عين العالم على القناة
إذا جاز لنا التعبير أنه لا مبالغة في القول أن عين العالم مفتوحة على قناة السويس بعد حادثة السفينة العملاقة العالقة في قناة السويس” إيفرجين” ،وكان اهتمام العالم بهذا الحدث مسبوقا بزمن كبير جدا .
في الوقت الحاضر اهتمام العالم له ما يفسره وهو أن مايساوي 12% من تجارة العالم تمر من القناة من ناقلات نفط وغاز وبضائع أخرى، ذلك غير القطع البحرية العسكرية الأجنبية التي تستغل هذا الممر الملاحي الدولي في الإبحار في البحرين الأحمر والأبيض المتوسط.
عند تعطل القناة أصيبت التجارة العالمية بشبه شلل؛ ظهر ذلك في تعطل حركة الملاحة ذهابا وإيابا عبر قناة السويس وانتظار ما يقرب من أكثر من ثلاثمائة سفينة مما سبب زحامًا شديدًا عند مدخل القناة، واضطرار عدد من السفن لاستكمال رحلتها من خلال رأس الرجاء الصالح كبديل عن قناة السويس.
“محمد علي باشا” و”محمد سعيد باشا”
عرضت القوى العالمية على والي مصر “محمد علي باشا” فكرة حفر قناة السويس لكنه رفض بشدة خوفا على البلاد أن تكون مطمعا لهذه القوى بعد حفر قناة السويس، فقد كان بعيد النظر، أراد تأمين حكم البلاد له ولأسرته العلوية من بعده دون تهديد من أطماع الخارج.
أما “سعيد باشا” ابن “محمد علي باشا” قيل أن “دليسبس” استطاع أن يدخل للباشا بأكلة مكرونة إيطالية فقد كان محبا للأكل ويقنعه بالفكرة التي رفضها أبيه من قبل وهي شق قناة السويس على الأرض المصرية لتستعملها الدول الاستعمارية الكبرى في الوصول لمستعمراتها حول العالم بسهولة .
الخديوي إسماعيل
استكمل الخديوي “إسماعيل” ما بدأه سلفه “سعيد باشا” وأنهى شق القناة وافتتاحها عام 1869 م، وباع بعد ذلك أسهم القناة للقوى الأجنبية لتسديد ديون مصر التي تسبب فيها لتحقيق مشروعه التحديثي لمصر، وأصبحت القناة رهينة القوى الأجنبية إلى أن أممها الرئيس الراحل “جمال عبد الناصر” مما تسبب في حرب العدوان الثلاثي على مصر عام 1956م .
ومازالت عين العالم على القناة لأهميتها، ولموقعها الاستراتيجي الرابط بين عدة قارات آسيا وأفريقيا، وأوروبا ورغبة بعض القوى في إحلال ممرات بديلة عن قناة السويس كقناة إيلات عسقلان الإسرائيلية، وطريق الحرير الصيني البري مما يجعل لازما علينا التنبه لقناتنا وسرعة تطويرها وتنميتها لتسابق هذه الممرات البديلة في المنافسة على التجارة العالمية التي تزداد يوما بعد يوم.