علم إدارة الأزمات.. إنفلونزا الطيور
الأزمة عبارة عن توقف الأحداث المنظمة والمتوقعة مع اضطراب العادات والعرف، مما يستوجب التغيير السريع لاستعادة التوازن. وهناك عدة مفاهيم تتداخل مع الأزمة يجب التعرض لها بإيجاز للتوضيح:
المشكلة: تعني حافزا يسبب حالة غير مرغوب فيها.
الصراع: اختلاف إرادتين نتيجة تعارض مصالحهما.
الكارثة: تغيير مفاجئ له أثر مدمر.
ما هي خصائص الأزمة؟
- التعقيد وتداخل المصالح.
- المفاجأة.
- عدم دقة أو كفاية المعلومات.
- مصدر الأزمة يؤدي لأحداث متسارعة.
- تؤدي لضعف الاستجابة السريعة بفعل تأثير الصدمة.
- الشك في البدائل المقترحة لحلها نتيجة عدم كفاية المعلومات.
- مواجهة الأزمة شيء مصيري لأنها تؤثر على حياة الإنسان.
- تتطلب ابتكار أنماط سلوكية غير مألوفة.
- تتطلب التحكم والتنسيق بين الجهود.
ولما كانت مواجهة الأزمات تتطلب حشد موارد وطاقات كبيرة فإنه من الأجدى البحث في كيفية تفادي وقوع الأزمة من الأساس، وهنا تأتي أهمية برامج الوقاية من حدوث الأزمات التي يجب أن تتسم بما يلي:
- التصدي السريع والقوي لأي خلل وعلاجه.
- التكيف والتوافق المستمر مع متطلبات البيئة المحيطة بالنظام.
- المرونة والقدرة الكبيرة على امتصاص الضغوط الناتجة عن الأزمة.
- محاولة الاستفادة من الجوانب الإيجابية للأزمة.
- وقف تمدد واتساع الأزمة لحين التغلب عليها.
خطوات المنهج المتكامل للتعامل مع الأزمات:
- اختراق الأزمة: البحث عن أسبابها وتأثيراتها.
- التمركز: تحديد أين نحن حاليا ووضع البدائل للحل مع تحديد كلفة كل بديل.
- التوسيع: توسيع قاعدة التعامل واختبارالبدائل.
- الانتشار: تدمير عناصرالأزمة المباشرة وإبعادها عن مناطق التأثير.
- التحكم: بمعنى السيطرة على موقع الأزمة.
إنفلونزا الطيور.. إدارة أزمة أم أزمة إدارة؟
لقد تأثرت سلبا صناعة الدواجن في مصر مع ما يرتبط بها من صناعة الأعلاف والمجازر ومستلزمات المزارع وغيرها نتيجة الأزمة بسبب نفوق أو إعدام كثير من الطيور، وفي ظل هذه الحقيقة وبالنظر لما تم استعراضه سابقا عن الأزمة وخصائصها وكيفية الوقاية منها ومواجهتها نخلص إلى:
- ظهرت إنفلونزا الطيور في مصر عام 2006 وكان يجب بداية التحرك قبلها بعامين لتوفير بدائل اللحوم لتفادي ارتفاع أسعارها مع ما ترتب على ذلك من حدوث تضخم ومزيد من الضغط على الطبقة المتوسطة.
- تعويض أصحاب الطيور التي تم إعدامها بشكل مناسب للمساعدة في الإبلاغ عن حالات الإصابة.
- نشر التوعية من مخالطة الطيور والتعامل غير الصحي معها.
- محاربة الشائعات.
- التوسع في إنشاء المجازر الصحية لذبح الدواجن.
- عمل تعاونيات أهلية لتربية الطيور تحت إشراف بيطري.
- التوسع في إنشاء المعامل المرجعية لتشخيص الوبائيات.
- إقامة محطات إنذار مبكر للكشف عن مسببات الأوبئة في الطيور المهاجرة.
- وضع ضوابط خاصة لإقامة مزارع الدواجن تراعى فيها شروط الأمان الحيوي.
- منع إلقاء الطيور النافقة في الشوارع أو مياه النيل، وتوفير سيارات خاصة لجمع هذه الطيور للتخلص منها بطريقة آمنة.
- عمل خريطة وبائية مصرية تحدث سنويا.
- التوسع في تدريب الأطباء البيطريين على علم الوبائيات، من خلال تنفيذ سيناريوهات وهمية على انتشار وباء ما ثم التعامل معه والخروج بالدروس المستفادة لتطبيقها مستقبلا في حالة انتشار فعلي لوباء.
- إنشاء صندوق مخاطر للتأمين على العاملين في مجال الدواجن والثروة الحيوانية عموما ضد الأوبئة، ولنتخيل أهمية ذلك هب أن وباء ما ضرب الماشية في مصر وأدى لنفوق أعداد كبيرة منها وسعر الجاموسة الواحدة مثلا يصل حاليا إلى 30.000 جنيه، فماذا سيفعل المزارع الذي يفقد هذا المبلغ؟ أضف إلى ذلك اعتماده عليها في بيع اللبن والسمن وحتى الروث -هذا بفرض أنه يمتلك جاموسة واحدة فقط.
- تعميم علم الإرشاد الصحي والبيطري على طلاب الجامعات لتكريس ثقافة التعامل السليم مع الأوبئة.
أخيرا لا بد أن نستفيق قبل أن تداهمنا جائحة جديدة لا يعلم مداها إلا الله عز وجل، وكورونا لا زالت تلقي بظلالها فوق رؤوسنا، لا سيما بعد ظهور حالات جديدة في مزرعتين بالوادي الجديد بتاريخ 21 ديسمبر2020
المصادر:
- موقع سكاى نيوز عربية
- موقع https://www.un.org/ar/influenza/objective_two.shtml