إصداراتمقالات

فوضى فى كل مكان

كلنا نستقبح هذه الكلمه ” فوضى ” فى أى شئ فى حياتنا . ونحاول جاهدين أن نتجنب حدوثها ، بسبب الأثر السيئ الذى تتركه. ولكن بملاحظة بسيطة للواقع الذى نعيش فيه . هل نعيش فى فوضى ؟ والإجابة ببساطه نعم . لقد انتشرات الفوضى فى كل جوانب حياتنا، فلا يخفى على أحد مما يحلل ويراقب ومهتم بالشأن العام، أننا وفى كل جوانب حياتنا أصبحت الفوضى هى “السمة ” الغالبة على التعامل اليومى الذى نتعامل فيه مع بعضنا البعض، والسمة الغالبة على كل المستويات التى نعيش فيها سواء على المستوى الاجتماعى، أو الثقافى، أو الخدمى، ناهيك عن فوضى الأسعار، والمواصلات …..الخ

فبالنظر إلى المستوى الأخلاقى السائد فى مجتمعنا نجد أن أبسط مظاهر هذه الفوضى ” ظاهره التحرش ” التى انتشرت فى مجتمعنا انتشار النار فى الهشيم بعد أن كنا نتسم بالشهامة والرجولة ، وكنا نعلم هذه المبادئ من جيل لإخر . واختفت من مجتمعنا مقولة احترام ” الكبير ” واجب ، واختفت ايضاً من علمنى حرفاً صرت له عبداً. وكثير من المأثورات التى كانت تعتبر عن أخلاق المجتمع. وعلى المستوى الثقافى والسياسى فحدث بلا حرج . ذلك لآن ما وصلنا إليه على هذا المستوى ليس فقط يتسم بالفوضى ، وأنما ” بالكارثى ” فكم من الآيديولوجيات والأفكار التى توجد فى مجتمعنا !!! كأننا ليس لنا ماضى ولا حاضر . ولا نملك أى نوع من أنواع العلم والمعرفة فتهبط علينا الأفكار ويتحفنا المحللين السياسين ، بشتى صنوف الأفكار مؤكدين أن هذا هو المناسب والصالح ، واذا اختلفت معه يتهمك بالتخلف أو عدم المعرفة . ومن أكبر مظاهر هذه الفوضى أننا إلى الان لم نعرف على أى نظام ستحكم البلد ؟ وما هى الخطط الواضحة التى ستعتمد عليها فى ادارتها ؟ وبأى الطرق سننهض مما نحن فيه ؟ وعلى اى نظام ستعتمد الخطط الاقتصادية ؟ فوضى فى كل شئ .. والكل غارق فيها ومتعايش معها. بالرغم من علمهم بأن نتائجها كارثية ومدمرة. ليس فقط على المستوى الفردى والأسرة، وانما على مستوى المجتمع ككل ..

ويحضرنى فى هذا المقام حكمه صينيه تقول ” اذا اردت أن تستثمر لمده شهر فازرع الأرز ، واذا أردت أن تستثمر لمده سنة فازرع الأشجار ، واذا أردت أن تستثمر طول العمر فعلم الناس ” .. وبالنظر إلى هذه الحكمة تسأل . ما علاقة الاستثمار بالفوضى ؟ ونقول: أذا فسرنا معنى الاستثمار بمعنى أننا نستثمر فى أى شئ لغرض التغير راجين أن تتغير حياتنا للأفضل تتضح أمامنا علاقة هذه الحكمة بالفوضى . فالفوضى أنما هى نتاج الجهل والتخلف الذى يعيش فيه الناس . والذى ينتج بدوره فقدان البوصلة وغياب الرؤية . بحيث أصبح الناس لا يعرفون لأى سبب وصلنا لما نحن فيه الأن ؟ وما سبب هذا كله ؟ وعليه فلكى نزيل آثار هذه الفوضى العارمة، يجب أن تكون توعية الناس فى المقام الأول لأى نظام أو حزب يريد أن يساهم فى نهضه البلد ، لكى تحقق الاستقلال بمواردها الطبيعية والبشرية ، وتنعم بقسط من التقدم والاستقرار . أما أن يكون توفير الملبس والمأكل هو شغلنا الشاغل فلن نحققه بدون الوعى. وإن تحقق سيكون كافى لبعض الوقت وتكون الدوله أشبه بجمعية خيريه هدفها مساعده الفقراء فلا هي ساعدتهم ولا قضت على الفقر وهذا حال كل الجمعيات الخيرية التى تجعل من مساعدتها والتى هى هدف نبيل لا ننكره ، إلا أنه دائما يكون هدف المساعدة هو كسب إما أصوات الناس أو مكانه اجتماعية فى المجتمع والأمثلة كثيره … فالباحث فى تاريخ الشعوب والأمم يرصد أن كثيراً من الشعوب كانت تمتلك الكثير من الثروات سواء الطبيعية، أو البشرية . وبالرغم من ذلك لم يتقدم فيها الانسان ويرتقى ، وسبب ذلك اصابة تلك المجتمعات بنوع أو أكثر من الفوضى سواء على المستوى الأخلاقى، أو غياب القيم، وغياب دور الدولة فى إرساء قيم العدل والفضائل فى المجتمع . فحكم عليها بالزوال . وما أشبه اليوم بالبارحة . فالعالم مسيطر عليه نظام لا يعرف للأخلاق معنى ، إلا إذا حققت نفع مادى ، ولا لتربيه الناس ليرتقوا ويكونوا بشرا وليس حيوانات، ولكنه يحثهم ويعلمهم كيف يصبحوا عبيد جدد . ويعملوا مثل الآلات التى تنتج فقط ، ويقيموا العلاقات لكى يستمتعوا لا ليكونوا أسرة … فإن هذه المجتمعات حتما إلى زوال كالتى سبقتها ……

فليست المشكله فى تغير حاكم أو الأتيان بآخر كما يتوهم البعض أن هذا سيزيل كل المشاكل .. المهم هو الشعوب التى إن امتلكت الوعى الذى يحصنها من الفوضى وامتلكت رؤية واضحة عن ” الذى يجب أن يكون ” فإن تلك الشعوب قادره على اختيار النظام الأمثل وبالتالى من يمثل هذا النظام . وبنفس الوعى تكون قادره على تغيره فى الوقت الذى يقتضى التغير ..

اضغط على الاعلان لو أعجبك

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.

ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.

مقالات ذات صلة