رياضة - مقالاتقضايا شبابية - مقالاتمقالات

جمنازيوم العقل .. مشاؤون في دروب الحكمة!

“عليك بالمشي، اجعله طقسًا أساسيًا من طقوس حياتك اليومية، واحرص عليه حرصك على الحياة، بدّد به قلقك، وصالح به جسدك، ونشّط به عقلك”، إنها النصيحة التي يكاد يُجمع عليها كافة الأطباء والحكماء وخبراء الصحة والتغذية على اختلاف مدارسهم وجنسياتهم، وعلى تقارب أو تباعد أماكنهم وأزمانهم، وهي النصيحة التي لم يزل طبيبي يُرددها على مسامعي كلما ذهبت إليه شاكيًا من شيء يُؤلمني أو عَرضٍ يُؤرقني: “العمل لا ينتهي، وما أنت إلا أداة حية تُستهلَك بقسوة، أتحسب أن أحدًا ممن تعمل معهم أو لأجلهم سيصيبه الجزع لمرضك، أو يغشاه الفزع لموتك؟ لا يا صديقي، سرعان ما سيحل غيرك محلك، ويتم إرسالك إلى أقصى ركنٍ من أركان الذاكرة، ليطويك النسيان كما طوى غيرك من قبل. أغلق هاتفك، وغادر مكتبك، وانتزع لنفسك ساعة مشي تحاور فيها الطبيعة، وتعود إليها طوعًا على قدميك قبل أن يحملوك إليها كرهًا، فما جعل الله لك قدمين إلا لكي تمشي بهما!”.

“جمباز العقل” (Gymnastics of the Mind)، هكذا وصف الفيلسوف الأمريكي رالف والدو إمرسون (Ralph Waldo Emerson 1803 – 1882) نشاط المشي، بينما وصفه الكاتب الأمريكي كريستوفر أورليت (Christopher Orlet) بأنه جمنازيوم العقل (Gymnasium of the Mind)، في إشارة إلى البُعد التأثيري للمشي حافزًا على الإبداع والتفكير.

لقد كان سقراط (Socrates) يُمارس التفلسف مشيًا في شوارع أثينا، وسُمي تلاميذ أرسطو (Aristotle) في اليونان القديمة بـالمشائين (Peripatetics)، لأن مُعلمهم كان من عادته أن يُلقي عليهم دروسه ماشيًا، ولأنهم كانوا يقضون أغلب وقتهم في العصف الذهني مشيًا عبر بساتين أكاديمية أفلاطون (Platonic Academy).

كما عُرفت المدرسة الرواقية (Stoicism) بهذا الاسم نسبة إلى الرواق، وهو ممر طويل مزين بمشاهد المعارك الأسطورية والتاريخية على الجانب الشمالي من الأجورا (Agora) في أثينا، وقد اعتاد الرواقيون المشي فيه أثناء مناقشاتهم الفلسفية.

أما في عصر الإمبراطورية الرومانية فقد تم تلخيص الرؤية السامية للمشي بالمثل اللاتيني: “إنما يتم حلها بالمشي” (Solvitur Ambulando: It Is Solved By Walking)!

اضغط على الاعلان لو أعجبك

في صدر العصر الحديث أوصى الفيلسوف الهولندي إيراسموس (Erasmus 1466 – 1536) بالمشي قليلًا قبل العشاء وبعده، وكان الفيلسوف الإنجليزي توماس هوبز (Thomas Hobbes 1588 – 1679) يتوكأ في جولاته اليومية على عصا دُمجت بها محبرة يستعين بها في تدوين الأفكار التي تضرب رأسه تزامنًا مع خطوات قدمه.

كذلك كان الشاعر الإنجليزي بيرسي بيش شيلي (Percy Bysshe Shelley 1792 – 1822) يسير بانتظام لمسافة اثنين وثلاثين ميلًا من أكسفورد إلى لندن، بينما كان الشاعر الإنجليزي وليام ووردزورث (William Wordsworth 1770 – 1850) يحرص على المشي أربعة عشر ميلًا يوميًا عبر منطقة البحيرات “ليك ديستريكت” (Lake District)، ويُقال إن الروائي الإنجليزي تشارلز ديكنز (Charles Dickens 1812 – 1870) كان يتجول بانتظام في شوارع لندن بحثًا عن شخصيات رواياته، وأنه استيقظ ذات مرة في الثانية صباحًا ومشى ثلاثين ميلًا لكي يتناول إفطاره.

على المنوال ذاته ينسج الشاعر والفيلسوف الأمريكي هنري ديفد ثورو (Henry David Thoreau 1817 – 1862)، إذ كتب قائلًا: “أعتقد أنني لا أستطيع الحفاظ على صحتي ومعنوياتي إلا إذا قمت بالمشي أربع ساعات في اليوم على الأقل، وعادة ما يكون الأمر أكثر من ذلك، إذ أتجول في الغابة وفوق التلال والحقول الخالية تمامًا من كافة الاشتباكات الدنيوية”. ويُروى أن ثورو في جولاته قد قطع مسافة تقدر بنحو 250000 ميل، أو عشرة أضعاف محيط الأرض!

على غرار هوبز كان الموسيقي الألماني البارز لودفيج فان بيتهوفن (Ludwig van Beethoven 1770 – 1827) يُمارس التأليف مشيًا، وكان مثله أيضًا حريصًا على اصطحاب دفتر ملاحظات عند خروجه للمشي، إذ يتوقف بين الحين والآخر لتدوين بعض الأفكار الموسيقية التي تُفاجئه. وقد تندهش حين تعلم أن أشهر سيمفونياته ومعزوفاته قد وُلدت أثناء مشاويره اليومية في الغابات، وهو ما فعله من بعده الموسيقي الروسي بيتر إليتش تشايكوفسكي (Peter Ilyich Tchaikovsky 1840 – 1893)، الذي كان يؤلف موسيقاه مشيًا في العراء، مُطابقًا النغمات في رأسه مع إيقاع خطواته أثناء المشي!

ليس من المستغرب أن يُمارس الفيلسوف الدنماركي سورين كيركجارد (Søren Kierkegaard 1813 – 1855) رياضة المشي، لا في الغابات والأماكن المفتوحة، وإنما في شوارع مدينة كوبنهاجن، حيث كان في حاجة إلى الضوضاء والاحتكاك بالناس للتغلب على حزنه وانطوائه واستعادة مقدرته على التفكير والكتابة، وهو ما عبَّر عنه قائلًا: “في المقام الأول، لا تفقد رغبتك في المشي. إني أمشي بنفسي إلى حالةٍ من الرفاه، أمشي مبتعدًا عن كل مرض، لقد مشيت بنفسي إلى أفضل أفكاري، كلما جلس المرء أكثر بلا حراك، كلما اقترب من الشعور بالمرض، وبالتالي، إذا حافظ فقط على المشي، فسيكون كل شيء على ما يُرام”.

أما الفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو (Jean-Jacques Rousseau 1712 – 1778) فقد احتفى كثيرًا بالمشي كوترٍ موسيقي يربط بين جسده وفكره، أو ما بين حركة قدميه وحركة عقله، فكتب يقول: “لم يُقدَّر لي قط أن أكون أكثر تفكيرًا، وأكثر استمراءً لوجودي وحياتي، وأكثر قربًا من حقيقتي، مما كنت في تلك الرحلات التي كنت أقوم بها سيرًا على قدمي، ففي المشي شيء ينعش نشاطي ويسمو بأفكاري. وأنا لا أكاد أفكِّر عندما أكون ساكنًا، لا بد لجسمي من أن يكون في حركة حتى يتحرك عقلي”، ولا يكتفي روسو بذلك، بل يكتب في الاعترافات (Confessions) قائلًا: “إن العقل أيضًا حقلٌ وفضاءٌ مملوءٌ بالأفكار التي لم نكتشفها بعد، وإن المشي في دروب الطبيعة الخارجية هو السبيل الوحيد للتجول في دروب وشعاب العقل الداخلية، عليَّ أن أمشي لتحفيز وتنشيط نفسي، ولأبقى على صلة مع العالم، من دون المشي ما كنت لأستطيع الكتابة ولو حتى كلمة واحدة، أو قصيدة، أو قصة، أو مقالة، من دون المشي سأكون قد أجبرت على التخلي عن حرفتي التي أحبها كثيرًا!”.

على أن أحدًا من هؤلاء المشائين لم يستطع مجاراة الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه (Friedrich Nietzsche 1844 – 1900) الذي كان مشاءً عظيمًا، على اقتناعٍ تامٍ بأن كل الأفكار العظيمة إنما تولد في الذهن أثناء المشي. كتب نيتشه يقول: “اجلس بأقل قدر ممكن، لا تصدق أية فكرة لم تولد في الهواء الطلق وفي إطار حرية الحركة، كل الأحكام المسبقة تنبع من الأحشاء، الجلوس دون حراك –قلتها وسأكررها– خطيئة حقيقية مضادة للروح القدس”. وعندما كتب المتجول وظله (The Wanderer and His Shadow 1880)، مشى بمفرده لمدة تصل إلى ثماني ساعات يوميًا، وكان يتوقف من حين إلى آخر لتدوين ملاحظاته في دفاتر صغيرة بالقلم رصاص، لينجز الكتاب بأكمله، باستثناء بضعة سطور، أثناء مشيه!

فكّر أثناء المشي، امش أثناء التفكير، واجعل الكتابة مجرد وقفة خفيفة، إذ يستغرق الجسد في التأمل في المساحات المفتوحة الواسعة. هكذا كان المشي عند نيتشه أكثر من مجرد رياضة للجسد، إنه النشاط الذي يمكن من خلاله التفكير بشكلٍ أفضل، إذ تتنفس الأفكار هواءً نقيًا مُنعشًا، وتفر من رماديات وأثقال الكتب التي وُلدت حبيسة الغرف والمكاتب. ولئن كان نيتشه يمشي فرارًا إلى العمل، فقد كان الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط (Immanuel Kant 1724 – 1804) يمشي التماسًا لتخفيف وطأة العمل. كان معروفًا عنه المشي يوميًا في ساعة محددة، وعبر مسارٍ مُحدد في إحدى حدائق مدينة كونغسبرغ (Kongsberg) الألمانية، حتى أن جيرانه كانوا يضبطون ساعاتهم على موعد خروجه الدقيق، وحتى سُمي مسار رحلته اليومية فيما بعد “ممشى الفيلسوف” (The Philosopher’s Walk). كان كانط مهتمًا بأمرين بخلاف العمل الفكري الإبداعي: المشي، ونوعية ومقدار الطعام الذي يجب أن يتناوله. وبينما كان نيتشه مشاءً عظيمًا لا يعرف الكلل، يأكل باعتدالٍ ما لا يزعج معدته الحساسة، كان كانط على العكس من ذلك يتمتع بشهية جيدة، ويشرب دون إفراط، ويمشي بشكل روتيني، وببطء شديد، فإذا ما تعَّرق بفعل حرارة الصيف جلس في الظل ليأخذ قسطًا من الراحة!

من جهة أخرى، لا يبدو أن هناك أساسًا علميًا للربط بين أفعال المشي المتباينة والتفكير، فقد وجد الشاعر والروائي البريطاني ماكس بيربوم (Max Beerbohm 1872 – 1956) أن المشي له تأثير سلبي معاكس تمامًا لما ذكرناه أعلاه، لا سيما إن كان هناك رفيقٌ ثرثار، ووصف هذا التأثير في مقاله “الخروج للمشي” (Going Out for a Walk 1918) قائلًا: إنه يُوقف الدماغ، ويمنع العقل من التفكير الواعي، فأنت أثناء المشي تكاد تفقد جزءًا من قطار تفكيرك”. ومع ذلك قام عالم الأحياء البريطاني المعروف تشارلز داروين (Charles Darwin 1809 – 1882) بزراعة قطعة أرض تُقدر مساحتها بفدانٍ ونصف بأشجار البندق والبتولا والقرانيا، وبنى حول الحافة مسارًا عريضًا من الحصى أطلق عليه اسم الممشى الرملي (Sand-Walk)، وهو ما أصبح فيما بعد مسار تفكير (Thinking Path) داروين، حيث كان يتجول فيه كل صباح وبعد الظهر بصُحبة كلبه.

على الرغم من أن آلبرت أينشتين (Albert Einstein 1879 – 1955) ربما كان أحد المشاة المخلصين، إذ كان يمشي يوميًا لمسافة ميل ونصف بين منزله الصغير الواقع في 112 شارع ميرسر (Mercer Street) ومكتبه في فولد هول في برينستون (Princeton’s Fuld Hall)، فإن عدم القدرة على المشي لم تكن عائقًا بالنسبة لمفكر مثل ستيفن هوكينج (Stephen Hawking 1942 – 2018).

يقتضي الإنصاف أيضًا أن نُشير إلى أن فلسفة المشي لم تكن أبدًا فلسفةً ذكورية خالصة، بل كانت أيضًا بُعدًا أثيرًا للنزعة النسوية. لقد رأت رسامة القرن التاسع عشر الأوكرانية – الروسيّة ماري باشكرتسف (Marie Bashkirtseff 1858 – 1884) صلةً جلية بين المشي في المدينة والعمل الذي يُبدعه الفنانون، وكتبت تقول: “أتوق إلى حرية الخروج وحيدة: أن أذهب، أعود، أجلس على مقعدٍ في حدائق توليري، أن أذهب خاصةً إلى لوكسمبرغ، أن أنظر إلى واجهات الدكاكين المزيَّنة، أن أدخل الكنائس والمتاحف، أن أتجول في الشوارع القديمة مساءً، هذا ما أَحسد غيري عليه، دون هذه الحرية لا يمكن للمرء أن يصبح فنانًا عظيمًا“.

أما الكاتبة الإنجليزية الحداثية فرجينيا وولف (Virginia Woolf 1882 – 1941)، التي واتتها فكرة روايتها “إلى المنارة” (To the Lighthouse 1927) ذات ظهيرة خلال مشيها في ميدان تافيستوك (Tavistock Square) في لندن، فقد ذهبت أيضًا إلى أن ثمة صلة وثيقة بين المشي والإبداع، وكتبت في رسالةٍ إلى الموسيقية والناشطة النسوية إيثل سمِث (Ethel Smyth 1858 – 1944) سنة 1930 قائلةً: “لا يمكنني القبض على شعور الوحدة والتماسك وكل ما يجعلني أتمنى كتابة المنارة وغيرها ما لم أُحفَّز باستمرار، يتأتى هذا التحفيز من الانشغال بالعالم، من الانغمار بلندن، ما بين وقت الشاي والعشاء، والمشي، المشي أُشعل جذوة حرائقي، في المدينة، في خربة بائسة، حيث أسترق النظر من أبواب الحانات الشعبية”.

كل هذه الرؤى والفلسفات تدفعنا إلى التساؤل عما إذا كان التراجع في المشي يمكن أن يؤدي إلى تراجع في التفكير والإبداع! لقد بدأ المشي –بوصفه وسيلة للتنقل والنشاط البدني الترفيهي– في التراجع منذ أن بدأت السيارات والمركبات بأنواعها المختلفة في الانتشار لتكون وسائل مواصلات سريعة ومريحة، وهو ما أدي إلى تقليل عدد الأرصفة والمساحات الملائمة للمشي في المدن الكبرى، وحلت المزايا –المشكوك في صحتها– للسيارات مثل السرعة والراحة والرفاهية، محل الفوائد المؤكدة للمشي، مثل النشاط البدني والتأمل والاستمتاع بالطبيعة والعلاقات الاجتماعية، وغيرها.

لا عجب إذن أن تُعلن الكاتبة الأمريكية ريبيكا سولنيت (Rebecca Solnit من مواليد سنة 1961) في كتابها “تاريخ المشي” (History of Walking 2001) أن ما كان يشغلها هو حقيقة أن الحياة الحديثة تتحرك بسرعة تفوق سرعة التفكير، وهو ما يبدو مناقضًا لتأكيد الفيلسوف النمساوي – البريطاني لودفيج فتجنشتين (Ludwig Wittgenstein 1889 – 1951) على أنه في سباق الفلسفة تذهب الجائزة للأبطأ!

لا عجب كذلك في أن تكون السمنة (زيادة الوزن) وما يرتبط بها من أمراضٍ، مثل السُكر وضغط الدم وتصلب الشرايين والاكتئاب، أمراضًا غالبة على الإنسان في عالمنا المعاصر، وإن كنا جميعًا –لا سيما في مصر وأغلب الدول العربية– مُكبلين بمعوقاتٍ للمشي ما أنزل الله بها من سُلطان، لعل أولها وأهمها عدم وجود أرصفة للمشي في شوارعنا، وإن وُجدت فهي محميات طبيعية للمقاهي والباعة والبلطجية والمتحرشين وسُكارى عالمنا الرقمي المعاصر.

هذا بالإضافة إلى افتقار مُدننا الكبرى للمساحات الخضراء التي يُمكن أن تتنفس فيها هواءً نقيًا، وغلبة الجشع الربحي الرأسمالي على الرغبة في الحفاظ على الطبيعة البكر، فلا غابات أو جبال أو وديان أو حتى منتزهات مُتاحة للجميع في الأحياء التي نقطن فيها! وحتى جامعاتنا لا يوجد بها أو بالقرب منها مماشٍ للفلاسفة (Philosophers’ Walks) مثلما هو الحال في جامعاتٍ مثل تورنتو (Toronto) وهايدلبرغ (Heidelberg) وكيوتو (Kyoto).

لا شك أن ممارسة المشي يوميًا ولو لوقتٍ محدود يبدو كموجة قصيرة من الحرية في ظل عبودية طويلة وكئيبة نعيشها. ولا أزعم بذلك أن كل أمراضنا المجتمعية يمكن حلها بالمشي، لكن ربما يُؤدي الاهتمام مُجددًا بالمشي إلى بعث للحضارة المنزوية علمًا وأدبًا وقيمًا، وهو ما يعني بالطبع إغلاق الهاتف والتلفاز والحاسوب والتنفس في الهواء الطلق، وبدلًا من تغيير الصفحات والمواقع والقنوات، نعمد إلى تغيير الفكر والعادات والسلوك!

مقالات ذات صلة: 

خليك طبيعي

قصتي مع رياضة الجري

ماذا نأكل؟

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

*************

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

أ. د. صلاح عثمان

أستاذ المنطق وفلسفة العلم – رئيس قسم الفلسفة – كلية الآداب – جامعة المنوفية