رياضة - مقالاتمقالات

عزيزي المشجع .. تعصبك لن يجدي نفعا، فكن لطيفا

اشتعلت منافسات الدوري المصري الممتاز عقب عودة الجماهير للمدرجات، لا سيما وأنهم العنصر الأول والأساسي في اللعبة، إذ إنهم بخلاف دعم الفرق واللاعبين يكونون سببا في ارتفاع قيمة الدوري.

وشهد استاد القاهرة الدولي مساء الجمعة، قمة الدوري المصري بين ناديي الأهلي والزمالك، في اللقاء الذي جمع بين الفريقين ضمن منافسات الجولة الثالثة من البطولة، بحضور ألفي مشجع، بواقع ألف لكل فريق.

وانتهت المباراة بفوز كبير للنادي الأهلي على غريمه التقليدي الزمالك، بنتيجة 5-3، النتيجة كانت كفيلة للتعبير عن وضع الجمهورين في الملعب.

نهاية متعصبة

جمهور الأهلي بدأ اللقاء مشجعا وداعما لفريقه، وكذلك جمهور الزمالك الذي كان أقل عددا في المدرجات إلا أن الحاضرين لم يقصروا في تقديم الدعم والهتاف، واستمرت الأجواء كذلك في الملعب حتى اقتراب نهاية المباراة لصالح القلعة الحمراء.

ولم يغفل مدحت شلبي _معلق لقاء القمة_ عن توجيه النصح للجماهير بالبعد عن الهتافات البذيئة من أجل الحفاظ على أماكنهم خلف الفريق، وظل يردد ذلك للتأكيد على نبذ التعصب والبعد عن كل ما يتسبب في منع حضور الجماهير مرة أخرى.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

واضطر مخرج لقاء القمة، محمد نصر، لغلق صوت الملعب أكثر من مرة، بعدما تحول الهتاف لساحة عراك بين جمهور الناديين، حتى انسحب جمهور الزمالك وغادر المدرجات عقب خروج فريقه من أرض الملعب، فيما ظل جمهور الأهلي يهتف ويغني مع لاعبي فريقه احتفالا بالفوز على الغريم التقليدي، وظن الجميع أن الأمر انتهى عند ذلك.

لكن سرعان ما اشتعل “قصف الجبهات” بين جمهور الناديين عبر السوشيال ميديا، في محاولة من كل جهة لإثبات صحة نظرها وأفضلية فريقها على الآخر، رغم الدعوات المستمرة بنبذ التعصب من أجل الحفاظ على استمرار حضور الجماهير للمباريات، والعمل على زيادة عددهم خلال الفترة المقبلة.

أشهر الديربيات الكروية في العالم

عزيزي القارئ دعنا نلقي لمحة سريعة على أشهر الديربيات الكروية في العالم، ولعل أبرزها وأكثرها سخونة ديربي الأرجنتين أو بيونيس آيرس الذي يجمع فريقي ريفر بليت ونظيره بوكا جونيورز، وما يشهده من أحداث ساخنة أدى إلى أنه في إحدى النسخ التي تجمع الفريقين، نقل اللقاء إلى خارج القارة اللاتينة بعدما شاهد أحداثا مؤسفة، فهل نريد أن نصل إلى هذا الحد والسلوك السلبي؟

وهناك نوع آخر من الديربيات الذي يشهد أغاني واحتفالات صاخبة ممزوجة بالمزاح الخفيف على صفحات السوشيال ميديا، هو ليس بالبعيد عن أنظارنا نحن المصريين، هناك في المملكة العربية السعودية حيث دربي النصر والهلال والمعروف بديربي الرياض، وما شهده من تطور كبير، ونقلة حضارية على المستوى الفني والأخلاقي في الملعب والمدرجات.

نريدها قمة أخلاقية

عزيزي المشجع نريدها هكذا نريدها قمة أخلاقية، ديربي وتنافس حول سمو الأخلاق والروح الرياضية في المدرجات، الفائز يحتفل بفريقه ولا شأن له بالفريق أو مشجعي المنافس، كما يحدث داخل المستطيل الأخضر فجميع اللاعبين أصدقاء أخوة وأقارب، بعد أن تنطلق صافرة الحكم لتعلن نهاية المباراة يخرج الجميع من نفس الزاوية ومن قبلها يهنئ بعضهم الآخر.

لا بد أن نعزز ونغذي هذا الشعور بداخلنا، فَكُرة القدم ممتعة، ولكن وجهها الآخر مؤلم، وكم عانينا من هذا الوجه المؤلم المظلم، فلنلتف سويًا حول منتخب الفراعنة بكل ألوان قمصان فرقنا، فهناك أمر يهم الجميع، لا بد أن نشحذ الهمم من أجل حلم طال انتظاره ونتمنى بدعم الجميع تكراره.

الأمر سوف ينتهي سريعا، وسيبدأ التوقف الدولي في أيام معدودة، وسيقف الجميع صفا واحدًا بالفطرة خلف المنتخب من أجل تقديم الدعم خلال المبارايات الهامة المنتظرة، لذا عليك عزيزي المشجع البعد عن التعصب والحفاظ على هدوئك، لأن تعصبك لن يجدي نفعا وسيزول ويبقى الأصل وهو يد واحدة من أجل كرة قدم ممتعة.

اقرأ أيضاً:

الكرة ونشل الوعي

مع أي فريق كرة قدم ستحارب؟

ترويض العقول وتبرير العنف بين المتبوع والتابع!

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

*****************

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

محمد الجزار

ناقد رياضي