إصداراتمقالات

فلسطين .. القضية المنسية

مع بداية شهر رمضان المبارك وفي الساعات الأولى من فجر اليوم الأول والعالم الإسلامي يستعد لاستقبال الشهر الكريم .. كان أهلنا في فلسطين يعيشون على وقع أصوات الانفجارات و القصف الإسرائيلي و هذا العدوان الوحشي كالعادة من الكيان الصهيوني هو نتيجة اختطاف ثلاثة مستوطنين والعثور على جثث المستوطنين في الخليل .. ليجن بعدها جنون الكيان المغتصب الغاشم و و يبدأ الكيان الصهيوني تصعيد الاعتداء على قطاع غزة بشن غارات جوية أكثر من ثلاثين موقعاً لفصائل المقاومة، تزامناً مع الإعلان عن سقوط صاروخين في شارع هنيغف.

حسنا .. إسرائيل تغضب لثلاث مستوطنين قتلوا على يد شباب المقاومة الفلسطينية .. لكن ماذا عن ألاف الشهداء الذين استشهدوا دفاعًا عن بيوتهم و أوطانهم ؟! .. ماذا عن ملايين الجرحى و المصابين الذين كانوا ومازالوا يضربون مثالا في التضحية و الوفاء؟! .. ماذا عن الأطفال التي يتمت و هي ماتزال في المهد ؟! .. ماذا عن كل عيون الأمهات التي بكت استشهاد أولادها ؟!.. ماذا عن الأطفال المشردين ؟!.. ماذا عن اغتصاب الوطن ؟!.. ماذا عن كل مظاهر الظلم والقهر التي مازالت تخيم بظلالها على ذاكرة الأمة العربية؟! … ألف سبب و سبب و ألف ذكرى و ذكرى تدفعنا نحو قتالكم بكل ما نملك من قوة .

و على الرغم من أن التساؤلات الماضية كفيلة جدًا بجعل كل إنسان سليم الفطرة يعادي إسرائيل و سياستها الاستعمارية إلى أن أسباب رفضنا لوجود إسرائيل بيننا في رأيي يجب أن تمتد لأكثر من ذلك لتصل إلى الفترة التي تسبق قيام الكيان الصهيوني بالأساس و تحوله إلى واقع ملموس .. و قد لا يعلم كثيرين مننا اليوم أن الحديث عن إقامة دولة يهودية في العالم العربي هو حديث تمتد جذوره إلى الحملة الفرنسية على مصر منذ أكثر من مائتي عام حين هزمت الحملة الفرنسية على مصر بعد ثلاث سنوات من قيامها وعودتها إلى فرنسا خالية الوفاض تقريبًا .. فقد لاحظ نابليون أن من أسباب هزيمته أنه لم يستطع أن يستقطب إلى صفه من يؤيد حملته على مصر سواء كان من المسلمين أو المسيحيين في المنطقة العربية بل وعلى العكس كانوا يدا واحدة تضرب مخططاته و تحبط محاولاته لاحتلال البلاد من هنا خطرت ببال نابليون فكرة زرع كيان يهودي و بناء دولة يهودية وسط الأراضي العربية تكون معولًا يضرب في جسد العروبة الصامد أمام مخططات أوروبا و يسهل على أوروبا تنفيذ إرادتها و تحقيق أطماعها في المنطقة العربية .

من هنا بدأت تتبلور الفكرة إلى أن أتى وعد بلفور عام ١٩١٧ و ذلك هو الوعد الذي وعدته الحكومة البريطانية بموافقتها على إنشاء دولة يهودية في فلسطين ولا يجب علينا تصديق الإدعاءات الصهيونية أن وعد بلفور كان شعورًا بالشفقة تجاه اليهود و تجاه ما عانوه من اضطهاد في أوروبا فقررت أوروبا إنشاء وطن لليهود في فلسطين .. ذلك أن الأسباب الحقيقية كانت أسباب استعمارية واضحة تهدف منها أوروبا إلى الاستفادة من موارد العرب .. و كسر شوكتهم بزرع كيان صهيوني يكسر الوحدة الجغرافية العربية و يكون نافذة و شاشة يصدر إليها الغرب إلينا ما يشاء من أفكار مدمرة تتحكم في وعينا وتفقدنا انتمائنا تجاه العروبة والإسلام بوجه عام ” و هو ما قد نتعرض له في بحث أخر إن شاء الله “… إذن نحن هنا أمام كيان يسعى إلى القضاء علينا و تشويش وعينا و قتل عروبتنا وتمزيق وحدتنا وهو ما نجحوا فيه تقريبا بالفعل ” للأسف ” .

نعود إلى واقعنا الحالي و نتسائل .. هل من سبب لا يدفعنا نحو مقاومتهم ؟! … هل من سبب لا يدفعنا نحو دعم المقاومة على الأقل ؟! .. هل من سبب يدفعنا إلى التخاذل ؟! .. هل من سبب يدفعنا إلى الصمت المخزي الذي ينتهجه ملوك العرب تجاه القضية الفلسطينية ؟! .. هل من سبب يدفعنا إلى الاقتتال فيما بيننا ونسيان القضية الأم ؟! .. لا أظن ذلك .

اضغط على الاعلان لو أعجبك

حسنا .. لن أطيل الحديث عن تخاذل العرب فقد فقدت الأمل في يقظتهم عن قريب .. و أنني أجد نفسي أمام الشعب الفلسطيني أسفا متأسفا لأنهم يدفعون ثمن جهل العرب وتخاذلهم منذ القدم .. و أجد نفسي أطلب منهم أن يقاوموا و أن يستمروا في مقاومتهم ففي مقاومتهم شرف و عزة وإرضاء لله عز و جل .. قاوموا ولا تنظروا إلى الخلف و لا تنتظروا عونا أحد ولا دعما من أحد فمقاومتكم أشرف من انتظار أي عون و دعم .. استمروا و أضربوا لنا دروسا في الكرامة و الرفعة و الشرف .. فلسطين يا مهد المقاومة و مثواها الأخير دمتم لنا فخرا و عظة حتى يأذن الله بإلاستفاقه المنتظرة .. و حتى ذلك الحين لا أجد في قلبي غير وجوب إلقاء التحية لكل فصائل المقاومة الفلسطينية الأبطال .. ففي النهاية أنتم من القلة التي تطلق النار في الاتجاه الصحيح .. فلسطين أنتي لستي في حاجة إلينا … بل نحن من في حاجة إليكي

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.

ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.

أحمد رمضان

طالب بكلية الهندسة – جامعة المنصورة
كاتب حر
باحث ومحاضر بفريق مشروعنا بالعقل نبدأ بالمنصورة