مقالات

فى يوم المرأة العالمي .. من يشترى المرأة؟

تسويق المرأة

فى يوم المرأة العالمي نود أن نطرح على الجميع هذا السؤال: أيهما أجمل؟ السيارة التى يسوقها الإعلان أم المرأة الحسناء الواقفة بجوارها؟ لا فرق فالاثنان ” سلع ” تباع وتشترى

هل ماتزال يداها الرقيقتان تمسكان بكوب من الشاى السيلانى الفاخر؟ نعم فالفاخر هو من يعلن عن الفاخر، والفارق ليس كبيرا؛ فالاثنان ” شيئان ” جميلان فى حياتنا

فى يوم المرأة العالمي هل مازالوا يعاملون جسدها كسلعة منتجة تدر الربح بالإغواء والسيطرة على رغبات المستهلكين.. لمزيد من الاستهلاك الذى يصب فى النهاية ليملأ كروش أصحاب الشركات الكبرى؟ أم تغيرت النظرة؟

وماذا عن هؤلاء؟

وفى مجتمعاتنا ..

اضغط على الاعلان لو أعجبك

المرأة المعيلة لأسرتها ولا تجد قوت يومها.. لايهم!

المرأة التي يتم انتهاك أنوثتها كل يوم فى المواصلات العامة والأعياد ومناسبات التحرش الجماعى.. ليس موضوعنا!

واحتفاءً بيوم المرأة فى مجتمعنا، لن نركز على تلك القضايا؛ فاهتمامنا فقط منصب على لبس المرأة فى الدين باعتباره مهينا لتحررها ” من ملابسها ” وإبراز أنوثتها، وحربنا الفكرية تتركز حول ” تعدد الزوجات ” وتحرير المرأة من سيطرة زوجها الشرقى.

أمازلنا لانفهم أن المرأة بصفتها ” إنسان ” وبصفتها ” امرأة ” تعانى قهرا مزدوجا فى مجتمع مازال لايعى مدلول كونه مجموعة من ” الأفراد ” يجمعهم ” إنسانية واحدة ” تقوم على الكرامة والاحترام لتلك الآدمية؟

أمازالت الحماقة تعشش فى أدمغة تنادى مجتمعا مازال يجهل حقوقه الإنسانية أن يعطى المرأة حقوقها ” كامرأة ” ؟ إنها سفاهة من يطلب من الفقير أن يهبه شاليها فى الساحل الشمالى على سبيل السلف!

اضغط على الاعلان لو أعجبك

أمازال البعض يختزل مشكلة المجتمع إلى كونه وفقط” مجتمع ذكورى “فى حين يظنون أن المرأة قد نالت حريتها فى المجتمعات الحرة؟

أمازال البعض يختزل حقوق المرأة لا فى وضع معيشي أفضل للأرامل وأصحاب المعاشات وبنات ” الشوارع ” أو فى استصدار قوانين تصون كرامتها وكبريائها وتحميها من براثن المتحرشين والبلطجية؟ بل فى حرية الملبس والمظهر؛ من أجل ذلك ستعمل بعض المؤسسات الحقوقية على إحياء حفلات للأحضان الجماعية..

تشويه الغرض من يوم المرأة

الخلاصة أن يوم المرأة العالمي للأسف شوهت مبادؤه وأهدافه النبيلة سواء عالميا أو محليا، فعلى الصعيد العالمى بات يعبر عن أقوام لايرون من المرأة سوى جسدها ومن الإنسان سوى كونه مادة من الضرورى توظيفها من أجل القوة والسيطرة ومزيد من ” الفلوس “

ومحليا مازالت قضية المرأة فى مجتمعاتنا تعانى من سطحية الطرح والقضايا، ويتبناها بعض من ينظرون إلى الوضع الاجتماعى والإنسانى البائس فى مصر من منظور هامشي ضيق وكأنهم من كوكب آخر

وفى النهاية : من يشترى المرأة أيها السادة؟ من يتقدم ليتكلم عن حقوقها لينال من الأديان والأعراف والأخلاق أكثر؟ من يبكى على حالها لينال مكاسب سياسية وحزبية أفضل؟ هيا فالمزاد مازال مفتوحا والثوابت باتت هشة تحطمها أيادى الفساد الخلقى والعبثية مثلما عبثت تلك الأيادى من قبل بجسد المرأة تحت مسمى ” تحرير العقول “!!

اضغط على الاعلان لو أعجبك

:اقرأ أيضا

التبكيت والمرأة
الرجل والمراة من نفس واحدة فلماذا نرى اختلاف بينهما؟

مقالات ذات صلة