ظروف استثنائية
سمعنا ورأينا في نشرات الأخبار في الأيام القليلة الفائتة أخبارًا عن تقلبات جوية رهيبة نتج عنها سيول وفيضانات في غير موعدها في شهور فصل الصيف وَصَفَها علماء المناخ بالظروف الاستثنائية، هذه التقلبات الجوية التي أصابت إحدى عشرة دولة إفريقية.
وأكثر الدول الإفريقية المتضررة السودان بتضرر سبعمائة وخمسون ألفًا من سكانها مع تلف ممتلكاتهم حتى قال أحد السودانيين المضرورين أن سكان العالم الثالث كُتب عليهم المعاناة لإصرار الرأسماليين سكان العالم الأول على زيادة نشاطهم الصناعي والتنافس فيما بينهم على ذلك وما ينتج عنه من زيادة الاحترار العالمي الناتج من نشاط مصانعهم مما يزيد حرارة الكرة الأرضية،
وما يترتب عنه من زوبان الكتل الضخمة لجليد القطب الشمالي مما يرفع مستوى البحار والمحيطات مُحدثة السيول والفيضانات التي في الغالب تتأثر منه المناطق المنخفضة للبلاد المطلة على البحار والمحيطات وأغلب هذه البلاد من الدول النامية الفقيرة.
الدول المتقدمة في الطريق
اليونان هي دولة أوروبية نامية من دول العالم الثالث أصابها إعصار “يانوس” في ظاهرة نادرة في البحر الأبيض المتوسط كما يقول علماء المناخ ، ولا أدري ما قصة الظاهرة النادرة والظرف الاستثنائي؛ فهم يعرفون جيدًا سبب هذه الظواهر. وأنها تتكرر سنويا؛ لأن إنسان العالم المتقدم لا يريد تخفيض إنتاجه الصناعي الجالب لنا الكارثة البيئية للطبيعة ومناخ الطبيعة.
وإذا كانت الدول النامية وقد أصابها ما أصابها من الكوارث البيئية كذلك الدول الصناعية الكبري في الطريق لِتَلج في هذه الكوارث لجًا الولايات المتحدة الأمريكية التي تساهم بدخان مصانعها الملوث للبيئة المسبب لظاهرة الاحترار العالمي بنسبة 14 % من الملوثات المنسحبة على الرغم من اتفاقية “كيوتو” للمناخ حتى لا تتقيد بأي التزامات بيئية تحد من نشاطها الصناعي الشرس.
قد أصاب أمريكا نفحة من نفحات ما قدمت يداها في الشأن البيئي، فقد اندلعت النيران في غابات كاليفورنيا فيما يشبه الجحيم وتضرر أكثر من أربعة وثلاثين ألف أمريكي مع دمار ممتلكاتهم.
وامتدت آثار هذه النيران لمسافة ثمانية آلاف كيلومتر، حتى أن أوروبا وصل لها دخان حريق غابات كاليفورنيا وهذا ناتج من زيادة درجات الحرارة والتي يقول العلماء أن درجات حرارة الأرض سترتفع ثماني درجات عما هي عليه الآن بحلول عام 2300م وقبل هذا بكثير عام 2150م؛
سيذوب الجليد كليًا في القطب الشمالي رافعًا مستوى البحار والمحيطات مخلفًا غرق البلاد والعباد هذا إذا لم يرعوي الإنسان ويقلل نشاطه الصناعي الملوث للبيئة ويدرك المسئولية قبل فوات الأوان.
كذبة مفضوحة
وقت أن كان النشاط الصناعي العالمي متوقفًا أثناء ذروة وباء كورونا خرج علينا بعض علماء المناخ قائلين فيما يشبة الهزل لا الجد أن طبقة الأوزون حسنت من وضعيتها لقلة الإنبعاث الدخاني الملوث الناتج من المصانع ولقلة النشاط البشري عامة،
هذا الكلام تعجبت له وضحكت منه ولي من الدليل الذي يفضح كذبهم فمياه المحيطات قد تلوثت وتغيرت نتيجة الأمطار المختلطة بدخان المصانع الملوث، والتي ذهب العلماء أن مياه المحيطات تحتاج لمئات السنين لتعود لطبيعتها مرة أخري. فكيف لطبقة الأوزون أن تعود لسابق عهدها خلال شهور قليلة فقط ؟!
وكما للسلام تباشير تُطمئن الناس فإن للكارثة البيئية والطبيعية خطوب يفزع لها العباد والبلاد، وعلى علماء المناخ الكلام بكل صدق ومسئولية، ولا يقومون بدور جماعات الضغط التي تضغط بكلامها الوهمي المطمئن حتى لا يأخذ العالم إجراءات جدية للحد من الملوثات البيئية،
ولا يستفيد من هذا الوضع إلا أباطرة الصناعة الرأسماليين الكبار الذين يشكلون 1% من تعداد السكان العالمي، أما البقية فهم ضحية جشعهم ورجوعهم للمال الذي لا ينتهي في الوقت الذي تزداد الكوارث البيئية على العالم يوما بعد يوم وعلينا جميعا أن ننتبه قبل فوات الأوان .