عنصرية علمية
علماء عصر القرن التاسع عشر والقرن العشرين الميلادي في بلادنا ونجوم الفكر في شعوبنا وشعوب العالم ظهروا في مرحلة شاذة.. كانوا مضطرين لتبني أفكار غير منطقية أو الدفاع عنها أو ضدها، كان الغرب في قمة قوته والعالم الإسلامي في قمة الهزيمة، وظهرت خرافة لا يساندها علم ولا منطق تقول أن الرجل الأبيض متفوق! إن الله خلقه متميزا وأقوى وأعلى من بقية خلق الله!
ولكن المشكلة أن عصر القرن التاسع عشر الميلادي كان يصطنع أو يدعي أنه عصر العلم والمنطق والتنوير، أنه عصر يعتمد على العقل والعلم والتجربة، وهذا يتعارض مع كل الخرافات العنصرية، فظهر ما يسمى scientific racism عنصرية علمية.
بمعنى أن شخصا عنصريا يعمل في مجال العلم، فيقدم أبحاثا علمية ومعلومات تثبت أن العنصرية حقيقة علمية، يقول كذبا أن هناك أدلة علمية مثلا على الفروق بين الأجناس البشرية في الذكاء أو الصفات التشريحية أو النفسية، إلخ!
كذب العنصرية
وانتشرت أبحاث في أوروبا وأمريكا وألمانيا النازية وإنجلترا تقول أن الرجل الأبيض أذكى وأقوى حسب التشريح والتجربة من الشعوب الأخرى، بل وادعت هذه الأبحاث أنه يوجد اختلافات بين مخ الرجل الأسود والأبيض! وأثرت هذه الخرافة في الفنون والقصص والروايات والأفلام ومقاييس الجمال، وكل تفاصيل الحياة.
وطبعا بعد مرور مائة سنة اتضح أن كل هذا كذب وأبحاث خرافية، لكنها كانت يتم تطبيقها واستعمالها لتثبيت خرافة تفوق العنصر الأبيض وزراعة الفكرة في عقول شعوب العالم لتبرير الاستسلام وكسر المعنويات، حتى صدقت شعوب العالم خرافات العنصرية تحت شعار العلم وأن العلم أثبت كذا!
في كل مرحلة من مراحل التاريخ تظهر بلاد منتصرة وأخرى مهزومة، شعوب منتصرة وأخرى مهزومة، حضارة منتصرة وأخرى مهزومة، وتتغير الأمور مع مرور الزمن فينتصر ويصعد المهزوم وينهزم ويهبط المنتصر، سنة الله في الكون: “وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ”_ 140 آل عمران. وفي القرن التاسع عشر الميلادي كانت أشد مراحل التاريخ، أوروبا في القمة والعالم الإسلامي في الحضيض!!
حين نقرأ كلام أحد مفكري القرن التاسع عشر والقرن العشرين تذكر أنه تعلم وتربى في ظروف شاذة من التاريخ، صورة صدّق فيها الناس كذب العنصرية، تحت شعار أنه مبني على أدلة وأبحاث علمية!
اقرأ أيضاً:
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
*****************
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا