يلا بينا
“المجتمع”: مجموعة من الأفراد المتباينين عايشين في مكان ما تربطهم شبكة من العلاقات، كل واحد منهم بيسعى لتحقيق المصالح والاحتياجات عشان في النهاية يكملوا بعض، عشان يبقى فيه مجتمع لازم يبقى فيه تطور اجتماعي.
التطور الاجتماعي:
الانتقال من النمط البسيط إلى نمط أكثر تعقيدًا، بداية من الأسرة إلى العشيرة ثم القبيلة ثم القرية ثم المدينة ثم المجتمع القومي، والتطور المجتمعي بيظهر معاه “طبقات المجتمع”.
نظام الطبقات عبارة عن تقسيم المجتمع إلى طبقات متراتبة، كل طبقة بتمتلك الوضع الاجتماعي والاقتصادي والتعليمي نفسه ومترتبين على شكل هرم، وطبقات المجتمع بتخلق ما يسمى صراع الطبقات.
الصراع الطبقي لما الطبقات الاجتماعية تتحول إلى طبقات معادية، وتتحول الطبقات من مكملة إلى منافسة، يعني طبقة زي البرجوازية تسيطر على طبقة البروليتاريا أو العمال، والصراع الطبقي يولّد ما يسمى بالتدرج الاجتماعي.
التدرج الاجتماعي:
تباين أفراد المجتمع جوة الطبقة نفسها على أساس الثروة والدخل والحالة الاجتماعية والوظيفة والقوة، يعني الطبقة نفسها فيها تمايز بين فرد والتاني تبعًا لقوة العيلة أو النفوذ أو الثروة، على شكل هيمنة هرمية أو شكل هرمي يعني، والتدرج الاجتماعي يوصلنا للحراك الاجتماعي.
الحراك الجماعي:
إمكانية تحرك فرد أو جماعة إلى أسفل أو أعلى الطبقة الاجتماعية في هرم التدرج الاجتماعي، يعني لو ممرض بقى دكتور هو صعد طبقة، ودي أنواع زي الحراك المهني والاقتصادي والمكاني. والحراك الاجتماعي ياخدنا لنظرية المقومات الثلاثة.
النظرية تعتمد على إن السلطة داخل الطبقة بتعتمد على ثلاثة أشكال وهم الثروة والهيبة والنفوذ، بمعنى لو قدر شخص إنه يحقق إرادته على شخص تاني هو كدا مارس السلطة.
المقومات الثلاثة يودونا للوجاهة الاجتماعية وهي الاتصاف باستحقاق الملاحظة، أو امتلاك الشهرة، أو الحصول على درجة عالية من الاهتمام أو الأهمية أو التميز، زي الطفل اللي بيصرخ عشان بيدور على الاهتمام من اللي حواليه، الوجاهة الاجتماعية تقودنا إلى مجتمع المعرفة.
مجتمع المعرفة:
المعرفة بأشكالها كافة قوة اجتماعية واقتصادية وسياسية، بمعنى إن العصر دا يسمى عصر رأس المال من دون عمل، لأن مجتمع العمل يختفي ومجتمع المعرفة يزداد.
من مجتمع المعرفة إلى اقتصاديات التكاثر.
اقتصاد التكاثر:
وزن الأفعال تبعًا للطاقة اللازمة لمتابعة “الفعل” مقابل المكافآت، وعليه بيبحث الإنسان عن أقل طاقة لتحقيق أعلى المكافآت مثل القبول الاجتماعي والصحة على سبيل المثال، بالنسبة إلى السلوك فالاختيار بين التفاهة والتفكير يرجح الكفة للتفاهة كونها أقل مجهود وأقل طاقة وأكثر من حيث المكافأة.
ظاهرة الإنفلونسرز:
اقتصاد التكاثر يقودنا في النهاية لظاهرة الإنفلونسرز أو المؤثر: الشخص المؤثر على الذوق العام في السوق واللي يكسب ثقة متابعيه، مما ينعكس بعدها على حركة المبيعات الخاصة بمنتج ما يروج له المؤثر.
وظاهرة الإنفلونسرز تودينا إلى سوق المؤثرين، وهو سوق اقتصادي موازٍ يتحول فيه المؤثر إلى علامة تجارية قابلة للتسويق وقادرة على جلب مزيد من المشاهدات والمبيعات بناء على أرقام المتابعين.
هوس الشهرة:
سوق المؤثرين ياخدنا لهوس الشهرة: هاجس يدفع الإنسان إلى فعل أي شيء لمجرد إن يعرفه الناس ويصبح مشهورًا ويحقق الأرباح بلا عمل، ويمكن أن يقدم في سبيل ذلك كثيرًا من التنازلات والمساومات، وهذا يدفعه إلى تسخير أيَّة علاقة يكون طرفًا فيها لتزيد من شهرته، أو إنشاء علاقات بهدف توسيع هذه الشهرة، أو القيام بتصرفات غريبة ليُحدِثَ بلبلة تلفت أنظار الناس إليه فيعرفونه على أساسها.
أخيرًا هوس الشهرة يوصلنا لانتشار المحتوى التافة ومتابعيه.
كثرة الراغبين في الشهرة بلا موهبة أو مقومات حقيقية تكثر معها البحث عن أسهل الطرق للشهرة، وهو المحتوى الاجتماعي، واللي بيتفرع منه محتويات أكثر تفاهة زي عرض الحياة الشخصية للعلن مقابل المتابعين والفلوس.
ملخص الكلام دا كله..
قصص الزواج والطلاق من ناس ظهروا فجأة مشاهير لهم متابعين منعرفهومش إحنا، هي محاولة من الأفراد دول في المجتمع داخل الطبقة الواحدة للتميز عن باقي الطبقة والشعور بالسلطة، ومحاولة الظهور وتحقيق الثروة بلا عمل، حراك جماعي بين الطبقات ومحاولة للإشباع النفسي للمؤثر لتعويض النقص المفروض عليهم من اللي حواليهم داخل بنية المجتمع الواحد، ودا يؤدي إلى البحث عن الوجاهة الاجتماعية عن طريق هوس الشهرة بالعلاقات الغريبة أو التنازلات مقابل زيادة المتابعين.
الفائز في النهاية هو اللي بيحقق ربح من وراء القصص دي، سواء المؤثر أو الشركة المروجة، أما الخاسر فهو اللي بيقارن حياته بحياتهم المزيفة القائمة على الترويج لنفسهم كعلامات تجارية حية لا أكثر ولا أقل، في سبيل دا ممكن يخونوا ويتطلقوا ويتجوزوا بس عشان يروجوا لك في النهاية منتج ويكسبوا من وراك.
مقالات ذات صلة:
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
_________________________________
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا
