد من الإصابة أو عدمها.
وفي حالة التأكد من إصابة مريض بفيروس كورونا يجب عزله وحده وهو الأفضل، أو مع حالات أخرى مصابة بالمرض إن لم تكن هناك إمكانيات للعزل المنفرد، ويجب أن يكون العزل في مكان ذي تهوية جيدة أو يتم تغيير هوائه باستخدام أجهزة شفط مخصوصة.
كما يجب عزل من تعامل معهم عزلًا منزليًا أو بطريقة عزل أخرى ملائمة، وفحصهم وعمل التحاليل اللازمة لهم.
كما يجب استعمال الأدوات الوقائية في التعامل مع المريض أو الحالات المشتبهة مثل الكمامات والقفازات والنظارات والألبسة الطبية، واستعمالهم مرة واحدة فقط، كما يجب أن يستعمل المريض أو الحالة المشتبهة كمامة طبية إن كان يستطيع ذلك، ويتم تعقيم المكان والتجهيزات الموجودة به، والتعامل بحذر مع جميع العينات المأخوذة من هذه الحالات.
ويتم إعطاء المريض أدوية لدعم صحته العامة، وأدوية لدعم الجهاز التنفسي مثل الأوكسجين إن كان بحاجة إليه، واستعمال المسكنات والأدوية الخافضة للحرارة، وفي بداية الاشتباه بالحالة وقبل تأكيد التشخيص أو في حالة إصابتها بعدوى بكتيرية مصاحبة يتم استعمال المضادات الحيوية، ويمكن علاج حوالي 80% من الحالات منزليًا، بينما قد يحتاج 19% للعلاج بالمستشفيات، و5% من الحالات قد تحتاج عناية مركزة وأجهزة تنفس صناعي.
وفي حالة العلاج المنزلي يجب أن يعزل الشخص نفسه في غرفة منفردة، ويستعمل حمامًا واحدًا، ولا يشاركه غيره في أدوات الطعام والشراب والأدوات الشخصية، ويبتعد عن الآخرين الموجودين في المنزل، فإن اضطر للتعامل معهم يرتدي كمامة طبية، وفي حالة زيادة شدة الأعراض أو تدهور صحته يجب أن يذهب للمستشفى فورًا.
الأدوية واللقاحات:
مؤخرًا تم اعتماد عقار “فافيلافير” في الصين كأول عقار لعلاج المرض الجديد لكن لم يتم استعماله على نطاق واسع بعد، كما توجد عقارات تحت التجريب أهمها “رمديسيفير” و”كلوروكين”.
كما تم إعلان بدأ التجارب على لقاح في كل من كندا والولايات المتحدة، ويتوقع أن تنتهي التجارب عليهما في شهر نوفمبر 2020 أو بعد ذلك.
هل يمكن السيطرة على الوباء؟
بالتأكيد، إذا تم التعامل بالتعليمات الطبية المذكورة سابقًا يمكن منع الفيروس من الانتشار أو على الأقل تقليل انتشاره.
ففيروس كورونا كي يستمر وجوده يجب أن ينتقل من فرد لفرد، فإن أخذنا كافة الاحتياطات التي تمنع هذا الانتقال فسيتنهي الفيروس، فإذا لم تصل أية حالات مصابة إلى دولة ما فلن يصلها الفيروس، وإذا تم عزل كافة الحالات أو المشتبه بهم بشكل سليم، والالتزام بإجراءات الحجر الصحي، ومنع كافة طرق العدوى المعروفة نظريًا فسينتهي الفيروس.
الأمر فقط يحتاج لمعرفة هذه الإجراءات، وإرادة قوية للالتزام بها فرديًا ومجتمعيًا. وتجربة الصين في السيطرة على الوباء تؤكد ذلك أيضًا بوضوح.
ماذا بعد؟
لا نعلم ما الذي سيحدث مستقبلًا للفيروس، هل سينتهي مع فصل الصيف؟ الفيروس لا يتحمل الحرارة، لكنه أيضًا انتشر في أستراليا بالرغم من وجود فصل الصيف هناك حاليًا.
هل سيتسمر تواجد فيروس كورونا بشكل موسمي؟ أي سيظهر مثلا في موسم الشتاء كالإنفلونزا ثم يختفي بعدها؟ أم هل سنجد لقاحًا وعلاجًا ناجعًا يقضي عليه؟
هل يمكن أن يصيب الفيروس الشخص الواحد أكثر من مرة؟ أم أن أجسامنا ستشكل مناعة ضده؟
كل هذا لا نعلمه، لكن ما نعلمه يقينًا أن الإجراءات الوقائية والعلاجية المذكورة سابقًا كافية للسيطرة عليه، بل وللقضاء عليه!
هل هذا سهل؟
قد يحتاج هذا لقرارات صعبة، تؤثر على النواحي الاقتصادية والاجتماعية والدراسية، لكن بسبب أهمية الموضوع يجب اتخاذ هذه القرارات الصعبة والالتزام بها.
أيضًا يحتاج تنفيذ هذه التعليمات إلى تعاون كافة الأجهزة في الدول، وإلى نشر الوعي المجتمعي، وعدم التساهل لأي سبب، وتحمل كل فرد مسؤوليته الشخصية، وفرض بعض الإجراءات بالقوة أحيانًا.
فمرة أخرى إذا تحلينا بالمعرفة والعزيمة يمكننا التغلب على هذا الوباء.
أبعاد أخرى:
هذا عن الجانب الطبي والوقائي للمرض الجديد، لكن ماذا عن علاقة الأوبئة بنظرتنا للعالم والإله؟ وما دور الأخلاق والقيم في مثل هذه الحالات؟ وهل يمكن أن يكون الفيروس مؤامرة أو جزء من حرب بيولوجية؟ وهل يستغله البعض لتحقيق أغراض غير سوية؟ هذا ما سنتناوله في مقال آخر أو أكثر إن شاء الله.
اقرأ أيضا: