إصداراتمقالات

عن المنظومة والنظام

هل تعتبر حادثه المنصوره الأخيرة هى مقدمه لمجموعه من الأحداث التى ستتعرض لها مصرنا ؟، مثلما فى العمليات الإجراميه يتعرض لها اشقاؤنا العراقيون بصوره شبه يوميه ويذهب ضحيتها عشرات بل مئات الأفراد.. هذا ما يخص العراق فقط ، أما سوريا فحدث ولا حرج .. أصبحت دمشق العزيزه – خاصة على قلب كل مصرى منذ الوقت الذى تعرضت فيه مصر للعدوان الصهيونى فتضامنت معها دمشق العروبه ونادت هنا القاهره من قلب دمشق، وماقدمه الجيش السورى من بطولات فى حرب أكتوبر – مرتعاً للعصابات الإجراميه من حوالى أربعين دوله وهذا باعتراف العدو قبل الصديق ؛ فى الوقت الذى ينعم فيه الصهاينه بالأمن والاستقرار على أغلى بقعه من أرضنا العربيه فلسطين الحبيبه تلك المأساه التى لا تنتهى .. بل لحق بها العراقى والسورى، والقادم لبنانى وتونسى ، والواضح أن بلدنا الغالى مصر دخل حيز التنفيذ ..
وإذا تتبعنا أغلب المواقف والتحليلات للحوادث الإرهابية الأخيرة بمصر ، نستطيع أن نحكم بأن الغالبية العظمى وللأسف تعانى قصر النظر والخلو من التحليل السياسى المعمق ؛ هذا التحليل والذى ينتهى بالتوصل إلى أن داعم الإرهاب الأول والراعى الرسمى له هو الذئب الذى يرتدى زى الحمل الوديع ، هو الصهيو أمريكى وما يمثله من منظومة عنصرية توسعية هدفها ومبتغاها أن تغرق البشريه فى صراعات لا تنتهى حتى تكون هى المنظومه الأقوى والتاجر الذى يروج بضاعته للطرفين – من سلاح وغذاء وقروض وشركات لإعادة إعمار ماتم تدميره !! – وبذلك تستمر الصراعات إلى ما شاءالله …
لن ندخل فى جدال الإحصائيات لأنه ليس محله ، فمن أراد أرقاما ؛ فالمواقع بالعشرات مما تختص بهذه الأمور، لكن كلامى عن تلك المنظومة العالمية التى ضمت لها معظم دول العالم كأن تلك الدول هى إرث قديم قد ورثته هذه المنظومه من فتره الحروب الاستعمارية السابقة واللاحقة وما ترتب عليها من تكوين تحالفات لتلك المنظومة من الحكام ورجال الأعمال …الخ
والمحزن فى الأمر أن تلك التحالفات باعت أوطانها بالرخيص وباعت قضايا أمتها حتى سارت البلدان الضعيفة داخل هذه المؤسسة ما هى إلا مجموعه من الموظفين الذين يبدلون أدوارهم كل فتره كى يسهل خداع شعوب هذه البلدان خاصة إذا أحست بتأثير هذه المنظومه الظالمة على مقدراتها وأرادت أن تثور على هذه الأوضاع المذلة التى من آثارها الجلية التى لا تخفى على الدانى والقاصى ( الفقر والجهل والتخلف ) فى شتى مجالات الحياة ، ناهيك عن المستوى الأخلاقى والقيمى لهذه البلدان ، والذى وصل إلى أن أصبحت الفضيلة شيئا غير مرغوب فيه ، بل باتت منبوذة من أفراد تلك المجتمعات نتيجه ما يشاهدونه من ظلم بين فى شتى مجالات الحياة.
ومن المؤسف أيضا أننا ننشغل بقضايا جزئية وننسى الأصل بالرغم أن كل مشاكلنا هى نتاج تبعيتنا إلى تلك المنظومة الشيطانية التى تعتبر كل شيىء سلعه تباع وتشترى ، حتى البشر ، فتغذى النزاعات الطائفية والمذهبية والقومية بين شعوب تلك البلدان حتى تصبح أضعف مما هى عليه وتقسم إلى أحزاب وشيع ، فيسهل احتواؤها أكثر وأكثر..
والغريب فى الأمر أن لا أحد يتكلم عن السبب الجذرى للمشكلة ، إما متعمداً أو جاهلاً فتصير أوطاننا أجزاءا ثم أجزاء إلى ان تتلاشى ، ويكون عدونا هو الأقوى والأكثر تاثيراً.. فهل يدرك شرفاء هذه الأمه الخطر والمشكله الحقيقه لما نحن فيه ؟؟ وهى تبعيتنا المطلقة لهذا النظام الجشع الذى ملأ الدنيا دماءا وأضاع الأخلاق والفضائل حتى صارت البشرية شبيهة بحديقه حيوان كبيره تتسارع فيها الشهوات ويكون البقاء فيها للأكثر مكراً وقوه وخداع .. هل يدرك الشرفاء أن عليهم دورمصيرى فى تنبيه الناس حتى لا يكونوا الوقود الذى تحرق به أوطانهم وحتى يكون تحركه نحو الحرية والاستقلال هو فى الاساس تحرك وثوره لاسترداد إنسانيتهم المسلوبة منهم حتى أصبحوا على حافه الهاوية
لكل منا دور يجب أن يؤديه حتى نعيش بإنسانية وحتى لا نذوب كما يذوب الملح فى الماء ، فلا يبقى له أثر ، وحتى تنعم أوطاننا بخيراتها ويعيش أهلها فى سلام وموده و لا يكونوا لعبه تحركها عصابة الأمم !
فالحل الجذرى الوحيد يبدأ من تحديد العامل الاساسى فيما نعانى منه والعدو الحقيقى الذى يتربص بكل ما هو جميل فينا، وهو التبعيه بكل أشكالها ، تلك التبعيه التى سلبتنا استقلالنا الحقيقى وخيراتنا ، سواء البشريه أو الطبيعيه ، مما زادنا فقرا وتخلفا وزاد عليه صراعات لا تنتهى إلا بالوعى الحقيقى والاتفاق على حد أدنى من الرؤية الصحيحه والواقعية لما يدور من حولنا  والخروج من تلك المنظومة الشيطانية، لأن الوصول إلى الهدف يجب أن تسبقه امتلاك خارطة سليمة ، وليست مزيفة ، عن كيفية الوصول إليه .. خارطة طريق الوطن الحقيقية .

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.

ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

مقالات ذات صلة