فن وأدب - مقالاتمقالات

في القرآن

ربّك قال للناس: “ادعوني”

علشان هو كريم وبيدّي

وف رمضان الناس بتصلّي

تملا الجامع في التراويح

وإمامهم يدعي ويعيّط

اضغط على الاعلان لو أعجبك

واللي وراه بيقولوا: “آمين”

عارفين كانوا بيدعوا بإيه؟

كانوا كل صلاة بيقولوا:

“يا ألله

رجّع لينا صلاح الدين..

يا ألله

دا احنا بشوق مستنيّين

يا ألله

لو جالنا هنقوم واقفين

يا ألله

نمشي وراه ونكون طايعين

يا ألله

ونحرّر أرض فلسطين

يا ألله

بس يجيلنا صلاح الدين

يا ألله..

*****

ربك دايمًا..

ربّ قلوب

بيحبّ العبد اللي بيطلب

وأمّا لقى الملايين بيقولوا

رجّع لينا صلاح الدين

سبحانُه.. حقّق رغبتهم

ولقينا الأرض بتنشقّ!

قُدرة ربّك

مين هيكدّب ويقول: “لأ”؟!

ولقينا فارس من نور

وحصانه بيجري ويدُور

وف إيده السيف المتعافي

استعجِبنا!

وسألناه: “أنت اسمك إيه؟!”

قال بالفُصحى:

“أنا يا قومِ صلاحُ الدين

قد أحياني الله القادر

حين دعوتم

أنْ يبعثَني الله إليكم

ها أنا ذا

قد جئتُ إليكم

لكنْ نُبّئتُ بأخبارٍ عنكم سيّئةٍ للغاية

كيف رضيتم أن يُنتهَك الأقصى فيكم؟!

كيف سمحتم للأعداءِ بهذا الأمر؟!

كيف تركتم بيتَ المقدس؟!

كيف قَبِلْتُم عَيْشَ الذلّةِ بينَ الناسْ؟!

إني مِتُّ وأرضُ القدسِ مُطهّرةٌ من كل خبيث

وتركتُ الأقصى من زمنٍ.. منصورًا.. مرفوعَ الرأس

فتنازلتم أنتم عنه.. للأنجاس!

لكن.. لا بأسَ.. فقد عُدْت

وسنُرجِعُ جيشَ الإسلام

جيشٌ سوف يقودُ العالَم

أنتم.. جُنده..

هيا قوموا..

سوف نحاربُ.. حتى الموت

هل مِن أحدٍ يُبدي رأيًا فيما قُلت؟”

*****

كل الناس كانت ف ذهول

م اللي بيحصل

واحد فيهم

اتقدّم لصلاح الدين

قال: “اسمحلي

إنت صلاح الدين وأنا عارف

لكن آسف..

ما أقدرش أحارب ويّاك

أحسن أنا على وِشّ جواز

عايز أشوفلي يومين ف الدنيا

أبقى عريس..

أفرح واتمتّع وأهِيص

لكن حرب؟!

سلامُو عليكم.. أنا مش فاضي”

*****

واحد تاني

قال: “اسمحلي يا عَمّ صلاح

إني ما أروحش الحرب معاك

عندي عيال عايز أربّيهُم

وأنا غلبان

بأقْطَع من جسمي وبادّيهُم

لو رُحت معاك –افرض يعني–

مين هيأكّلهم مِن بَعدي؟

مين –لو رُحت معاك– يراعيهُم؟

أنا عارف.. ربنا موجود

هو اللي بيرزُق.. مش إحنا

بس أنا خايف

والبَرَكة ف باقي الرجالة

هُمّا يسدّوا بدالي هناك

وأنا هأدعيلكُم كل صلاة”

*****

واحد تالت

قال: “أنا تاجِر

عندي المصنع والدكّان

ومشاغِل أشكال وألوان

أبقى عبيط لو سِبت مصالحي وجيت ويّاك

لكن هأبقى معاكو بقلبي

*****

واحد رابع..

واحد خامس..

سادس..

سابع..

عاشر..

ألف..

كل الناس قالوا: “آسْفين

رُوح وحدك يا صلاح الدين

أحسن إحنا مش فاضيين

لا لجيشك ولا لفلسطين

إيه يعنى أقصانا سجين؟

ما هو في السجن بَقَالُه سْنين

لو بالحرب هنُنصُر دِين..

يِبقى خلاص ما احناش عايزين

إحنا هنقعد منتظرين

وهندعيلَك بالملايين:

يا ألله

إِبْعِد عنا صلاح الدين

يا ألله

إحنا بحالنا كده راضيين.. يا ألله..

*****

بعد ما قالوا كل كلامهم

بَصّ صلاح الدين بعينيه

مالقاش ولا واحد حواليه

يعمل إيه؟

الأرض انشقّت من تاني

علشان تاخدُه

مارضيش ينزل تحت الأرض

عايز يعمل حاجه ف بالُه

فوق “الأرض”

غَيَّر لِبْسُه

ولِبِس زيّ شباب القُدس

نفْس الشكل ونفْس اللون

كان متغاظ

من كل الناس اللي سابوه

جَمّع غِيظُه.. تحت هْدُومُه

ودخل وسط كلاب الأرض.. وفجَّر نفْسُه..

علشان يفضل

زي ما هو.. صلاح الدين

لكن ساب في القدس رسالة

بيقول فيها

إنه حزين

علشان جيشُه ما كانش معاه

“جيش حِطّين”

وبيطلُب من كل الناس

اللي بيدعُوا كل صلاة

لو طلبوه تاني ينصرهُم

لما يقولوا: “يا ألله..

رجَّع لينا صلاح الدين”

لازم يدعوا كمان ويقولوا:

“يا ألله

عايزين جيشُه يكون ويّاه

علشان إحنا مش فاضيين

مش هَنْسِيب المال والجاه

مش هنسيب الدنيا الحلوة ونِمشي وراه

يا ألله..

مش عايزينُه ييجي لوحْدُه

لازم جِيشُه يكون ويّاه

لازم جِيشُه..

يكون..

ويّاه..

مقالات ذات صلة:

التيار الإصلاحي هو ضمير المجتمع

المسجد الأقصى في خطر

القدس لنا

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

_________________________________

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

مصطفى الجزار

شاعر وكاتب وصحفي مصري