عندما يحكي حافظ السر عن السيد الصادق – دعوة للإتحاد ومناهضة الفساد
من هو السيد الصادق وما هي حكايته؟
في إحدى الرحلات لصعيد مصر الذي يعد موطنًا لكثير من العائلات التي تضرب بجذورها فى عمق التاريخ والذاكرة المصرية حيث عاشت كثير من العائلات فى صعيد مصر لأجيال متعاقبة، ولكل من هذه العلائلات حكايات لا تخلو من العبرة والموعظة تتناقلها الأجيال جيلًا بعد جيل على سبيل حفظ تاريخ الأجداد من جهة، والتأكيد على القيم التي ينادون بها من جهة أخرى.
وهذه المرة قابلت شيخًا طاعنًا فى السن يسمى الشيخ (حافظ السر) كناية عن معرفتة بالكثير من أسرار سيرة الأجداد وأسرارهم الدفينة ومقاصدهم التي لم يعرفها عنهم الكثير من المعايشين لهم أو اللاحقين عليهم.
سيرة السيد الصادق
وبعد التحية والسلام طلبت من الشيخ -حافظ السر- أن يروي لنا بعضًا من سيرة (الصادق) ذلك الرجل الذي تتناقل الأجيال سيرته التي يضرب بها المثل فى الاقتداء لقيم العدل وإرساء الأخلاق ومساعدة المظلومين، وبمجرد أن طلبت من الشيخ حافظ ذلك الطلب لاحظت تغيرًا كبيرًا في ملامح وجهه، فبعد أن كان بشوشا ضاحكا إذا بوجهه يعلوه الهم والحزن مما دفعنى للسؤال المباشر منه: هل ضايقك طلبي بسرد بعض من سيرة السيد الصادق؟!
قال: لا بالعكس؛ فأنا لا أكف عن التحدث عنه ولكن تختلف طريقة كلامي عن السيد حسب نوعية المستمع فبعض المستمعين يهمهم في المقام الأول أن يعرفوا ماذا كان يفعل السيد من حركات وسكنات وأقاويل دون النظر أو البحث عن الغاية التي كان يريد السيد إرساءها من وراء تلك المواقف فتجد هؤلاء شغلهم الشغال البحث عن الظاهر دون المضمون.
والبعض الآخر لا يهمه من سيرة السيد غير طريقة زهده في الحياة وما لتلك الحالة من تقدير في نفوس أهل المدينة محاولين التشبه به دون النظر أيضا لمضمون ذلك الزهد أو مقدماته أو الفرق بينه وبين ترك الدنيا والتخلي عن المسؤوليات التي تقع على عاتقهم وبين هؤلاء وهؤلاء أصبحت الفرصة سانحة لأعداء السيد، هؤلاء الأعداء الذين قضى عمره في التصدي لهم ولفكرهم فلم يستطيعوا تحريف تاريخه الكريم وطمس الغايات الكبرى التي كان يسعى إليها إلا بعد وفاته وسهو الناس عن القيم التي ناضل من أجلها في إرساء العدل ونصرة المظلوم وعدم الانبهار بمتاع الدنيا الفاني.
تشويه أهل الفساد لسيرته
فقد نشروا بين الناس أن السيد لم يكن يوما يهتم بأمر عامة الناس والدفاع عنهم ضد الظالمين، وأنه لم يشغل باله يوما بتربية من حوله ليكونوا فضلاء بل أشاعوا عنه انشغاله بنفسه وترك الدنيا لأهل الدنيا مما جعل البعض يعتقد أنه بترك الدنيا وعدم تحمل مسؤولية مساعدة الناس والاهتمام بأنفسهم فقط هم بذلك يسيرون على خطى السيد!
كما أشاع أعداء السيد من جهة أخرى أن كل ما كان يجب أن يسعى إليه محبي السيد –الصادق– هو الحفاظ على الشكل العام الذي كان عليه الشيخ من ملبس ومأكل وخلاف ذلك لا يمت له بصلة.
كل تلك التغيرات التي دخلت على سيرة السيد الصادق كانت تصب فى مصلحة أعدائه الذين أشاعوا الفساد بين أهل المدينة واستباحوا أرزاق الناس وحولوا حياتهم إلى عبودية دون أن يشعروا محاولين تعويض -قدر المستطاع- الضرر البالغ الذي لحق بها عن طريق سعي السيد –الصادق– في تنبيه الناس من خطرهم عليهم بكشف ألاعيبهم ومكرهم!
فبعد أن جاهد السيد الصادق في تحرير الناس من العبودية فى زمانه وإرساء قيم العدل والوقوف بوجه الظالمين وكسر شوكتهم عاد الوضع أسوء مما كان عليه، ونحن اليوم يا ولدي –يقول الشيخ حافظ السر– في أمس الحاجة لاسترجاع سيرة السيد الصادق مرة أخرى ولكن سيرته الحقيقية التي تنبع من الغايات الكبرى التي كان يسعى إليها في جعل مدينتنا مثالًا يحتذى به في العدل والأخلاق وحفظ الحرمات وإعلاء قيمة العلم والعمل وجمع أهل المدينة على كلمة سواء تجعلهم كما أراد نموذجًا يحتذى به.
الإتحاد واجب
ولكن هذا يحتاج إلى جهد كبير من جهات عدة أولها الكشف عن غايات سيرة السيد الصادق لأغلب الناس حتى يفهموا ويعلموا المراد من تلك المسيرة الطويلة التي عاشها الرجل مناضلا ضد الظلم والظلمة وما عاناه فى سبيل نشر العلم والأخلاق بين الناس وتهذيبهم لما يقوي إنسانيتهم وفطرتهم السليمة هذا من جهة، ومن جهة أخرى يجب كشف زيف وخداع أعداء السيد بتبيان أنهم هم العدو الحقيقي للسيد وكل الإنسانية.
ولكي يحدث ذلك يجب أن يجتمع ويتفق محبي السيد على الأقل على محبته والاقتداء به في دفع الظلم ككلمة سواء تجمعهم لا تفرقهم، ووقتها سيتضح لكل مدينتنا القوة الهائلة في اتحادهم ومدى ضعف وهوان عدوهم، وقتها ستعم الفرحة والسرور مدينتنا كما كانت أيام السيد، وهذا أمل الجميع رغم اختلافهم.
وفي الختام نؤكد أنها قصة صراع ذوي النفوس الحية والأبية ضد مستعبدي نفوس أفراد المجتمع ومستغليهم عبر التاريخ.
اقرأ أيضا
أن نكون الشيخ ” محمد كُريم ” – بطل المقاومة الشعبية ضد الاحتلال الفرنسي
كيف تقضي على القضية الفلسطينية ؟