فن وأدب - مقالاتمقالات

صورة وألف معنى

منذ قليل –وفي هذا البرد القارس– رأيت هذي الفتاة التي لا يتجاوز عمرها البدر، وكان هذا الحوار الصامت بيني وبينها:

في حومة البرد المميت رأيتها           نامت من الأوصاب والأنات

البؤس حاصرها وغَيَّبَ شكلها           وتسربلت بالهم والحسرات

قربت منها والسماء إزارها                 وتقوقعت في التُّربِ بالحاجات

جلست تبيع ببعض فلسٍ ما لها         شيئا تبقى في دنى الَّلزَبَاتِ

اضغط على الاعلان لو أعجبك

ساءلتها من أنت رُدِّي حدِّثي             والصدر يخفق من أسى الأشتات

فرأيتها نظرت بعينِ كليلةٍ                   بنتا بعمر البدر في النكبات

قالت وصوت قد تحشرج هامسا         أنا هالة في عالم الأموات

أنا بنت هذا الزمهرير بفعله                أنا بنت مشتى الليل والأوقات

أنا بنت مجتمع تقنَّع لاهيا                   في عالم الأوهام والنشوات

أنا بنت مجتمع توارى في الدجى         متسربلا بالطهر والصلوات

أنا بنت مجتمع تماجن أهله                وتشاغلوا بالفجر والسكرات

أنا بنت قوم قد تناسوا ربهم               لم يدفعوا شيئا من الصدقات

تركوا الفقير وقد تناسوا حقه              وتصايحوا بالله في الَّلهوات

مكثت تحدثت والحديث مناصل          قلت اسكتي والعين بالعبرات

قالت لعمري ما أروم عَطِيَّةً                 بل أحكي بعض الوخز في اللحظات

فاذهب لحالك بل ودعني يا فتى        فالله رازقني بلا ميقات

فرثيت حالي لا رثيت لحالها               والقلب مني يذرف الآهات

اقرأ أيضاً:

الطفل ابن الخمسين

 الفتاة الصغيرة والديناصور التائه

علموا أولادكم

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

*****************

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

أ. د. محمد دياب غزاوي

أستاذ ورئيس قسم اللغة العربية- جامعة الفيوم وكيل الكلية ( سابقا)- عضو اتحاد الكتاب