الرجال مبادئ في زمن الترهلات
في زمن الترهلات وارتداء البعض لمئات الأقنعة حسب مصالحهم الشخصية وأهوائهم الذاتية ونواياهم الخبيثة، وتجردا من ادعاء الفضيلة واحتراف المثالية الأخلاقية، أذكّر نفسي وإياكم ببعض ثوابت الرجال، في زمن ضاعت فيه الفضيلة،
وغدت فيه القيم أرجوحة مستباحة، يركبها كل بهلوان لاستعراض قدراته الخارقة في العزف على أوتار المشاعر المرهفة، وخداع السذج أصحاب القلوب الطيبة النقية الطاهرة سهلة التوجيه والتشكيل والاستقطاب!
صفات الرجولة
ومن ثوابت الرجال (لمن يجهلها أو يتجاهلها):
الخصومة شرف
وهي دائما تكون وجها لوجه بكل شجاعة، وليست أبدا طعنا في الظهر بخسة وندالة وتجرد من كل قيم العفة والشرف والنزاهة.
الكلمة أمانة
ولم ولن تكون أبدا حروفا تكتب للخداع والتزييف وادعاء البطولات الخارقة الوهمية، أو ادعاء المثاليات المطلقة، فلنكتب ما نشاء ولنترك للناس حق رؤيتنا كما يريدون هم، لا كما نفرض عليهم نحن قهرا صورتنا المثالية المعدلة الملونة المزركشة الوهمية الخادعة.
الغدر خسة وندالة
يلجأ إليه كل ناقص عويل، ليمارس عادات سرية قذرة تبرز فساد أخلاقه وبيئة تربيته، ومن شيم الرجولة أن تكون قويا في المواجهة بعفة وترفع ووضوح وشفافية.
ألا تكون محاربا بالوكالة
ومن شيم الرجولة ألا تكون محاربا بالوكالة: أو مرتزقة أو نعلا في قدمي غيرك يوجهك حيث يشاء، ويطلقك كلبا مسعورا تنهش من يكرهه هو، فتلك سمات الخانع مسلوب الرجولة عديم الشرف لمن يجهل معنى الشرف.
احترام الذات
ومن الرجولة أن تحترم ذاتك مهما شوهوا صورتك: وأن تعتز بنفسك التي تحترمها وتقدرها، في زمن عز فيه على كثير من أدعياء الشرف والعفة والنزاهة مواجهة أنفسهم تقييما ومحاسبة ومراجعة.
الاعتراف بالخطأ
ومن الرجولة أن تعترف بأخطائك وتصوبها:وتعتذر لمن أسأت إليهم، فالاعتذار من شيم الرجال، ولكنه الاعتذار لمن يقدر رجولتك وصدقك، وليس لمن يراك دائما خائنا مخادعا متلونا.
حفظ الكرامة
ومن الرجولة ألا تنسى حقك مهما طال بك الزمن: وألا تتنازل عن حماية كرامتك التي أهدرها بعضهم، ولا عن حماية ذاتك التي لطخها بعضهم، ولا عن التربص بك من قبل بعضهم، بل يجب أن تكون مستعدا للرد في كل وقت، وأن يكون ردك حاسما قاتلا،
لأنه غضب رجولتك وثورة ذاتك على من يصر على إهانتك وتصويرك دائما بالذئب الغادر أو الثعلب الماكر المراوغ أو الانتهازي عاشق الذات، وهنا يجب أن ترد انتصافا لذاتك واحتراما لكرامتك وآدميتك.
الثقة
ومن الرجولة أن تثق أن الحروب لم ولن تُفرض على الفاشلين: إنما تُفرض من الفاشلين على الناجحين تكديرا وابتزازا وانتقاما وتشفيا وحقدا وغلا ومرضا نفسيا عضالا لا براء منه ولا أمل في شفائه.
أن تكون ذاتك
ومن الرجولة أخيرا أن تكون أنت ذاتك: قرارك قرارك، رأيك رأيك، أنت أنت، لا تكن للناس كما يحبون، ولكن كن لنفسك كما تحب لها أن تكون، ليس غرورا ولا إحساسا بالتفرد ولكن اقتناعا بشيم الرجال.
تلك بعض سمات الرجولة (لمن يجهلها أو يعلمها ويتجاهلها)، فلنختلف بشرف، ولنتناقش بشرف، ولنتواجه بشرف، ولنتعاتب بشرف، فحياتنا القصيرة لا تستحق عفن صراعات بالية عفنة لا قيمة لها.
اقرأ أيضاً:
ظاهرة اللا مبالاة وانتشار الأنا مالية
هارمونيا الأنا والذات والآخر في سياق التنوع
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
*****************
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا